|
بندقية دارفور تفرض نفسها على تلفزيون السودان ..!!
|
فى هذه الأيام أخذ تلفزيون السودان "القومى" يخصص الساعات الطوال لعكس ثقافات التكوينات الثقافية فى درافور, بالاضافة لعرض مناظر خلابة من طبيعة بلادهم الجميلة, و هذا أمر لم يعودنا عليه تلفزيوننا المسطو عليه و المحتكر من قبل "أسرة ثقافة أكثر بياضا !" منذ انشائه. اذ أخذت تطل علينا من شاشته الفضية, لأول مرة فى تاريخه, ملامح وجوه سودانية حقيقية سوداء دافئة, و ايقاعات و الحان و غناء "حكامات" – كنا نسمع بهم سماع فرأيناهم يرقصون حتى الثمالة!- جعلتنا, نحن المتابعين, نضرب كف على كف فى حيرة : "هل كان كل هذا فى السودان ؟!!". و تساءلنا : " هل يحتاج أهل السودان لينالوا حق الظهور فى جهاز تلفزيونهم القومى, و حق أن يروا أنفسهم و يراهم الآخرون, رفع السلاح فى وجه السلطة و موت الآلاف و تشريد أكثر من ثمانية ملايين نفس ؟؟!! ... ما هى يا ترى السياسة الاعلامية لجهاز تلفزيون السودان القومى ان لم تكن تعريف السودانيين على أنفسهم و خلق التآلف بين تكويناتهم عبر عرض ملامحهم و ثقافاتهم و لغاتهم و فنونهم بشكل دائم؟؟!! ... و أين كان لاهيا هذا الجهاز حتى صدمنا, بسلوكه الأخير هذا, جاعلا ايانا نتساءل : " هل هؤلاء نحن .. و هل حين يتاح لنا الظهور فى تلفزيوننا القومى ستبدو صورنا كما رأينا أنفسنا ؟؟!!"
سبحان الله مغير الأحوال من حال الى حال, فسلطة الانقاذ " المشلهته " بعد أن فشل مشروعها فى قولبة السودانيين فى قالب "العربسلام", أخذت كلما رفعت جهة من جهات بلد المليون ميل مربع – التى حسبوا أنهم قادرين على قمعه بثقافة "العربسلام" - السلاح فى و جهها, سارعت تسترضيها ببضعة سويعات فى تلفزيون السودان المسطو عليه من قبل " ثقافة أكثر بياضا !". فشاهدنا السودانيون الجنوبيون يأخذون نصيبهم من السويعات, و كذلك السودانيون فى جبال النوبة و الأنقسنا, بينما يتم تجاهل حق نصيب " نوبة الشمال" فى سويعات تلفزيونهم القومى, فهؤلاء مقدور عليهم طالما أن أمر رفعهم للسلاح من رابع المستحيلات.
و ألان مشهد " أخرجت ثقافات السودان أثقالها .. فقال العربسلامى مالها !" التلفزيونى, موعود بتحوله الى وجوه سودانية جديدة, حتما ستثير حيرتنا و حيرة الشعوب التى تتابع "أشكالنا" عبر الفضاء ليثار السؤال الحائر من جديد : " ان كان هؤلاء سودانيون, .. و اذا من هؤلاء الذين كانوا يطلون علينا صباح مساء عبر الشاشة الفضية ؟!!".
السودانيون و من يتابعون تلفزيونهم من الشعوب الأخرى موعودون بمشهد جديد للوجوه و الفنون السودانية الحقيقية السوداء قريبا, عندما " يلعلع" رصاص شرق السودان بقيادة مؤتمر البجة مطالبا بحقوق أبنائه السياسية و الاقتصادية و الثقافية فى غضون الأيام القليلة القادمة. فقد طالعتنا صحف الاسبوع الماضى بلجؤ رئيس " مؤتمر البجا – عمر محمد طاهر", و الذى ولى منصب معتمد " همشكوريب" اثر مصالحة سياسية متهافتة, الى ارتريا. بينما وجد فى الطرف الأرترى استقبالا حارا من قبل أعضاء المؤتمر و مسؤولين أرتريين. و أخذت حكومة "الانقاذ المشلهتة" تروج من الآن لأطماع ارترية فى الأراضى السودانية. فكم يا ترى سيكلف نصيب أهلنا " البجة" من سويعات ظهورهم فى تلفزيون السودان " القومى" - حتى نستطيع و يستطيعوا هم و الآخرون عبر الأثير, رؤية ملامحهم و فنونهم فى " تلفزيون ثقافة أكثر بياضا !"- من أنفس و من ضحايا و من دماء .. ؟؟؟؟؟؟؟... !!!!!!!.
|
|
|
|
|
|