رهن مسؤولون أمريكيون تحقيق الاستقرار في القرن الافريقي ومنطقة البحر الأحمر وتأسيس الديمقراطية في الشرق الأوسط بديمومة السلام والحفاظ عليه في السودان.
وذكر تقرير أعده مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن السودان يعتبر عنصراً مهماً للمجهود الأمريكي لمكافحة الأنظمة الفاشلة والنزاعات المتواصلة والارهاب في القرن الافريقي والبحر الأحمر وإذا فشلت أمريكا في اتخاذ الخطوات الضرورية لمنع السودان من السقوط في سجل الأنظمة الفاشلة فسوف يواصل عدم الاستقرار في المنطقة تهديد المصالح الأمريكية في هذه المنطقة الرئىسية في افريقيا.
وأضاف التقرير الذي أعده المركز بطلب من اللجنة الاستشارية لوزير الخارجية الأمريكي أن السودان يشكل أرضاً صالحة لتطبيق دعوة الرئىس بوش للديمقراطية والانفتاح في الشرق الأوسط والمجتمعات المسلمة وأن إنهاء الحرب الأهلية في السودان يوفر لأمريكا الفرصة للعمل مع الشركاء العرب والأصدقاء والحلفاء الآخرين للترويج لتصور الرئىس بوش.
ومضى الى القول إن الالتزام المتواصل بسودان ما بعد الحرب سيتردد صداه لأبعد من الخرطوم ملقياً الضوء على النوايا الحسنة والالتزام الأمريكي وهذا الأمر ضروري بالنظر للصعوبات الأمريكية في الدبلوماسية العامة بالعالمين العربي والاسلامي.
واقترح التقرير للحفاظ على السلام بالسودان العمل على خلق مجتمع سوداني سلمي ومنفتح تتحقق فيه روح برتكول مشاكوس أن تعمل الأسرة الدولية مع السودانيين لتوفير ما يكفي من الأمن للحيلولة دون تجدد الأعمال العدائية، وأن يتأكد المانحون من أن برامج إعادة التعمير تروج لإنفتاح واندماج المجتمعات السودانية وبناء العلاقات بين الشماليين والجنوبيين.
وحذر التقرير من احتمالات حدوث توترات في الفترة الانتقالية وبرر ذلك لكون عملية إعادة بناء السودان بعد الاستقرار سيكون عملاً مضنياً لأن حجر الزاوية في مشاكوس ينص على بناء مؤسسات قومية تحفظ وحدة السودان وقيام كيان جنوبي يتمتع بحكم ذاتي في نفس الوقت، الأمر الذي يراه معدو التقرير مؤدياً للتوتر والارتباك الى جانب مواجهة البلاد لتحديات جمة ستعقد من عملية إعادة البناء كما حذر التقرير من العراقيل التي يمكن أن يضعها المخربون المعادون للسلام في داخل البلاد أو من دول الجوار.
وقد رأس اللجنة الاستشارية لوزير الخارجية التي طلبت التقرير وولتر كانشتاينر مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الافريقية السابق وعمل معه ستيفن موريسون مدير مركز الدراسات أميناً تنفيذياً للجنة. وانتهت من إعداد تقريرها في نهاية يناير المنصرم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة