|
|
 إبليس في حوار تلفزيوني ....وما رأيه في الخرطوم!!!!!!
|
إبليس في حوار تلفزيوني
لم يسمع المشاهدون سوي اصطكاك أسنان المذيعة لفترة تعدت الدقائق حتى انتقلت إليهم عدوي الاصطكاك هل هي مؤازرة للمذيعة أم بفعل لون الكائن الأخضر الجالس قبالة المذيعة علي الكرسي الدوار ساترا عينية بنظارتين من النوع الذي يستخدمه اللحامون اتقاء وهج مهنتهم … كما يرتدي بنطال بثلاث أرجل لم تصل الأرض كلها لكن الملاحظ أن القدم التي تقع في المنتصف لم تكن إلا ذيل أبرزت مهارة مصمم الأزياء الذي قام بذلك الفعل … يفصل بينه والمذيعة ذات الأسنان المصطكة منضدة وضع عليها كوبان ملئتا بسائل فوق المنتصف قليلاً .
عندما لاحظ العرق المتدفق من الفتاة إضافة إلى الوجيب الذي يصدر منها مصحوب بموجات حرارية تنتابها كل فينة .عندما لاحظ كل ذلك ضغط برفق علي بطنه فانطلقت كائنات يتدرج لون كل منها من الأسود إلى الرمادي الفاقع ,, كائنات اصغر حجماً من الفراش واكبر قليلاً من النمل .. حطت هذه الكائنات علي بعض الأجزاء المكشوفة من جسد المذيعة وفي الحال بدلت خوفها أمنا … وابتدرت قائلة :-
سيداتي سادتي المشاهدون في كل مكان تحيكم قناة أبو ظبي وهي تستضيف شخصية أثارت الجدل منذ بدء الخلق . هذه الإثارة ربما تأتت من غموضها أو تناول الآخرين لها , لكن علي العموم نتمني أن يتكشف هذا بنهاية الحوار .
المذيعة : في البداية بنحب نعرف البطاقة الشخصية لإبليس .
وختمت قولها بابتسامة دافئة تختلف عن كل الابتسامات التي تلقنتها في دروس الإعلام , ورد الكائن بابتسامة اكثر دفئاً قائلا :
هذا اصعب سؤال توقتعه طويلا ولذت فراراً من هذا اللقاء فقط لهذا السؤال … لكن عموماً سأحاول الإجابة فان أصيبت فمن الله وان أخطأت فمن … وقف مدة حتى يبحث عن كلمة غير الكلمة المألوفة و أستدرك بعدها وان أخطأت فمن نفسي .
أولا : الاسم الشيطان , الرجيم , اللعين . سمني كما تشائين .
المهنة : أمارس كل المهن وليس لي مهنة .
العنوان : في كل الأماكن أتواجد وليس لي مكان .
و ما تقدم ينسحب علي بقية البطاقة .
المذيعة : نعتذر عن السؤال السابق للحرج الذي سببه لك . لكن هل حدثتنا عن حياتك قبل خلق آدم باعتبار أن عملية الخلق شكلت نقطة تحول جوهرية في مسار حياتك ؟
إبليس : (اعتدل في جلسته مع علو غلالة سميكة من الكابة وجهه) قائلاً :
كنت قبل هذا الحدث رئيساً للملائكة … كل صبح اخذ التجريده من العلي القديرة رأسا . والتجريدة عبارة عن التكاليف المهام اليومية لكل ملك . وقبل المغيب أقوم بتوصيل الأعمال المنجزة والتي لم تنجز أي ببساطة تقرير متكامل للأعمال اليومية وهكذا …إضافة إلى حل بعض الخلافات اليومية التي تقع بين الملائكة والتي لا تحتاج إلى تدخل القوي العليا .
المذيعة : هل أخبرتنا عن مهام الملائكة في ذاك الوقت ؟
إبليس : (بعد أن امرر راحته علي فمه مخفياً موجة من التثاؤب انتابته ). قال يعني الحياة كانت بسيطة جداً وبالتالي المهام , فالمهام كلها انحصرت في الأوراد اليومية لكل ملك , إضافة لخدمات النظافة واستقبال كبار الزوار .
المذيعة : هل أخبرتنا عن طبيعة أولئك الزوار كما أطلقت عليهم (كبار الزوار )
إبليس : بابتسامة لا تفصح عن شئ . اعفني عن هذا السؤال
المذيعة : جداُ لكن هل أخبرتنا عن قصة الخلق وملابساتها باعتبارك الوجه الآخر من هذه القصة ؟
إبليس : (جذب نفساً عميقاً )
في ذاك اليوم وحسب المتبع ذهبت لاخذ التجريده اليومية , ولكن قبل وصولي قابلت الجبار في منتصف السكة وعرفت أن له اجتماع مع كل الملائكة وهذا النوع من الاجتماعات لا يحدث إلا لمناقشة امرر جلل.
أطلق كل الملائكة لعقولهم العنان بغرض استكشاف مغزى الاجتماع لكن عاد العنان بالاشئ فهنا قطع حبل التفكير الملتوي الجبار مخاطباً : ( أريد أن اجعل علي الأرض خليفة )
عند سماع هذا النبأ أصيبت الملائكة بالهول واحتجت قائلة ( آلم يكفيك تسبيحنا الدائم … حتى تخلق آخر يعيس في الأرض فساداً ويسفك الدماء ) فرد القهار قائلا هذا ليس اختصاصكم علي العموم كل ما اطلبه منكم عند فراغي من رسم هذا الكائن اقعوا له بالسجود . وقبل أن يقفل العلي راجعاً نادي علي الملك جبريل آمرا إياه بالنزول إلى الأرض والإتيان بمادة تصنيع المخلوق الجديد ولكن عاد بخفي حنين وبعدها تكرر الأمر ومعه تكررت النتيجة مع كل الملائكة , إلا مع واحد فقط وهو ملك يحب العزلة وإثارة الخلافات بمجتمع الملائكة ذهب ذاك الملك ورجع بتراب من الأرض رغم بكاء الأخيرة وتوسلاتها . وبهذا العمل تم تعيينه مسئولاً عن قبض الأرواح .
واصل إبليس قائلاً بعد أن ارتشف جرعة من السائل الموضوع أمامه . عند انشغال الخالق بتصنيع أدم , اتصلت بعدد من الملائكة اذكر منهم جبريل – رضوان – ميكائيل المهم الملائكة الذين لهم ثقل اجتماعي .. الغريب في الأمر كلهم تقبل الفكرة لكنه رفض التنفيذ .
المذيعة : نفهم من هذا القول أن الملائكة قد تآمرت عليك بإيحائها أنها مع فكرة عدم السجود وأنت بنيت حساباتك علي هذا الأساس , ربما كان هذا لنوع من التنافس الخفي بينكم ؟
إبليس : أبدا هذا لم يحدث حتى عند طرحي الفكرة وافق هؤلاء عليها فقط كفكرة لكنهم قالوا صراحة عدم التنفيذ .
المذيعة : إبليس إن أصابع الاتهام تشير إلى انك مخلوق ابارتيد , فرضك السجود تأتي من أصلك الناري الذي تري انه ارفع مرتبة من الطين ما ردكم علي هذا الاتهام ؟
إبليس : هذا اتهام مرفوض فأنا لم ارفض السجود لسبب عنصري و إنما لمبدأ توحيدي صرف , باعتبار أن جبهة سجدت للعلي القدير يستحيل أن تسجد لغيره . وإذا أمرت أن اسجد الدهر كله لله لفعلت لكن لغيره لا .
المذيعة : سيد إبليس ترتب علي رفضكم السجود طردكم من الملكوت . أليس ذلك صحيحاً ؟
إبليس : هذا خطأ يا سيدتي , عفوا يا انسه . نزولي إلى الأرض كان بمثابة إذعان لسياسة عليا لا املك حيالها إلا التنفيذ … فأنا مثل الجندي الأمريكي الذي يحارب في العراق الآن ,,,, رغم أن الحياة في أمريكا كلها مغريات تدعو بالاستمتاع بها , ولكن سياسة دولته العليا , إضافة إلى القيم الإنسانية التي يؤمن بها دفعته أن يأتي العراق محارباً فهذا حالي أنا . أضف إلى ذلك أن كثير من الملائكة في ظروف محددة عصوا أوامر الله أو انه لم يستطعوا تنفيذها مثال علي ذلك عندما طلب منهم أن يأتوا بتراب من الأرض لتخليق أدم , فهل عاقبهم الله بإنزالهم الأرض أو أي عقوبة أخري , العكس بؤاهم مناصب قيادية حيث أوكل لجبريل مهمة سفير السماء الدائم للأرض ,كما عين ميكائيل وزيراً للمالية والتموين ورضوان سكرتيراً عاماً للجنان .
المذيعة : نفهم من هذا الحديث أن مهمتك في الأرض لاتقل أهمية عن أولئك إن لم تكن اصعب وارفع ؟
إبليس : بالضبط
المذيعة : لكن إذا كان ذلك صحيحاً حسب ما تدعي لماذا المنازلة الكلامية التي تمت بينك وبين الله حسب ما ورد انك قلت :
( ربني انظرني إلى يوم الدين
فقال الرب انك من المنظرين
فقلت : وعزتك لاغوينهم أجمعين إلا عبادك المخلصين )
إبليس : ممططاً شفتيه ربما استياء أو سخرية قائلا :
المشادة الكلامية التي تحدثتي عنها لم ولن تحدث . صمت قليلا واستدرك مواصلا :
وإذا فرضا حدوثها ,,, كيف لي أن أقول لخصمي (وعزتك)
ثانياً : كيف اهدده بإغواء الكل إلا المخلصين من عباده , فبهذه الصورة حددت المخلص فهو ذاك الذي ليس بمقدوري إغوائه . فبهذه الصورة ألا ترين اني قمت بكشف أوراقي , يا انسه الرواية هذه تفتقر إلى ابسط أنواع الحبكات الروائية فهذا ممكن يكون معقول جدا إذا كان الحوار كالآتي :
-- (انظرني إلى يوم الدين ) فيكون رده انك من المنظرين
-- أقول أنا سوف تري سيكونون أصدقائي أجمعين إلا التبع الخاوين
فهذا القول لا يستقيم عقلا ولا منطقاً مع المعذرة يا انسه .
المذيعة : عفوا إبليس ما هي مهامكم في الأرض بعد أن حددت انك بمهام لا تختلف عن كبار الملائكة إن لم تكن اصعب ؟
إبليس : مهامي تلوين الحياة , رؤية الوجه الآخر منها
فاكون الظلم حتى يكتشف البشر العدل
أكون الليل حتى أمتع الآخرين بالنور
فأنا ثنائية العدم والبقاء … الألم واللذة … فأنا ملح الأرض
المذيعة : سيد إبليس نعرج قليلا إلى الجانب الاجتماعي من حياتك قبل أن نفتح أسئلة وحوارات المشاهدين , باعتبار انك طفت الأرض منذ لحظة الخليقة الأولى لابد أن هنالك أماكن أو مدن نقشت علي جدران ذاكرتك , أي المدن علقت بخاطرك ؟
إبليس : دون أي تفكير استرد :
الخرطوم – الجزائر – الدمام
المذيعة : لماذا هذه المدن الثلاث تحديداً ؟
إبليس : أولا في الخرطوم الرجل يسرق مال أخيه ويدفع له تعويضاً جزء منه
وفي الجزائر يصلي الإنسان الصبح وفي الظهر يقتل ويتم صلاته عصر
أما في الدمام يغتصب الابن ويعاقب أباه بجريمة القذف .
المذيعة : رفع حاجباه دهشة قائلة : كلن يا سيد إبليس أن هذه قيم شر
إبليس : نعم يا انسه إنها كذلك الم اقل لك اني أتيت كي أكون الشر حتى يعمل الناس من اجل الخير , فما يحدث في تلك المدن الثلاث كان من صميم عملي لكن بني أدم هنالك مشكوراً قام به خير قيام .
المذيعة : شكراً سيد إبليس وشكراً للسادة والسيدات المشاهدون في كل أنحاء العالم وفي الحلقة القادمة نستمع إلى أراء وأسئلة المشاهدين .
حافظ
|
|
 
|
|
|
|
nadus2000
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست