الحميم وليد يوسف
بدءاً شكراً لقلبك الهميم
أذكر الآن جزء من كلمة إبتدر بها أستاذنا وأستاذ الأجيال الموسيقار محمد وردي في حفل في نيويورك 2000م تقريباً حيث قال : ( الفنان الحقيقي ما بجي من السماء .. الفنان الحقيقي بطلع من بين الناس ... والناس الغيوره علي ( بلدها ) وغيوره علي ( غُـنا بلدها ) هي البتصنع الفنان ... ) وأعتقد يا حميم أن هذه الإشارة العميقة الدلالة تحمل خلاصة نصف قرن هو عمر تجربة أستاذنا وردي مدّ الله في عمره ... وأقول عميقة الدلالة لأنها فعلاً تشير إلى درب ننجز به ما يخصنا في هذه المرحلة من التاريخ من مسؤوليّة تجاه مشروع الموسيقى والغناء السوداني لنقدّم إنجازنا هذا للأجيال القادمة وللعالم اليوم نسهم في دفع الحياة ــ ربما ــ وهكذا فإن إشارة الموسيقار وردي تقول أن الفنان وبإقترابه بينات الناس يتعلم كل يوم كيف / ماذا .. يغنّـي
وهذا غير تلك النظرية التي تقول أن على الفنان أن ينزل للناس .. فشخصي البسيط يعتقد أنه لا الفنان هناك في الأعالي ولا الناس تحت أو دون .. فـ المقولة هذه هي سبب تعالي المبدعين وإنصرافهم إلى أبراجهم العاجيّة وهي تخفي داخلها خطاباً له مسكوته حفاظاً على مكتسبات ذاتيّة تاريخية
عفواً يا حميم لما جرتني له الكلمات .. أواصل بأن أقول فيما يخص الشق الثاني من مقولة الموسيقار وردي .. ... جانب المسؤولية الملقاة على عاتق الناس تجاه الفنان .. من رحابة صدر للإستماع أو المتابعه .. ومن دعم معنوي أو مادي ــ ربما ــ في ظل غياب مؤسسات دولة أو مجتمع مدني تقوم بهذا الواجب .. كذلك بالتوجيه والنقد البناء .. بإعتبار الفنان لا يقدم شيء ذاتي أو خاص به فقط على فهم أن ما يقدمه لا ينفصل عن اليومي أو التاريخي بأي شكل
وما قمت به يا حميم من كتابة منتبهة هنا يؤكد مقولة أستاذنا وردي ويشير إلى غيرتك على مكاننا اليوم من تاريخ الموسيقى والغناء في السودان تحديداً
أشكر لك جهدك في تقييم العمل ( أحبك صاح ) .. كذلك جهدك قراءة قدراتي المتواضعه في الأداء الصوتي وربما في العزف على آلة العود
.. وأظنك بعد رجوعك لأغنية ( مهلاً ) تكون قد بدأت تتصوّر إلى أيي حد يمكن أن تكون هذه التجربة التي أقدمها تحاول أن تخلق شخصيّتها المستقلة وملامحها الخاصة بها وسط إرث ومسؤولية كبيرين
عموماً التجربة لا تزال في طور التخلق والتشكل وشخصي إتخذ ( التجريب )خطاً للخلاص بها ــ التجربة ــ إلى كونها ( إضافه ) أو كما أطمح لو كان يحق لي ( تجاوز ) .. والمهمة صعبه كثيراً بعد تجربة مثل تجربة أستاذنا الراحل مصطفى سيد أحمد رحمة الله عليه وتجربة الأستاذ أبوعركي أو تجارب حديثة على ذات الخط مثل تجربة الأخوة في عقد الجلاد أو في ساورا
أحاول وأعتقد أن علينا جميعاً كمغنيين شخصي والحميم عاطف أنيس والصديق قرشي منصور وأسماء جديدة أخرى أقول نحاول أن نضع بصمتنا
وهذا لا يتم إلا بمتابعتكم يا حميم ووعيكم وإنتباهكم
لك شكري
وللحميم مانديلا أرفع قلبي قبعه أو كما قيل
أبداً
علاء
(عدل بواسطة Ala Asanhory on 03-02-2004, 03:08 PM)