|
أقـول الشـاويش المســئول
|
أقوال الشاويش الحارس ليلة الاعدام
بقلم: عبد المنعم عبد اللطيف صحيفة الحرية 18 /1 /2002
في تمام الساعة الرابعة مساء دعت ادارة السجن النزيل محمود محمد طه وابلغته بانه راحل الى الدار الآخرة صبيحة الجمعة 18 يناير الساعة العاشرة صباحاً فهز الرجل رأسه بالايجاب دون وجل أو اضطراب أو خوف وبشجاعة فائقة. ثم سألوه ان كانت لديه وصية او امانة او طلب فهز الرجل رأسه بالنفي... لا ليس لدي وصية او طلب عندها احضرت سلاسل الحديد لتقييده. - هل لكم أن تتركوني دون قيود. - سلطات السجن هذه اوامر وتعليمات. - حاضر لا بأس * وبملابس السجن والقيود اعادوه الى زنزانة الاعدام والتي بها برش وبطانية صوف لا غير.. * كان في مرات عديدة يطلب الابريق والمبولة لأنه يشكو من داء السكري لذا كان كثير التبول وعندما تحين مواعيد الصلاة يتوضأ ويتمتم بصوت لايسمع كان كثير الوضوء ليبقى طاهراً على الدوام.. دائماً يبتسم ويتأمل ما حوله. ذات مرة سألني عن سبب تاخير احضار المبولة فقلت له تعليمات فاجابني يجب الا تخاف الا من الله ولا تكونوا كزبد البحر.. لم يأكل الرجل شيئاً منذ الرابعة مساء الخميس، لم يحضر اليه ولم يطلب هو شيئاً. - لم يطلب شيئاً ؟ فاجاب بلا. وفي تمام الساعة الرابعة صباحاً طلبوا تحويله الى زنزانة الاعدام الجديدة واحضرت عربة لاخذه اليها بخارج السجن لئلا يثير ذلك بقية النزلاء فيحدثون اضطراباً بداخل السجن وعندما ادخل فيها قال مازال الوقت مبكراً والساعة العاشرة بعيدة.. فقلت تعليمات.. ولم يكن بها برش او بطانية فوضع الرجل نعليه تحته وجلس.. في تمام الساعة التاسعة صباحاً حضر القاضي ومدير السجن وسألوه ان كانت لديه وصية لابنائه.. قال كنت معهم طوال حياتي.. سألوه ان كان يريد استرحام.. قال الداير استرحام يقعد مع امه.. سألوه هل تريد أن تتكلم مع القاضي.. اجاب هو في قاضي.. بعدها انفضوا من حوله واتى اليه نفر من السجن كي يوثقوا يديه عند ظهره.. فسألهم ان كانوا يتركون يديه بلا قيد ليحيي المواطنين فقالوا انها تعليمات. سألهم ان يتركوا وجهه دون غطاء فقالوا انها تعليمات. واخذوه الى ساحة المشنقة فصعد اليها بخطى ثابته وقلب أسد. رفعوا الغطاء فاذا بالرجل مبتسم للقضاء. في تاريخ ذوالقعدة 1405 هـ صحيفة الحرية 18 /1 /2002
|
|
|
|
|
|