كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
دارفور في أرشيف الميدان 2001-2004
|
(1)
في الدولة الارهابية
في الثانى من يناير 2004، اعتقل جهاز الامن اربعة مواطنين ينتمون لقبيلة الفور. تم اعتقالهم من سوق زالنجى بدعوى انهم ينتمون لجيش تحرير السودان ونخشى ان يتعرض هؤلاء المواطنين للتعذيب كغيرهم من المعتقلين فى دارفور حيث وردت تقارير لحالات تعذيب تورط فيها جهاز الامن بدارفور وقد نشرت منظمات حقوق الانسان تقارير موثوقة تؤكد تعذيب المواطنين واعتقالهم بالشبهات ودون بينات المواطنون الاربعة هم:-
1- أديب عبد الرحمن يوسف (30سنة) معلم. 2- سعيد امام الحاج (35 سنة) معلم. 3- ارباب عبد المولى (34 سنة معلم) 4- ابراهيم عثمان( 36 سنة معلم). . وتستطيع الميدان ان تؤكد ان الوضع في دارفور اصبح مترديا الى درجة يحتاج فيها الى اهمية تشكيل لجان تحقيق مستقلة مكونة من الجهاز القضائى ومنظمات حقوق الانسان الوطنية والعالمية تحت مسئولية الامم المتحدة حتى لا ينفلت الوضع اكثر فاكثر فيصبح مدعاة للتدخل الأجنبى.
وفى دارفور ايضاً أعلن حزب المؤتمر الشعبى عن اعتقال وتعذيب بعض مناصريه ومؤيديه واعضائه في شمال دارفور منذ منتصف ديسمبر من العام المنصرم وقد حصلت الميدان على قائمة بعشرة معتقلين هم 1/ مبارك حامد على 2/ ارباب ادريس حامد 3/ عبد الله شطه تامونى 4/ سليمان عبد الله 5/ خالد احمد خاطر 6/ داؤود محمد ابراهيم 7/ زكريا ابراهيم محمد 8/ تاج الدين اسحق شوقار 9/ عبد الله هارون عبد الله 10/ عيسى ادم باسى..
كذلك اعلن حزب المؤتمر الشعبى عن وجود معتقلين له بسجن كوبر قدر عددهم بالعشرات . وفى الوقت الذى تعلن فيه السلطة كذباً ان سجن كوبر خالى من المعتقلين فان التفارير الوارده من السجن تؤكد وجود عشرات المعتقلين، وقد اعتادت السلطة على مثل هذه الاكاذيب التى يفضحها الواقع.
فى سجن كوبر مازال د. مضوى ابراهيم ادم معتقلاً حيث حول الى كوبر فى الثلاثين من ديسمبر الماضى وكان فد اعتقل فى28/12/2003 من منزله بامدرمان وتم تفتيش منزله ومكان عمله، ومصادرة جهاز كمبيوتر من مكتبه، ولم توجه اليه اتهامات، وهو استاذ بجامعة الخرطوم كلية الهندسة ورئيس مجلس ادارة منظمة التنمية السودانية (سودو) ورجل اعمال، وتم اعتقاله بدعوى وجود علاقة بينه والمسلحين فى دارفور، رغم انه ليس من ابناء ذلك الاقليم.
وأصبحت تهمة مساعدة "متمردي دار فور تكفي كحجة باطلة للمزيد من القمع والاضطهاد وسلب الحريات، حيث فقد جهاز أمن السلطة عقله واعصابه وصار يرى كل "مؤيدين" أو "متضامنين" أو "مشاركين" في تأجيج الوضع في دار فور، فلم تسـلم صحيفة ولا صحفي من تهمة "اللوثة الدار فورية" التي أصابت الحكومة، بعد ان غــــذت الصراع هناك، وزرعت الفتنه، فحصدت الدمار، وانقلبت عليها عصابات ( الجنجويد) التى سلحتها ودعمتها لتبطش بالابرياء من المواطنين، فانقلب السحر على الساحر، وهاجم (الجنجويد) حاميات الجيش وقتلوا الجنود والضباط فى مجازر وحشية بعد ان فعلوا افعالهم هذه بالمواطنين، حتى اضطرت القيادة العامة لاعلان ذلك على الملأ، وكل هذا تتحمل الحكومة وزره تماماً. وعلى خلفية "اللوثة الدارفورية" ذاتها اغلق جهاز الامن مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم وظل مغلقاً حتى يناير الحالى بدعوى فتح ملف انتهاكات دارفور ونشره على الهواء الطلق، الى جانب دعاوى اخرى بموالاة جناح الترابى ونشر الاخبار الكاذبة........الخ . ولم يكتفى جهاز الامن بذلك بل تقدم بشكوى وطلب للمجلس القومى للصحافة- وهى توجيهات وتعليمات واجبة النفاذ. وحينما لم يستجب مجلس الصحافة فى هذه الفترة ممثلاً فى لحنة الشكاوى بالمجلس للتعليمات وآثرت ابعاد الملف من ساحتها الى ساحة القضاء لم يعجب ذلك جهاز الامن وأعلن مسؤولوه انهم غير راضين بقرار لجنة الشكاوى وسيستأنفون لهيئة المجلس فى كاملها!! والمضحك المبكى ان جهاز الامن طلب من مجلس الصحافة سحب ترخيص قناة الجزيرة بعد ان اغلق المكتب تماماً بالضبة والمفتاح وبدأ معها مسلسل نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة سيئة الصيت.
الميدان 1/2004 = = = =
في الدولة الارهابية
ومازال الارهاب مستمراً
هل عادت "حليمة" إلى "سيرتها القديمة"؟ سؤال مشروع ويمكن إعادة السؤال بصيغة أخرى: هل تواصل الإنقاذ اصرارها على دولة الارهاب والقمع والاستبداد؟ والاجابة في الحالتين ان الطبع يغلب التطبع. ان فاقد الشىء لا يعطيه. وهكذا، هي الانقاذ. بناها مؤسسوها الأولون على أسوأ انماط الدولة البوليسية. فسارت على النهج، وذات الخطى. واستمرت، رغم محاولات، "تبييض الوجه"، واللعب على الحبال.
هاهي الانقاذ تعود لتمارس قمعها واستبدادها، وترفض ان تعطي الحريات وتصر على تكريس دولة (اللاقانون) وفي ذات الوقت تحاول خداع العالم بأنها قد تحولت إلى دولة القانون والمؤسسات. فيكتشف العالم بكل بساطة ان الدولة الارهابية ما زالت باقية. وها نحن ننشر في هذا العدد قليلاً من كثير، وفيه الدليل:
عاد جهاز الأمن بشن حملة جديدة من الاعتقالات ضد منسوبي حزب المؤتمر الشعبي"الترابي"، وبعض عناصر حزب الأمة من أبناء دارفور. ففي صباح – بل فجر – يوم 18/12/2003، تم اعتقال الخير القديل والتجاني سنين ومحمد حافظ عبد الله في الخرطوم. بينما أعلن حزب المؤتمر الشعبي عن اعتقال 12 من كوادره بالفاشر. كما تم اعتقال بعض منسوبي حزب الأمة وغيرهم من المعتقلين في ذات الفترة داؤود عطية واسماعيل ابشر عربي واسماعيل ابشر حقار وهم من قبائل دار فور غير العربية، ويقيمون في الخرطوم. وتجئ هذه الحملة من الاعتقالات في اعقاب تردي الأوضاع في دار فور، حيث يسود جو من الارهاب الحكومي للخصوم السياسيين، وقد اطلقت الحكومة يد "الجنجويد" ليعيسوا بالناس فتكاً وقتلاً فظيعاً. وهناك اتهامات للجيش بانتهاكات كثيرة. مما يجعل الوضع في دار فور في خانة اقسى درجات انتهاك حقوق الإنسان. وهنا يتطلب المزيد من الحرص على نشر أخبار ما يدور في دار فور، ومطالبة الأمم المتحدة ولجنة حقوق الإنسان فيها بالتدخل السريع لوقف تلك الانتهاكات. ويجعلنا في (الميدان) ننادي مع كافة المنادين باحترام وصون حقوق الإنسان في دار فور، وبوقف الانتهاكات وتقديم الجناة إلى العدالة والقانون.
الميدان 12/2003
====
كلمة العدد:
ليهب الشعب السوداني لنجدة اخوته في دار فور
حذرت هيئات حقوق الإنسان ووكالات الإغاثة المختلفة العاملة في السودان، ومحامو دار فور ونوابها في المجلس الوطني من تفاقم الماسأة التي حلت بأهالي دارفور، وكان آخر الصيحات الملتاعة من هول الكارثة، هي تلك التي صدرت في منتصف شهر نوفمبر 2003 من منظمات الإغاثة الدولية العاملة الآن في دارفور، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبرنامج الغذاء العالمي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة ومنسق عام الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وجميعهم رأوا بأم أعينهم فظاعة المأساة التي تتكتم عليها حكومة الإنقاذ، رغم جهر بعض الولاة ونواب دارفور بقول الحق بما يدعم ويؤكد صيحات المنظمات العالمية العاملة هناك، وجميعها تدق ناقوس الخطر مؤكدة ما كتبناه في الميدان مراراً من قبل وهو:
* ان ما تقوم به مليشيات (الجنجويد) المدعومة من الحكومة هو حرب إبادة عرقية ضد المواطنين حيث احرقت مئات القرى وقتلت عشرات الآلاف من المواطنين وشردت مئات الآلاف منهم، مستهدفة طردهم من أراضيهم الخصبة والاستيلاء عليها بقوة السلاح لصالح حفنة من بعض القبائل العربية المنحازة للسلطة.
* أطل خطر المجاعة برأسه في العديد من القرى حيث أحرقت مليشيات الجنجويد كل ممتلكات قاطنيها.
* يفاقم من هول الكارثة، انتشار الأوبئة وأمراض سوء التغذية إلى جانب الأمراض المستوطنة أصلاً.
حكومة الإنقاذ ونظامها الرأسمالي الطفيلي تتحمل المسؤولية التاريخية الكاملة عن تأسيس ودعم مليشيات الجنجويد ومدها بالسلاح والمعلومات الأمنية وتحريضها على حرق القرى وقتل المواطنين الأبرياء للاستيلاء على أراضيهم الخصبة لصالح أثريائها.
وكما ذكرنا من قبل، فان هذا النظام الرأسمالي الطفيلي مستعد، في سبيل تحقيق مصالحه الدنيوية ان يقتل ثلثي شعب السودان دون ان يرف له جفن أو يهتز له ضمير أو يلجمه وازع ديني أو أخلاقي، فهم طفيليون غرباء على شعب السودان.
هذا المخطط الدامي يجب ان يوقف عند حده. وهو غير ممكن بدون موقف شجاع يقفه شعب السودان بكل فصائله المعارضة لنجدة أهل دارفور. وعلى أبناء دارفور في العاصمة وكل مدن السودان ان يكونوا في مقدمة الصفوف العاملة على تنظيم جبهة واسعة ضد حرب الإبادة هذه ونزع سلاح الجنجويد والمليشيات الأخرى وتقديم القتلة والمجرمين إلى المحاكم وحل تنظيماتهم وجمع السلاح من الجميع ضماناً للاستقرار. هذا هو الذي يمهد السبيل لعودة النازحين بسبب القتال ولتشييد القرى والبنى التحية المختلفة والشروع الجاد في التنمية التي تقدم الحل الجذري مع غيرها من المقومات لمشاكل المنطقة بأسرها.
تعـليقات في السياسـة الداخـلية
(1)لقاء الحزب الشيوعي مع وفد دار فور
* انطلاقاً من موقف الحزب الشيوعي الداعي للحل السياسي القومي لأزمة دارفور، سعينا لمقابلة وفد دارفور الذي قدم للعاصمة خلال اكتوبر الماضي. وقد حضر الوفد خصيصاً لطرح ما يجري في دارفور على الرأي العام السوداني.
* ما طرحه الحزب الشيوعي: في بداية اللقاء شكر ممثلو الحزب الشيوعي وفد دار فور على اهتمامه بالاتصال بالحزب الشيوعي والاستماع لوجهة نظره. ثم طرحوا المبادئ والأسس العامة التي ظلت تحكم مواقف الحزب الشيوعي تجاه حركة جماهير المناطق المهمشة والتنظيمات التي ابتدعتها خاصة بعد ثورة اكتوبر 1964م. وكان الحزب قد رفض تماماً دمغ تلك الحركة بالعنصرية والسعي لتمزيق وحدة السودان، وغيرها من المزاعم الباطلة التي أطلقتها القوى التقليدية. وظل الحزب متمسكاً بثبات برأيه وفحواه ان تلك الحركة، بحكم مطالبها العادلة والمشروعة في الاقتسام العادل للثروة والسلطة والمشاركة الديمقراطية في القرار السياسي والإداري، حركة ديمقراطية ترفد المسار العام للتغيير الاجتماعي في السودان. وعلى هذا الأساس طرح الحزب حلاً سياسياً لها قوامه الاعتراف النظري والعملي بواقع التعدد والتنوع في السودان، والدستور الديمقراطي التعددي اللامركزي، والتنمية المتوازنة.
لقد أصبحت أزمة دارفور في تجلياتها الدامـية الراهنة ابتداءاً للأزمة الوطنية السودانية العامة، والتي تتطلب حلاً سياسياً شاملاً بإشراك كل قوى السودان. وقد قبل توقيع اتفاق السلام في كينيا، وانضم الآن جيش آخر للجيوش المتحاربة. وهو أمر يؤكد مجدداً ضرورة الحل الشامل للأزمة السودانية في كافة تجلياتها ومظاهرها.
ان معادلة السياسة السودانية التي كانت تحصر الحركة السياسية في الأحزاب والقوى الحديثة قد ضاقت وتجاوزها واقع الحال، بعد ان أصبحت هناك قوى في الجنوب والشرق والغرب لها تنظيماتها وبرامجها. ويجب ان تتسع تلك المعادلة لهذه التنظيمات.
ومن ناحية أخرى فاقمت سياسات الإنقاذ من أزمة دارفور وحولتها إلى مأساة إنسانية مرشحة للتدويل. ان الواقع الشاخص يشير إلى ان الأوضاع في دارفور قد انحدرت من سئ إلى أسوأ. وتحولت مؤتمرات الصلح الستة خلال عهد الإنقاذ إلى مجرد تظاهرات سياسية إعلامية، وتم إهمال تنفيذ قراراتها وتوصياتها. والجدير بالذكر هنا ان المؤتمر الأخير الذي انعقد بالفاشر قد أحصى بالفعل بعض الأسباب الدفينة لتفاقم أزمة دارفور. وذلك على شاكلة: انهيار التنمية وتوقف مشاريعها، ما ضخته الإنقاذ من مال ذهب إلى جيوب بعض القيادات والمحاسيب، توقف العمل في طريق الإنقاذ الغربي بسبب الفساد، العطالة بين الشباب أكثر من 90%، استشراء النهب المسلح، انتهاج سياسة (فرق تسد) ومحاباة قبائل بعينها، تجاوز علاقات حسن الجوار مع البلدان المتاخمة للسودان، وغير ذلك من الأسباب.
كما اتضح الآن بكل جلاء سعي الإنقاذ لفرض تغيرات ديمقرافية في مناطق جبل مرة لمصلحة القبائل العربية على حساب الفور.
وتمخض كل ذلك عن لجوء الإنقاذ ثلاث مرات لإعلان حالة الطوارئ بدار فور وانشاء آلية رئاسية بصلاحيات واسعة لضبط الأمن. وهذا مؤشر واضح إلى ان الخيار الأثير عند الإنقاذ لحل الأزمة هو خيار الحل العسكري.
واستناداً إلى ذلك كله طرح الحزب الشيوعي في بياناته وفي الميدان وفي الندوات الطلابية التي تنظمها روابط أبناء دارفور بالجامعات، ان أزمة دار فور قضية وطنية وقومية عامة يتطلب حلها اشتراك كل القوي، وان حلها سياسي وليس عسكرياً.
ويرحب الحزب باتفاق أبشي وطالب بضرورة الالتزام به وتنفيذه، وبتدخل الحكومة لوضع حد للمجازر ومعاقبة الضالعين فيها. ان ما جرى من مجازر في كتم وزالنجي وغيرها يجسد صورة بشعة للتطهير العرقي، يتطلب تحقيقاً عادلاً ونزيهاً.
وكانت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب قد أصدرت بياناً بتاريخ 12 ملرس 2003 أكد دعم الحزب لمبادرات أبناء دارفور لحقن الدماء وإخماد الفتنة وحل المشاكل سياسياً. كما أصدر تنظيم الحزب بدارفور بياناً رفض فيه اسلوب (فرق تسد) بين القبائل ومحاباة قبائل بعينها، ودعى إلى تعايش سلمي في منطقة جبل مرة يستند على حق الفور التاريخي في أراضيهم وفي المرعى، وطالب بدعم وإعمار مشاريع التنمية بالإقليم وتوسيع قاعدة الإنتاج والبنية التحتية.
* ما طرحه وفد دارفور: شكر وفد دارفور الحزب الشيوعي على اهتمامه بقضية دارفور ومتابعته لها متابعة لصيقة، وعبر عن سعادته بطرح الحزب الشيوعي ومواقفه إلى جانب أهل دارفور.
واوضح مندبو دارفور ان وفدهم قبلي يمثل قبيلة الفور ولا انتماء سياسي محدد له. وانهم ينطلقون أساساً من أن قضية دار فور قضية قومية يتطلب حلها تضافر كل الجهود الرسمي منها والشعبي. وانهم يتطلعون إلى حل قومي عادل في إطار وحدة السودان، ويفضلون الوصول لحل شامل لكل جوانب الأزمة السودانية العامة. إذ ان إشكالية دارفور جزء من إشكالية كل السودان التي فاقم منها الاتجاه العروبي الاسلامي. كما أوضحوا انهم لا يمثلون حركة تحرير السودان التي لجأت للسلاح وطرحت تقرير المصير. ورغم ان السلاح خيار من الخيارات المفتوحة أمامهم، إلا انهم لم يقرروا اللجوء إليه بعد، رغم ان المسألة أصبحت مسألة وجود أو عدم وجود بالنسبة لهم.
وأسهب الوفد في شرح تفاصيل المخطط الإجرامي برعاية الدولة لإزاحة الفور من مناطقهم الزراعية المستقرة وتوطين قبائل عربية رعوية (أبالة) من دارفور وبلدان غرب أفريقيا (بوركينا فاسو، مالي .. الخ) وتم إسكانهم في مناطق الفور الزراعية بعد ان تم منحهم الجنسية بالميلاد. وهولاء هم الذين يطلق عليهم اسم الجنجويد العرب. وقد تورط الجنجويد بداية في عمليات النهب المسلح بتركيز خاص وانتقائي في وادي صالح وزالنجي وكبكابية والفاشر وكتم وغيرها. وقد بلغ تقدير خسائر الفور بأكثر من 76 مليار جنيه سوداني. وبلغ عدد المتضررين أكثر من مليون بينهم أكثر من 12 ألف قتيل وأكثر من 7 ألف جريح، ومئات الالوف من الذين أجبروا على الهجرة من قراهم و 65 ألف لاجئ في تشاد. وبلغ عدد القرى المحروقة أكثر من 300 قرية. بل انه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أبان تواجد الوفد بالخرطوم تم حرق 200 قرية أخرى.
ومن أجل تنفيذ هذا المخطط الإجرامي يتم استغلال كل مقدرات الدولة في الحرب غير المعلنة على الفور ويتم تهميش وابعاد الفور من كل المواقع الحساسة والوظائف الهامة وهياكل الحكم الولائي. والبلاغات المؤكدة التي يرفعها الفور عن هوية المعتدين سرعان ما يتم إهمالها وتسجيلها ضد مجهولين. بينما يتم اعتماد التقارير والبلاغات الكاذبة والمفبركة ضد الفور.
* خاتمة: في ختام اللقاء مع وفد الفور جرى التفاكر حول ما يمكن ان يقوم به الحزب الشيوعي في التنوير سياسياً وإعلامياً بأزمة دار فور، وفي الإسهام في حلها حلاً سياسياً قومياً عادلاً. كما اتفق الطرفان على مواصلة اللقاءات مستقبلاً.
الميدان 11/2003
يتبع
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور في أرشيف الميدان 2001-2004 (Re: sultan)
|
(4)
تعليقات فى السياسة الداخلية
بيان من الحزب الشيوعي السوداني:
* ندعم مبادرات أبناء دار فور لحقن الدماء واخماد الفتنة. * أزمة دارفور، رغم حيزها الجغرافي، وخصوصيتها، امتداد للأزمة الوطنية العامة. * الصراعات القبلية تجاوزت طابعها التقليدي، وتحولت إلى صراع على الموارد الطبيعية المتدهورة، وتطلع مشروع نحو اقتسام عادل للثروة والسلطة، والمشاركة الديمقراطية في القرار السياسي والإداري. * سياسات الإنقاذ وتجاوزاتها، فاقمت الأزمة وحولتها إلى مأساة إنسانية مرشحة للتدويل. * منظمة العفو الدولية تطالب الحكومة بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الوضع في دارفور، وتحذر من مخاطر ان يتدهور الوضع إلى حرب سودانية أخرى. * منبر أهلي للتضامن وفض النزاع وحقن الدماء.
المؤتمرات – القرارات – المتابعة – التنفيذ:
توصل المشاركون في ملتقى الفاشر، إلى توصيات سليمة، لامست العصب الحي لمشاكل دار فور المزمنة، التي كانت تتجاهلها وتنكرها الحكومة، وشكل الملتقى خمس لجان لدراسة تلك المشاكل وتقديم مقترحات وتوصيات لحلها. والتزم الملتقى بتنوع التركيبة القبلية في تشكيل وفد التفاوض مع المعارضة المسلحة في جبل مرة. ومن هنا ينشأ السؤال المشروع: هل يكتسب الملتقى صفة الآلية الدائمة التي تتسع المشاركة في مداولاتها ومتابعة تنفيذ قراراتها وتوصياتها، أم ينفض سامرها بعد حل أزمة جبل مرة، ويعود الأمر والنهي لأجهزة الإنقاذ السياسية والتشريعية والتنفيذية، وهيمنتها الأحادية، وإعادة إنتاج الأزمة؟!
الإجابة على هذا السؤال محورية وفارقة، في مصير توصية الملتقى التي نصت على "مراجعة كل القرارات الصادرة عن المؤتمرات السابقة ... وجدولة تنفيذها، وتكوين آلية شعبية ورسمية لمتابعة التنفيذ" لكن التوصية تجاهلت أسباب عدم التنفيذ والجهات المسئولة عن التقصير. لمحة عابرة على سجل مؤتمرات الصلح في دارفور منذ الاستقلال، توضح انعقاد ثلاثة عشر مؤتمراً خلال ثلاثة وثلاثين عاماً – 1957 – 1989 كان آخرها المؤتمر الذي انعقد في أواخر فترة الديمقراطية الثالثة – أبريل 1989 – في الفاشر، وحضره عن رأس الدولة الأستاذ ميرغنى النصري، لفض النزاع بين قبائل الفور وقبائل عربية، وتقيد ذلك المؤتمر بالأعراف التي تواضعت عليها القبائل لفض نزاعاتها، وتم الاتفاق على تحديد مسار مرحال غربي – غرب جبل مرة – وآخر شرقي، مع تحديد دقيق وقاطع للمعالم الطبيعية الثابتة لكل مرحال والمواقيت الزمنية، واحترام ملكية الحواكير، وما نصت عليه اتفاقية 1980 ... الخ وطرح المؤتمر فكرة مؤتمر الأمن الشامل في النصف الثاتي من العام.
كان ميسوراً آنذاك، وما يزال، ان تعقد مؤتمرات الصلح سنوياً، مع تسارع وتائر الزحف الصحراوي والجفاف، وضغط حمولة الإنسان والحيوان على موارد الماء والمراعي الضامرة، والتحسب الاستباقي لتطويق النزاعات والصدامات، وتحييد نتائجها السالبة في أداة شعبية لإدارة وتنظيم الموارد، وحماية البيئة المنهكة المتداعية، بدلاً من أسلوب انقاذ ما يمكن انقاذه بعد ان يقع الفاس في الرأس.
مؤتمرات الإنقاذ:
عقدت الإنقاذ خلال سنواتها الثلاث عشرة، ستة مؤتمرات: الفاشر: يوليو 1989، كتم: اكتوبر 1994، الجنينة: نوفمبر 1996، الضعين: مارس 1997، نيالا: مؤتمر الأمن الشامل – ديسمبر 1997، الجنينة: يونيو 1999. أجمل مؤتمر الأمن الشامل، مفردات المشاكل التي عالجتها بقية المؤتمرات: احترام الحق التاريخي للقبائل على حواكيرها، والأعراف القبلية في الاستضافة أو الاستجارة لقبيلة أو عشيرة أخرى وما لخصته اتفاقية 1980 – مخاطر أنشاء كيانات إدارية جديدة دون مراعاة النزاع على ملكية الأرض – مخاطر شطر وتجزئة إدارات أهلية معارضة وفرض إدارات أهلية موالية – مراعاة الأعراف القبلية في الالتزام بسداد الديات والتعويضات – مخاطر التمييز بين القبائل في جمع السلاح أو توزيعه – جماعات النهب المسلح ما عادت عصابات تحتمي بالجبال والوديان، بل تعيش وتحتمي في مرابع قبائلها، وتمتلك أسلحة متفوقة على أسلحة القوات النظامية – أفراد من القوات النظامية يشاركون قبائلهم في القتال القبلي ورسم الخطط العسكرية – مخاطر البيعة للإنقاذ باسم القبيلة، والأسلحة التي يعود بها المجاهدون من القتال في الجنوب كغنيمة أو فيئ، واستخدامها في الصراعات القبلية – ضعف نفوذ الإدارة الأهلية أمام نفوذ الروابط القبلية وقياداتها من المتعلمين والمثقفين، وعجزها لدرجة الشلل والخوف أمام الجماعات المسلحة – استغلال المثقفين الانتماء القبلي لتحقيق تطلعاتهم لمناصب السلطة – صراعات دول الجوار وتداخل القبائل وتدفق السلاح، والاستقواء بقبائل دول الجوار والتساهل في منح الجنسية السودانية – وتطرق المؤتمر لكافة القضايا التي تناولتها مؤتمرات سابقة أو لاحقة في دارفور: مياه الشرب للإنسان والحيوان، الصحة، التعليم، طريق الإنقاذ الغربي، إعادة تعمير مشاريع التنمية.
كانت أجواء دارفور آنذاك متوترة نتيجة لممارسات حكام وولاة الإنقاذ في مكافاة القبائل الموالية بمنحها نظارة أو محافظة في مناطق إدارية وحواكير لقبائل أخرى، مثال: أمراء في دار مساليت، ومحافظة عديلة وتداعياتها التي لم يأخذها د. على الحاج آنذاك مأخذ الجد "عديلة بتبقى عوجة" وكانت بعض كوادر الجبهة، منتشية بانتصارات متوهمة، تطلق شعارات طفولية، مثل: كل الأرض ملك للدولة ويحق لها ان تعيد توزيعها لتحقيق العدالة، أو شعار الأرض لمن يفلحها وغيرها من الشعارات ذات الرنين الثوري، لكنها فوضوية وطفولية في واقع دارفور الاجتماعي. أما مؤتمر الجنينة – يونيو 1999- فيمكن وصفه بسيوبر مؤتمر، أو مؤتمر المؤتمرات، بما توفر له من حشد مهول للأجاويد من طاقم الإدارة الأهلية من بقاع السودان، لفض النزاع بين المساليت والقبائل العربية: المك يوسف حسن عدلان من جنوب النيل الأزق – ترك من الشرق – سرور رملي من الخرطوم – عبد الله محمد احمد أبوسن من البطانة – وكافة مناصب وألقاب الإدارة الأهلية ومقاماتها في ولايات دارفور الثلاث: شرتاي، دمنقاوي، أمير، عمدة، ناظر، فرشة .... وكالعادة تحولت المؤتمرات إلى تظاهرة سياسية إعلامية. ولو نفذت السلطة جزء من التوصيات والقرارات لما تدهور الوضع الأمني والسياسي والاجتماعي في دارفور، بما يستدعي إعلان حالة الطوارئ للمرة الثانية وأنشاء آلية بصلاحيات رئاسية لضبط الأمن وفرض هيبة الدولة للمرة الثالثة، واحتماء معارضة مسلحة بشعاب ومغارات جبل مرة.
الصحافة والإنذار المبكر:
رغم سياج التعتيم والرقابة، ظلت الصحف تقرع ناقوس الخطر، ولسنوات خمس متتالية، بدءً بعرض واف لكتاب د. التجاني مصطفى عن الصراعات القبلية في دارفور، ومتوالية حلقات ومقالات ودراسات ومذكرات ... النجيب احمد عمر في الرأي الآخر يونيو 99 – والكليم موسى في الرأي الآخر 6 يناير 2000- وعبد الله أبو إمام في الرأي الآخر 13 يونيو 2000- والإداري عباس صالح مرسي في الأيام 27 يوليو 2000- وآدم عزالدين محمد الرأي الآخر 11 اكتوبر 2000- وتاج السر مكي الأيام 30 نوفمبر 2000- ويوسف تكنة في الرأي الآخر يناير 2001- ثم في الأيام 6 يناير 2002- وقد أجمعت كل الأقلام على اختلاف مشاربها على المنهج الموضوعي في تشخيص الأزمة، وحذرت من مخاطر الانفجار الوشيك. ومع مطلع هذا العام، افردت صحيفة الصحافة مساحة منشتات صفحتها الأولى لأخبار الانفجار: قتل وجرح 18 واحراق ألف منزل بجبل مرة – حرق تسع قرى في محلية مكجر غرب دارفور ونهب ألف رأس من الأبقار – نائب الدائرة 15 غرب دارفور، هاشم عباس يقول: الأمن في غرب دارفور منفلت، خاصة في منطقة وادي صالح والجبل ... حرق قرى زوة، مومو، نيرو وغيرها ونهب ألف رأس من الأبقار من قريتي برما وارولا. وما لم تنشره الصحف كان أخطر، مثال ان ضحايا صدام المعاليا والرزيقات فاق 600 قتيل. وان الطرفان استخدما مدفعية متطورة في الصراع وحشدا ما يفوق لوائين مشاة من حيث القوة البشرية ... وهكذا ما عاد القتال عرب – زرقة، بل أصبح شاملاً عرب عرب وزرقة زرقة. ولا منجاة لعرق أو قبيلة! وتواترت الأخبار عن بوادر الصراع بين التعايشة والسلامات، والماهرية والزغاوة، وبوادر مواجهات بين مليشيات الفور ومليشيات العرب في مناطق كبكابية، جلدو، قيلو، كاس، زالنجي، وادي صالح، الجنينة، بركة سايرة، وظهور استحكامات في جبل مرة يصعب اقتحامها ...
المشروع الحضاري: فشل:
توهمت حكومة الجبهة الاسلامية، انها ستعيد صياغة إنسان دارفور ونسيجه الاجتماعي وأعرافه وتقاليده، وفق التصميمات الهندسية لمشروعها الحضاري. لكن الأقدار سخرت منها وانفجر مشروعها الحضاري من باطنه، وكان المؤشر الأول للانفجار قد أرهص قبل الانقلاب، عندما استقال د. فاروق أحمد آدم وزميل له من كتلة نواب الجبهة الاسلامية في الجمعية التأسيسية – وكلاهما من دار فور – وجاء المؤشر الثاني بعد الانقلاب، عندما نظم أحد أبناء دارفور والقيادي الاسلامي المرموق – بولاد – حركة معارضة مسلحة، تسللت من أفريقيا الوسطى مندفعة نحو جبل مرة. وكان المؤشر الثالث تبلور الاستقطاب القبلي داخل كيان الجبهة الاسلامية، في منبرين – منبر "قريش" رمز للقبائل العربية، ومنبر "الكتاب الأسود" رمز لقبائل الفور! ثم قذف البركان بالحمم في الانقسام الكبير – مؤتمر وطني حاكم، ومؤتمر شعبي معارض! وأفضل تلخيص وتقويم لانفجار أزمة المشروع الحضاري في دارفور، قدمه قائد إسلامي من المؤسسين، نأى بإسلامه وقناعاته السياسية عن استقطاب "الفتنة الكبرى"، د. الطيب زين العابدين – صحيفة البيان الاماراتية 18/9/2002 – "دارفور والحل السياسي": "تنحدر الأوضاع الأمنية في دارفور، أكبر أقاليم السودان، تدريجياً من سيئ إلى أسوأ. بدأت الأحداث كنهب مسلح بسبب الفقر والعطالة والجفاف، ثم تطورت إلى صراع قبلي بين بعض القبائل بسبب السياسات الحمقاء لبعض ولاة الحكومة، الذين أرادوا استثمار الاختلافات التاريخية القبلية لتحقيق مكاسب سياسية لمصلحة الحزب الحاكم. وتشير الأوضاع حالياً إلى بداية حرب أهلية في المنطقة ترفع شعارات المظالم السياسية التي تمثلت في خلو المنطقة من مشاريع التنمية وضعف خدمات التعليم والصحة، وابعاد أبناء دارفور من مواقع المسئولية حتى في عقر دارهم ... "
التنمية: ... كلمة السر والمفتاح السحري:
يصعب إلهاء أو خداع أهل دارفور بشعارات وبرامج التنمية كمشروع مستقبلي، وهم يعيشون خذلان الماضي وانهيار الحاضر، سواء في المصير المجهول للأموال التي اقتطعوها من لحمهم الحي لتمويل طريق الإنقاذ الغربي، أو انهيار مشروع جبل مرة، بعد ان عصفت به الخصخصة وبيعت المكاتب والمنازل السكنية في زالنجي، وبيعت العربات والتراكترات في دلالات عربات الخرطوم، وتوقفت مدبغة نيالا والنسيج، وتراجع الاهتمام السنوي والموسمي بضبط مياه الخيران كتجربة ناجحة طورتها مساعدات ولاية سكسونيا الألمانية، وتوقفت حملات العيادات البشرية والبيطرية المتحركة، ومشروع تحسين الماشية وتسويق الألبان، وتتعطل المدارس والمستشفيات بسبب تأخير صرف المرتبات، وأختفت من أجهزة الإعلام أية أنباء عن مشروع السافانا، وأم عجاج، وخور رملة، وساق النعام ... الخ.
لم تبخل قبائل دارفور التي لها حقوق تاريخية على الحواكير، بأية مساحة من حواكيرها تدخل ضمن مشاريع التنمية ذات العائد لمصلحة كل سكان الأقليم رعاة ومزارعين. ورغم قسوة الظروف الطبيعية، مازالت دارفور رحبة تسع إنسانها وحيوانها. وظلت قضية التنمية في دارفور ذات أسبقية ضاغطة منذ ثورة اكتوبر 1964، وتراكمت دراسات جدوى وملفات مشاريع رائدة لا تحصى. لكن الحلقة المفقودة كانت وما تزال الإرادة السياسية لإتخاذ القرار، وتعبئة الموارد البشرية والمادية للتنفيذ، ولو في حيز إعادة إعمار المشاريع التي كانت قائمة، وتلك التي جادت بها المنظمات الدولية. وهذا ما رسبت فيه، وبإمتياز، حكومة الجبهة الاسلامية، التي جادت بسخاء على المحاسيب بالمراعي التجارية الشاسعة – مساحة 300 ألف – 600 ألف فدان، دون مراعاة للغطاء النباتي وغابات الهشاب والطلح – مصدر الصمغ العربي – وإسقاط حق صغار المزارعين والرعاة والمنتجين في المشاركة في الحيازة وعائد الإنتاج. وأخيراً الآثار السالبة المتوقعة للآتفاقية الحصرية واستنزاف الثروة الحيوانية التي يزخر بها أقليم دارفور.
علاقات حسن الجوار:
يتحمل سكان دارفور سداد القسط الكبير من فاتورة الجغرافيا السياسية والسكانية للدولة السودانية. حدود شاسعة ممتدة، خالية من الموانع الطبيعية، مفتوحة على ثلاث دول - ليبيا، تشاد، أفريقيا الوسطى – وكان المنتصر في الصراع الليبي التشادي والتشادي التشادي ينطلق من أرض دارفور، وإليها ينسحب المنهزم ليعيد تجميع صفوفه – معارك هبري ودبي في منطقة كتم، ومعسكرات أبن عمر في وادي صالح، وعلى حدود أفريقيا الوسطى، منطقة الردوم، تعرضت القبائل السودانية قبل أسابيع لهجمات انتقامية راح ضحيتها أكثر من 150 قتيلاً وتعرضت مئات الماشية للنهب، رداً على تدخل حكومة الإنقاذ في صراعات السلطة في بانقي. وكانت للسودان وأفريقيا الوسطى اتفاقية لتنظيم المراعي على الحدود منذ أيام الاستعمار، يجددها سنوياً مفتشو المراكز إلى الجانبين ... حدود شاسعة ومفتوحة بطول حدودنا الغربية، لا حماية لها سوى علاقات حسن الجوار، وتعزيز الأجهزة الأمنية والنظامية على منافذ وثغرات التسلل والتهريب، والتزام الحياد السويسري تجاه صراعات دول الجوار، وان لا يتحول السودان إلى جسر لطموحات دولة أخرى أو حاكم آخر نحو أفريقيا باسم العروبة أو الاسلام.
منبر أهلى للتضامن وفض المنازعات:
نضم صوتنا وجهدنا لكل مسعى للقوى السياسية والاجتماعية لتشكيل منبر أهلي – مستقل عن السلطة – للتضامن مع مواطنينا في دارفور، ويسهم في دعم جهودهم لفض المنازعات وحقن الدماء ورفع المظالم.
الخرطوم : 12 مارس 2003 سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
الميدان 3/2003 = = = =
في الدولة الارهابية
العالم ينتبه للوضع في دار فور ويدعو للحلول مقدمة: مازال الوضع في دار فور مترديا، وقد وصلت الانتهاكات ضد انسان دار فور ذروتها، وفي فبراير الجاري، وصل إلى دار فور مستشار رئيس الجمهورية الطيب إبراهيم الشهير بـ "الطيب سيخه" ليواصل حملاته وسياساته في قمع مواطني دار فور واضطهادهم، والتي كان قد بدأها عندما كان والياً لدار فور في أوائل التسعينات. ومعروف عن الطيب سيخه انه دموي وسفاح، لعبت سياساته دوراً كبيراً في تأجيج الصراع في دار فور ومنحه طابعا عرقياً. فكيف يعقل ان يعود بدعوى وقف الصراع واحلال السلام محل الحرب؟ وهو صاحب العقلية الاستئصالية والتاريخ المشهود بدماء الأبرياء وانتهاكات حقوق الإنسان.
سنظل في الميدان ننبه ولن نمل تكرار الحديث عن أهمية ان يجلس أهل دار فور بكل تماذجهم ليعيدوا إلى منطقتهم الأمن الحقيقي والصلح الشعبي بعيداً عن تدخل الدولة التي لا تعرف سلاماً ولا أمنا ولا رخاءاً، وإلا بالمزيد من العنف والاقتتال. لعلنا لا نحتاج ان نعيد إلى الأذهان ان الوضع في دار فور أصبح حديث القاصي والداني، ولقد اهتم العالم الخارجي بما يجري هناك. وها هي منظمة العفو الدولية قد وضعت مقترحاتها بعد ان زارت المنطقة وتعرفت على الواقع من قرب. وها هي الميدان تعيد نشر البيان الصحفي الذي اصدرته منظمة العفو الدولية، حيث اننا نجد مقترحات المنظمة بناءة وعملية وندعمها بكل ما نملك، وبنشرها نرجو ان يفتح اكبر حوار من كل المهتمين بدار فور وأمنها وسلامها لاحلال السلام محل الاقتتال والحرب والعدوان، ولا يفوتنا ان نشكر للمنظمة جهدها، ونرجو ان يتواصل جهد كل المخلصين لنزع فتيل الدمار من دار فور. فإلى نص البيان: [هيئة التحرير].
الميدان 2/2003 = = = =
اعتقالات فى زالنجى
اعتقلت سلطات الامن فى اكتوبر 2002م 14 مواطنا من الشيوعيين والديمقراطيين بحجة انهم يحرضون الفور على الثورة والتمرد. ما يجدر ذكره أن الاستدعاءات المهينة اليومية والتى تشمل حتى النساء لازالت مستمرة، بل زادت وتائرها فى الفترة الاخيرة. وهذا يستوجب مواصلة النضال لوقف الاعتقال والاستدعاء والقوانين التى تبيحها.
الميدان 11/2002 يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور في أرشيف الميدان 2001-2004 (Re: sultan)
|
(5)
صوت الغرب
المجاعة في دارفور .. حقائق وأرقام
مقدمة: بكل فخر وإعزاز ننشر بيان الحزب الشيوعي بدارفور، الذي صدر في أبريل 2001، وهو بعنوان: حول كارثة المجاعة بدارفور. ونحن حينما ننشره، نضع في الحسبان أنه ليس من رأى كمن سمع، فأهل دارفور، وشيوعيو دارفور يضعون النقاط فوق الحروف، ويوضحون بالأرقام والنسب المئوية حجم الكارثة، وينبهون إلى خطورة الأوضاع هناك، ويسمون الأشياء بأسمائها، ويفصحون عن مطالب جماهير دارفور بدقة ووضوح شديدين. ورغم هذا، فمازالت السلطة تتحدث عن "فجوة" وتتلكأ في التعامل مع الوضع بما يليق، في زمن أصبحت فيه المعلومة والخبر يسريان عبر الانترنت، فيعرفها الداني والقاصي، ويتعامل معها المجتمع الدولي بكل مسئولية وحرص، ورغبة جادة في تخفيف عمق المأساة .. ومازالت الإنقاذ، تقدم مصالحها الذاتية الضيقة على جملة مصالح أهل السودان.
هيئة التحرير.
بيان حول كارثة المجاعة بدارفور
طوال السنوات الثلاثة الأخيرة تراجع المتوسط السنوي للأمطار من 400 مم إلى 100 مم. فمنذ ديسمبر 2000 تحددت معالم الجفاف اكثر في اقاليم كردفان ودارفور والبطانة، وباتت المجاعة واقعاً مأساوياً يكابده مباشرة ما ينيف عن (900000) مواطن على مختلف بقاع دارفور. من الآثار المخيفة للجفاف نضوب 50% من الآبار والحفائر والسدود الصغيرة وهي من أهم مصادر المياه في إقليم دارفور وما تبقى منها أتى عليه التلوث، فالأمطار تشكل 65% من مخزون المياه الذي يعتمد عليه الإقليم في الشرب والزراعة. الآن هناك 20% من السكان تأثروا بالأمراض والأوبئة وانتشرت بينهم أمراض الغدد الدرقية والنزلات المعوية والأنيميا .. الخ من جراء تلوث المياه والبيئة. إزاء هذا الواقع المتهالك تحددت الكمية المطلوبة للإغاثة الفورية بما يعادل 54.773 طن متري لإغاثة الإقليم. وهي احتياجات ما يزيد عن 420 ألف شخص يتهددهم الفناء بسبب نقص الغذاء، بينهم 150 ألف طفل محاصرون بالمرض والجوع والتشرد حتى الموت. وقد نوهت السلطة بتوفير 80% من الاحتياجات ولم توفي بما وعدت.
في دارفور وحدها يشكل سكان الريف 70% من سكان الإقليم يحترفون الزراعة والرعي .. فالإقليم يحتوي على اكثر من 40 مليون رأس من الأبقار والأغنام والماعز والجمال بجانب ثروات غابية ضخمة، وحياة برية غنية، صارت تعاني الآن خطر الانقراض، مما أسفر عن هجرات جماعية كثيفة لدولة تشاد المجاورة بحثاً عن الماء والمرعى. حتى الأرياف القريبة من المدن تفرق أهلها أيدي سبأ هرباً من هذا الوضع الضاغط. ففي ريف ود الميرم كمثال هنالك 167 أسرة قد نزحت صوب المجهول في غضون شهر واحد. وفي المناطق الغنية بإنتاج الغلال والمحاصيل الزراعية كالوتنغ وجبرة وكارا في جبل مرة، تواجه نقصاً في الغذاء بنسبة 100% كما هو الحال في المناطق الشرقية (شعرية – نتيقة) والقطاع الشمالي بأكمله وغربي دارفور. دارفور تعيش الآن مأساة الجوع والعطش وسلطة الإنقاذ لا تحرك ساكناً، لأنها تعودت على الجبايات وصناعة الأزمات. ففي الوقت الذي تتصاعد فيه آثار المجاعة المدمرة ويتحكم الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية على مصائر السكان تجهد سلطة الجبهة نفسها في وضع المعوقات لعمل وكالات ومنظمات العون الإنساني الدولية تحت مظلة الابتزاز السياسي، وتبحث لنفسها عن سانحة تغتصب بها لقمة من فم جائع منهك، كما فعلت في المنطقة الشرقية للإقليم، فالسكان يتهددهم الموت الوشيك جوعاً وكلما فعلته تجاههم أن أعلنت مساهمتها الخجولة (فقط خمسة آلاف) جوال ذرة اقترحت عليها أسعاراً رمزية.
جماهير شعبنا الصابر إزاء هذا الوضع المتردي تفاقمت ظواهر العنف والنهب المسلح وبلغت ذروة لم تصلها من قبل، فبجانب تجدد الصراع التقليدي بين قطاع الزراعة والرعي تدخلت عوامل أخرى لتضفي على ظاهرة العنف بعداً جديداً معقداً تفاعلت فيه سياسات السلطة الانتقالية في الاستقطاب القبلي، والتسليح العشوائي للصبية بجانب تدميرها للغطاء النباتي والأشجار بالقطع الجائر للأخشاب من قبل محسوبيها مما جعل نزاعات الأرض تتجلى كأحد عناصر الصراع المدمرة.
نناشد أبناء السودان داخل الوطن وخارجه للإسراع بالمساهمة وابتداع أشكال الدعم العاجل عبر التجمعات الخيرية بعيداً عن أيدي اللصوص وسماسرة الجبهة الإسلامية.
نناشد منظمات المجتمع الدولي بالمزيد من الاهتمام واستمرار الدعم الغذائي والصحي ولقطاع التعليم بدارفور. نطالب السلطة بتوفير الأمن والحماية وتسهيل انسياب الدعم اللازم للمناطق المتضررة.
أبريل 2001
الحزب الشيوعي السوداني بدارفور
الميدان: في العدد القادم ننشر حقائق وأرقام
الميدان 5/2001 = = =
دار فور – الحرب المنسية
تواترت أنباء وتعليقات الصحف مع بداية فصل الصيف عن تدهور الوضع الأمني والمعيشي في دار فور الكبرى بولاياتها الثلاث. وكان آخر نبأ في الأسبوع الأول من أبريل، قرار تفعيل حالة الطوارئ في دار فور، وإرسال قوات خاصة، وإجراءات صارمة لتطويق جماعات النهب المسلح…
الميدان لا ترجم بالغيب، إنما تؤكد ان مثل هذه الأنباء تكررت طوال الأعوام السابقة، وسوف تتكرر طوال فصل الصيف الحالي، ثم تنحسر مؤقتاً خلال فصل الخريف لتعود مرة أخرى مع بداية الجفاف ثم تتصاعد خلال فصل الصيف. وكل قارئ يتابع الميدان طوال العام يصل لهذه النتيجة.
نلخص العوامل التي أدت إلى الكارثة في دار فورالكبرى، في الأسباب الخمس التالية :
أولا: الزحف الصحراوي وشح موارد الأمطار والمراعي وضغط هجرة ومسار الإنسان والحيوان جنوباً مع حزام الأمطار والمراعي.
ثانياً: دور ليبيا في الحرب التشادية التشادية فتح الباب لانتشار الأسلحة الحديثة، كلاشن، دوشكا، مدفعية متوسطة والبكاسي كمنصة إطلاق متحركة.
ثالثاً: دار فور منطقة ارتكاز آمنة تنسحب إليها المعارضة التشادية لتنظيم قواتها والهجوم على انجمينا واستلام السلطة، لينسحب إلى دار فور من كان في السلطة – جوكوني، هبري، دبي ومن يأتي بعده، وكل قبيلة تشادية تطلب الدعم من رصيفتها في دار فور، وتدعم رصيفتها في صراعها ضد قبائل دار فور الأخرى.
رابعاً: تدخل الإنقاذ الفظ في النسيج الاجتماعي الأهلي القبلي وتقطيع أوصاله عبر تقسيم المحافظات والولايات وتعيين "الأمراء" لفرض نفوذ الجبهة الإسلامية وسطوتها و"إعادة صياغة الإنسان والمجتمع" في دار فور.
خامساً: فقدت المجالس التقليدية للصلح وفض الاشتباك بين القبائل جدواها وفاعليتها، لأن حجم الصراع ومداه تخطى حدود اشتباك قبيلة وقبيلة أخرى على الماء والمرعى والمسار في موسم بعينه، وتحول إلى صراع شامل اخترق سياج قبائل الزرقة وقبائل العرب، فاختلط حابله بنابله، قتال زرقة زرقة، وعرب عرب، وعرب زرقة ضد عرب زرقة … صراع حياة أو موت، بقاء أو فناء حول موارد متناقصة من عام إلى عام في الماء والمرعى، فتتحول منطقة جبل مرة إلى بؤرة صراع مع قبائل الفور حيث يتوافر الماء والمرعى، ومع انتقال حزام الأمطار جنوباً تنشأ مخاطر تداخل الصراعات القبلية مع الحرب الأهلية في الجنوب.
حصيلة سياسات وممارسات الإنقاذ في دار فور، نتج عنها تآكل هيبة الدولة كجهاز سياسي وأمني وخدمي، فاتسعت ظاهرة النهب المسلح، واتخذت الصراعات القبلية طابع الهجوم العسكري المنظم وتخطيط مسبق، وحصيلة أشهر الصيف الأولى هذا العام تؤكد ذلك: نزعت السلطات الأمنية أسلحة قبائل الفور دون ان توفر لهم حماية أمنية من الشرطة والقـوات الخاصة، ودون أن تستمع لمخاوف شيوخ الفور عن هجمات متوقعة من قبائل أخرى، فوقعت الكارثة حيث تعرضت قرى الفور لهجوم شاركت فيه المعارضة التشادية وبعض الجماعات المحسوبة على ليبيا، وشهدت منطقة كبكابية نيرتتي شويا معارك شارك فيها ما يقدر بخمسمائة مقاتل بأسلحة الكلاشن والاربجي، وحرق أكثر من 70 قرية و 300 قتيل من أطفال ونساء ورجال، واشتباكات أخرى في كاس حيث سقط أكثر من 40 قتيلاً بعد نهب البضائع والممتلكات من السوق – وما زال موسم الصيف في بداياته.
الميدان 4/ 2001 = = = = انتهى
السودان لكل السودانيين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور في أرشيف الميدان 2001-2004 (Re: sultan)
|
جهد مقدر يا سلطان منك ومن الميدان ومن فرع الحزب الشيوعي بدارفور وظاهرة جديرة بالتأمل وهي لجوء العشرات من ابناء دارفور للتشاور مع الحزب الشيوعي قيادة وفروع حول ازمة المنطقة يدل على احترام عميق متبادل بين الحزب وابناء منطقة دارفور وان كان نابع من جدية الحزب بشكل عام في تعاطيه مع مأساة دارفور فهو نابع ايضا من الحضور المميز لفرع الحزب الشيوعي بدارفور لهم ولك ولحزبنا التحية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور في أرشيف الميدان 2001-2004 (Re: elsharief)
|
شكراً جزيلاً الاستاذ سلطان على هذا الجهد المقدر والحزب علمنا انه دائماً يسبق الاحداث ويضع النقاط فوق الحروف والتحية لعضوية الحزب في دارفور وهي تكابد كل هذا العناء برغم القبلية التي تغطي الصراع معاً من سودان انساني معاً من اجل سلام دائم في المنطقة
| |
|
|
|
|
|
|
|