الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
هدية للأخوات بنت الأحفاد، بت قضيم، مهيرة، د. بيان، وكل المرهفين والمرهفات
|
أحمد مطر بشأن قضية الحجاب
قمر توشحَ بالسَحابْ. غَبَشٌ توغل, حالماً , بفجاجِ غابْ. فجرٌ تحمم بالندى و أطل من خلف الهضابْ. الورد في أكمامه. ألق اللآلئ في الصدفْ. سُرُجٌ تُرفرفُ في السَدَفْ. ضحكات أشرعةٍ يؤرجحها العبابْ. و مرافئ بيضاء تنبض بالنقاء العذبِ من خلل الضبابْ. من أي سِحرٍ جِئت أيتها الجميلهْ ؟ من أي باِرقة نبيلهْ هطلت رؤاك على الخميلةِ فانتشى عطرُ الخميلهْ ؟ من أي أفقٍ ذلك البَرَدُ المتوجُ باللهيبِ و هذه الشمسُ الظليلَهْ ؟ من أي نَبْعٍ غافِل الشفتينِ تندلعُ الورودُ ؟ - من الفضيلَهْ. هي ممكنات مستحيلهْ ! قمر على وجه المياهِ َيلُمهُ العشب الضئيلُ وليس تُدركه القبابْ. قمر على وجه المياه سكونه في الاضطراب وبعده في الاقترابْ. غَيب يمد حُضورَه وسْطَ الغيابْ. وطن يلم شتاته في الاغترابْ. روح مجنحة بأعماق الترابْ ! وهي الحضارة كلها تنسَل من رَحِم الخرابْ و تقوم سافرة لتختزل الدنا في كِلْمتين : ( أنا الحِجابْ ) ! الحُسْنُ أسفرَ بالحجابِ فمالها حُجُبُ النفورْ نزلت على وجهِ السفورْ ؟ واهًا ... أرائحة الزهور تضيرُ عاصمة العطورْ ؟ أتعف عن رشْفِ الندى شَفَةُ البكورْ ؟ أيضيق دوح بالطيورْ ؟ ! يا للغرابة ! _ لا غرابهْ . أنا بسمة ضاقت بفرحتها الكآبهْ. أنا نغمة جرحت خدود الصمت وازدردت الرتابهْ. أنا وقدة محت الجليد وعبأت بالرعب أفئدة الذئابْ. أنا عِفة و طهارة بينَ الكلابْ . الشمس حائرة يدور شِراعُها وَسْطَ الظلام بغير مرسى الليلُ جن بأفقها والصبحُ أمسى ! والوردة الفيحاء تصفعها الرياح و يحتويها السيل دَوْسا. والحانة السكرى تصارع يقظتي و تصب لي ألما و يأسا. سأغادرُ المبغى الكبيرَ و لست آسى أنا لستُ غانية و كأسا ! نَعلاكِ أوسعُ من فرنسا. نعلاكِ أطهرُ من فرنسا كلها جَسَدًا ونفْسا. نعلاك أجْملُ من مبادئ ثورةٍ ذُكِرَتْ لتُنسى. مُدي جُذورَكِ في جذورِكِ واتركي أن تتركيها قري بمملكةِ الوقارِ وسَفهي الملِكَ السفيها. هي حرة ما دامَ صوتُكِ مِلءَ فيها. وجميلة ما دُمتِ فيها. هي مالَها من مالِها شيء سِوى ( سِيدا ) بَنيها ! هي كلها ميراثُكِ المسروقُ: أسفلت الدروبِ , حجارةُ الشرفاتِ , أوعيةُ المعاصِرْ . النفطُ , زيتُ العِطرِ , مسحوقُ الغسيلِ , صفائحُ العَرباتِ , أصباغُ الأظافرْ . خَشَبُ الأسِرةِ , زئبقُ المرآةِ , أقمشةُ الستائِرْ . غازُ المدافئِ , مَعدنُ الشَفَراتِ , أضواءُ المتاجرْ . وسِواهُ من خيرٍ يسيلُ بغيرِ آخِرْ هي كلها أملاكُ جَدكِ في مراكشَ أو دمشقَ أو الجزائِرْ ! هي كلها ميراثك المغصوبُ فاغتصبي كنوزَ الاغتصابْ . زاد الحسابُ على الحسابِ وآنَ تسديدُ الحسابْ . فإذا ارتضتْ..أهلاً . و إنْ لم ترضَ فلترحَلْ فرنسا عن فرنسا نفسِها إن كانَ يُزعجُها الحجابْ
:::: لا من رأسى ولا كراسي ... منقول:::
أخوكم .. جاد
|
|
  
|
|
|
|
|
|
Re: هدية للأخوات بنت الأحفاد، بت قضيم، مهيرة، د. بيان، وكل المرهفين والمرهف (Re: JAD)
|
جميلة جدا يا جاد لطالما ادهشني أحمد مطر وحاولت تجميع كل ما يخصه من قصائد غير عادية في البساطة والدسامة والمغذى القوي. هذا السهل الممتنع الذي يكتب فنقرأه لنندهش ونفكر كيف لم نكتب من قبل مثل هذا الكلام البسيط الصعب الجميل. أصنفه ضمن الشعراء اللاعاديين،، شاعر حقيقي ليس يشبه شعراء اللصق والترتيق. أول مرة أقرأ هذه القصيدة ومستقلة كلمة (شكراً) خصوصاً اني افكر أن أطلب منك انزال أية قصائد تملكها للشاعر،، أو لو عندك عنوان صفحاته الإلكترونية الكثيرة التي صممها غيره من المعجبين والمحبين.
يخليك يا جاد ولي عودة.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هدية للأخوات بنت الأحفاد، بت قضيم، مهيرة، د. بيان، وكل المرهفين والمرهف (Re: JAD)
|
الاخ الكريم جاد
اشكرك-اصالة عن نفسى ونيابة عن المرهفين والمرهفات- على الاهداء
وعلى القصيدة الجميلة حقا...جمال الكلمات...جمال المعانى...عذوبة
الجرس الموسيقى...عبق التاريخ....واقعية الحاضر...استشراف المستقبل
المشرق...والايقان بالوقدة التى تمحو الجليد.
نعم، شتان ما بين كلمات مرصوصة تنبض بالحياة واخرى مرصوصة يفوح
منها نتن الموت.
ولترحَلْ فرنسا عن فرنسا نفسِها
إن كانَ يُزعجُها الحجابْ
تحياتى
| |
 
|
|
|
|
|
|
|