|
وداعـــا البرفسير الجليل محمد ابراهيم ابو سليم
|
غيب الموت مساء اليوم البروفسير محمد ابراهيم ابوسليم المدير السابق لدار الوثائق القوميه واحد مؤسسي هذا الصرح العملاق واحد المؤرخين البارزين بعد صراع طويل ومرير مع المرض ورحلات الاستشفاء بين لندن والخرطوم ليختم حياته مساء اليوم بمنزله بمدينة الشجرة له الرحمه والمغفره ولاسرته ولاصدقائه الصبر وحسن العزاء
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وداعـــا البرفسير الجليل محمد ابراهيم ابو سليم (Re: خضر حسين خليل)
|
نسأل الله لفقيد الأمة الرحمة وأن يكون فيمن قال فيم المولى جل وعلا.
(يا أيتها النفس المطمئنة، إرجعي إلى ربك راضية مرضية، وادخلي في عبادي وادخلي جنتي)
صدق الله العظيم
إنه حقاً فقد للوطن وللتاريخ فالفقيد يعد من القلائل الذين عملوا في هذا الحقل بإخلاص وتفاني وأعماله من أبحاث منشورة وغير منشورة وكتب ألفها وأخرى حققها تشهد له بذلك ووقد يكون من أشهر أعماله تحقيقه لأول كتاب كامل عن تاريخ السودان (جغرافية وتاريخ السودان) والذي الفه ضابط المخابرات اللبناني الأصل في الجيش البريطاني (نعوم شقير) والذي يعتبر المرجع الأساسي لتاريخ السودان القديم والحديث، فما من باحث أو قارئ لتاريخ السودان إلا ويبدأ به وله الكثير من المؤلفات المنشورة والغير منشورة. وقد قضى جل عمره في دار الوثائق السودانية يرعاها ويحميها من الفناء ومن عبث العابثين.
وأعتقد أن أقل لمسة وفاء تقدم للعالم الذي أفنى حياته من أجل تاريخ السودان أن نعمل على نشر أبحاثه وكتبه التي لم تر النور بعد وفاءاً له أولاً وتعميماً للفائدة من جهود الرجل.
رحم الله الفقيد وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعـــا البرفسير الجليل محمد ابراهيم ابو سليم (Re: sentimental)
|
الا رحم الله العالم الجليل بروفسر ابو سليم العالم المتواضع الذي أحب السودان وأحب العلم وحاز على حب الناس له قبل عام جمعتني به مناسبة عائلية في زواج ابنة وزير أتحادي وبالمصادفة ضمت الجلسة مجموعة من المهتمين بالتوثيق والمعلوماتية من بينهم مدير المركز القومي للوثائق ومدير مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء وجاء الوزير يطلب منه التحول للخيمة المعدة لكبار الضيوف فكانت إجابته بطريقته المرحة التي لا تخلو من النكتة والدعابة وايه حنستفيد من كبار الضيوف خليني هنا مع اولاد كاري اي زملاء المهنة فكان تواضعه جما الا رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته بما اعطى للوطن من وقته وجهده والرجل يستحق منا الصلاة والدعاء وطلب المغفرة له ولزويه ولكافة الشعب السوداني حسن العزاء إنا لله وإنا إليه راجعون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعـــا البرفسير الجليل محمد ابراهيم ابو سليم (Re: NGABY AJOOZ)
|
إنا لله وإنا إليه راجعون
نسأل الله أن يرحم الفقيد العزيز ... لقد تشرفت بالعمل مع أبي سليم لأكثر من سبع سنوات فكان نعم المعلم لقد استفدنا منه مهنيا وعلميا ولم يكن ثمة هم يشغله سوى العطاء سواء كان ذلك في كجال إدارة الوثائق أو إعادة كتابة تاريخ السودان ... فالرجل من الذين كتبوا تاريخ السودان وخاصة الحقبة المهدية برؤية جديدة تختلف عن ما كتبه الرحالة أو موظفي المخابرات التركية.
أبو سليم لم يكن شخصا عاديا فقد كان معطاء أعطى لبلاده ولمهنته ولم يكن يعرف الإسترخاء أو التثاؤب.
ذهبت في أكتوبر الماضي من مقر إقامتي في قطر إلى السودان وعندما علمت بمرضه زرته في منزله بالشجرة ورغم معاناته وطول الغياب تذكرني وكانت شكواه الوحيدة أنه مستاء لعدم قدرته على القراءة والكتابة.
فليرحم الله الفقيد ويسكنه فسيح جناته ولنكرمه بالسير على دربه سواء كان ذلك في مجال الكتابة التاريخية المتميزة أو العمل بصدق في مجال حفظ وثائق السودان.
والتعازي لأسرته وليمثلهم هنا الدكتور يحي محمد إبراهيم وأبناء الفقيد سيد وعبد الجليل ووليد وأماني، والتعزي كذلك لأسرة الدار وليمثلهم هنا الأمين العام الدكتور على صالح كرار ونأئبته الأستاذة عواطف عمر ومساعدته الأستاذة إخلاص مكاوي والأستاذ الصديق إبراهيم سعيد.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعـــا البرفسير الجليل محمد ابراهيم ابو سليم (Re: خضر حسين خليل)
|
كلمة دكتور عبدالله علي ابراهيم في الفقيد جديرة بالقراءة
محمد ابراهيم أبوسليم د. عبد الله علي إبراهيم [email protected] غور مي قور وو إللي ن قنقري (مثل نوبي)
(إنما يحصد من زرع أيتها السنبلة)
قال محمد ابراهيم ابوسليم إن العاطفة هي بعض ما دفعه لكتابة سفره عن الساقية. فقد وقف يوماً أمام ساقية أعادها صديق له الى الحياة. وصدر من الساقية "ذلك الصوت العميق الذي عهدت سماعه في صغري. ولما انسكب الماء من القادوس وتطاير بعضه على نحو ما كنت أعهد مرتطماً بأطراف الدولاب وجرى بعضه في الجدول إنتابني شعور غريب. كنت كمن يسمع صوتاً صادراً عن الماضي بكل عمق الماضي وجلاله. وكنت كمن وجد شيئاً كان في صباه وبما كان عليه اهله في المجتمع الذي ذهب وخلف أيامنا هذه. وقد اخذت على نفسي مدفوعاً بهذا الإحساس العاطفي وأنا في موضعي ذلك أن أؤرخ لهذه الآلة وأن أضع عنها كتاباً يكون وصلاً بينها وبين من لم يرها من أبناء الأجيال القادمة".
التاريخ عندي ساقية. فقد نعيت أستاذ الجيل المرحوم مكي شبيكة بكلمة عنوانها "عمار ساقية شبيكة". وكنت سمعت الرباطاب يقولون عن كل شيء مهمل مخروب "رقاد ساقية شبيكة". وقصة العبارة أن جداً كبيراً لشبيكة ترك جزيرة مقرات بعد ان أثقل باشبوزق التركية عليه بالضرائب. فعلق ثوره ليلاً وهجر البلد صباحاً الى الصعيد (الجزيرة) ولم يعد. وحاولت أن افهم لماذا أصبح أستاذ الجيل مؤرخاً على ضوء هذه الحادثة الأسرية. وقلت إن كتابة المرحوم للتاريخ هو إسكان للروع الذي قلع أسرته عن ساقيتها. فالتاريخ عنده عودة للقرية المطمئنة وابتعاث للسواقي التي "رقدت" بالهجرة الفرار.
لأجداد أبي سليم سواقٍ وصفها هو بإتساع الرقعة. وقد وسعها الجدان بكدح شديد يقع في دائرة مفهوم استصلاح الأراضي الحديث. فقد كان الجدان واولادهما يحملان طمي النيل على الكتوف وعلى ظهور الحمير لتوسيع رقعة الأرض الزراعية.
لما قرأت هذه القصة عدت بذاكرتي الى يوم من عام 1966 وهو اليوم الذي وطئت قدميَّ لأول مرة دار الوثائق. وكانت مكتباً يعرف بـ "محفوظات حكومة السودان". كان مكتباً وحيداً بلا موظفين تقريباً بوزارة الداخلية. وكان أبوسليم لدى تخرجه من الجامعة في 1955 قد سودن سلفه المؤرخ المدقق بيتر هولت صاحب كتاب "الدولة المهدية". وقال إنه قرأ توصية تركها هولت اهتمت بدراسة المهدية في تجلياتها الإقليمية على ضوء ما توفر من وثائق عن إدارة تلك الدولة. وعجبته الفكرة. وانتهز ابو سليم فرصة عودة شبيكة لجامعة الخرطوم في آخر الخمسينات وفاتحه في إبتدار مشروع بحثي يوجه به شبيكة طلاب الدراسات العليا لدراسة المهدية في أقاليمها الشتى. وكان شبيكة إختارني لكتابة بحث عن المهدية في كردفان. ودربني لساعة أو اقل على طريقة نقل ما اريد من وثائق المهدية. وما زلت احتفظ بتلك القصاصة برغم مر الزمن ونكد التنقل وقادني الإطلاع على وثائق المهدية في ذلك الصباح لدار المحفوظات ولقاء أبي سليم لأول مرة. وتحولت عن ذلك البحث في ما بعد وتولاه قريبي الدكتور عوض عبدالهادي. وخرج علينا بفضل هذا المشروع الجيل الثاني من المؤرخين: المرحوم موسي المبارك (دارفور)، وعبدالوهاب محمد عبدالرحمن (توشكي) والقدال (الحبشة)، وميمونة ميرغني حمزة (حصار الخرطوم)، وأحمد عثمان إبراهيم (الجزيرة)، وصلاح حمودي (الشرق)، وابراهيم عكاشة (بربر)، ومحمد عبدالله ابراهيم (حملة محمود ود أحمد) وآخرون.
حين عدت في آخر السبعينات بعد غيبة لدار الوثائق وجدتها انتقلت الى موقعها الحالي. ووجدتها اتسعت بالصالات بعد ضيق وبالباحثين بعد شح وبالموظفين الجماعة بعد الآحاد. وهذا عمارٌ سهر عليه ابوسليم بقلب سليم. لم نسمع به في المستوزرين أو في المنتدبين أو المهاجرين او المطنطنين. وكان دونهم جميعاً قد تعلق قلبه بالمعرفة كما لم يقع لآخرين. فقد بقي حيث هو في دار الوثائق خلافاً لجيله القلق الذي هو رد سوداني فصيح لعدم استقراره في الوظيفة بأنهم الجيل الذي "فاتتو السودنة" التي إستأثر بها جيل الحركة الوطنية. كان شديد التعلق ببيته وأهله في الشجرة سكن لوقت قصير بحي الأفندية الشرقي ثم عاد ادراجه الى الشجرة. وهو حي يتقاتل حول منازله الحكوميون بالظفر والناب حتى محاه الله من الخرطة.
وسع ابوسليم مثل أجداده ما هو عصي على السعة. حمل ابوسليم مثلهم طمي التاريخ على كتفه لأربعين عاماً غراء يوسع لنا من اكناف ساقية التاريخ لنسمع ذلك الصوت الجليل من الماضي. د. عبدالله علي ابراهيم
جامعة ولاية ميسوري-كولمبيا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعـــا البرفسير الجليل محمد ابراهيم ابو سليم (Re: mekki)
|
في رثاء أبو سليم .. وتحريض حواره الكباشي ________________________________________
أبو سليم وكباشي ! السودان اصبح بلا ‚‚ ذاكرة‚
أولم يمت بروفيسور محمد إبراهيم أبو سليم الرجل الذي كان وحده يمثل دار وثائق مركزية لتاريخ هذا البلد القارة؟
أول ما قرأت الخبر حررت برقية تعزية عنونتها إلى كل «زول» في السودان‚ بعنوان دار الوثائق المركزية‚‚ الدار التي بناها أبو سليم وثيقة وثيقة وأرشف جبلا من هذه الوثائق باللغتين العربية‚ والإنجليزية و‚‚ و‚‚
قلت في برقية التعزية: أبو سليم لم يفتقده التاريخ فحسب‚‚ هذه الذاكرة افتقدها كل مستقبل السودان أيضا‚
وأول ما قرأت الخبر قلت ليجمل الله بالصبر صديقي الصحفي في (الجزيرة نت) عثمان كباشي ذلك الهمام الذي عمل مع أبو سليم وتأدب بأدبه وتسلك بسلوكه وورث عنه الصبر والمثابرة والاصطبار وراء مطاردة المعلومة الشاردة وورث منه مخالطة الناس بطبع حسن‚‚ وورث منه القدرة على التذكر في عالم النسيان‚
تخيلته صديقي كباشي لو لم يكن قد عاد من قبر المصطفى اكثر تأدبا «لله ما أعطى‚ ولله ما اخذ» لكان إذن قد أطال الوقوف باكيا على قبر أبو سليم‚‚
كيلا ننسى ــ والدنيا نسيان ــ أحرض صديقي كباشي ليكتب عن «الرجل الذاكرة» الرجل الذي ما انثقبت ذاكرته «التاريخية» المحايدة جدا حتى وهو في «الشيخوخة»‚‚ تلك المرحلة من العمر التي تضيع فيها حتى ذاكرة رونالد ريغان الرجل الذي نسي انه كان رئيسا لأعظم دولة في العالم كانت !
أيّ صديقي كباشي اكتب لنا عما لا نعرفه عن تلك الذاكرة: اكتب لنا عن أبو سليم الذي لا نعرفه لعل بمثل هذه الكتابة نعرف هذا الرجل مرتين‚
أي عثمان الكباشي‚‚ مثل أبو سليم ينبغي ألا يضيع من ذاكرتنا الخربة فقط لأننا لم تتح لنا الظروف والأقدار إلا أن نعرفه مرة واحدة !
اكتب يا صديقي‚
اكتب‚‚
فالكتابة عن أبو سليم تبلل قبره‚‚ وهي‚‚ صدقة جارية لذلك الرجل الذي تصدق لتاريخ السودان كله بذاكرته !
هاشم كــرار الوطن القطرية
فهلا فعلت يا أبا محمد !
معاوية الزبير
| |
|
|
|
|
|
|
|