|
|
 اتحاد الجامعة والنضوج المبكر د. الطيب زين العابدين
|
اتحاد الجامعة والنضوج المبكر
بقلم :د.الطيب زين العابدين
كنت اخشي علي اتحاد طلاب جامعة الخرطوم الذي عاد إلي الوجود عقب انتخابات يوليو الماضي بعد غيبة سبع سنوات كاملة أن يشطح في مطالبه ويبالغ في تقدير ما يمكن تحقيقه ومالا يمكن تحقيقه في ظل الديموقراطية الناقصة.
كتبت عند مجي الاتحاد : رغم أن الدفاع عن الحريات والديموقراطية يجب أن يكون في مقدمة أهداف اتحاد طلاب جامعة الخرطوم كما كانت دائماً إلا أنها ليست الهدف الوحيد ولا ينبغي للاتحاد أن يسخر بسبب ذلك الهدف من اجل خدمة مخططات أحزاب عاجزة عن الحركة والعطاء والتجديد وعلي الاتحاد أن يحسب جيداً ما يستطيع فعله وما لا يستطيع .
وقد برهن الاتحاد الذي يمثل تحالف ثمانية أحزاب هي تقريبا أحزاب المعارضة الممثلة في التجمع الوطني الديموقراطي بالإضافة إلى حزب الأمة القومي علي النضوج المبكر علي الرغم من أن كل أعضائه لم يعيشوا تجربة اتحاد سابق تجلي ذلك في إدارة مطالبهم التي رفعوها إلى مدير الجامعة في النصف الثاني من شهر ديسمبر الجاري .
تقدم الاتحاد في العشرين من ديسمبر بمذكرة مطالب حوت الآتي :-
1/ موافقة الجامعة علي إرجاع الداخليات إلى مسؤولية إدارة الجامعة والتنسيق مع الاتحاد في الخطوات التي تتبع في هذا الشأن لإقناع الحكومة بذلك.
2/ زيادة الميزانية المخصصة للعلاج حتى يصبح مجانيا لكل طلاب الجامعة .
3/ معالجة مشكلة الرسوم الدراسية المتبقية منذ العام الماضي ومعاملة طلاب السنة الأولى تبعا لقرار المعالجة وتمثيل الطلاب في لجان الإشراف علي الكليات التي تحدد الرسوم الدراسية.
4/ إعادة النظر في تشكيل مجلس شؤون الطلاب الذي صدر قانونه في 1981م حتى يكون التمثيل الطلابي مساوياً لتمثيل إدارة الجامعة.
يكمن نضوج الاتحاد في أن مطالبه انحصرت في نطاق صلاحيات الجامعة ، فلم يطالبوا مدير الجامعة بإقالة حكومة الإنقاذ ولا بحل جهاز الأمن الوطني ولا باشراك القوي السياسية في مفاوضات السلام وكلها أهداف مرغوبة بالنسبة لهم ! وجاءت المطالب في حدود المقدور الذي تستطيع الجامعة أن تستجيب له ولو بقدر ما ، حتى المطلب الأول الذي يقع خارج مسؤولية إدارة الجامعة لم تطلب له مذكرة انتزاع الداخليات من صندوق رعاية الطلاب وإرجاعها للجامعة بل طلبت الموافقة علي المبدأ والعمل مع الاتحاد لتنفيذه بمخاطبة الحكومة.وبهذه المناسبة سيخسر الحزب الحاكم معظم انتخابات الاتحادات الطلابية ما بقي صندوق رعاية الطلاب مشرفاً علي الداخليات يسيرها بعقلية فاشية متعسفة .
وردت الجامعة علي المذكرة المعتدلة بأحسن منها ، فقد حولها مدير الجامعة في يوم وصولها إلى عميد الطلاب ليعرضها علي مجلس شؤون الطلاب ،وفي ظرف يومين انعقد اجتماع طارئ ضم مجلس العمداء وشؤون الطلاب حضره ستة من أعضاء اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلاب وناقش المذكرة بنداً بنداً.
خلص الاجتماع إلى أن تتابع إدارة الجامعة مساعيها التي بدأت منذ مايو 2001 م مع الجهات المختصة بالدولة لإعادة تبعية الداخليات للجامعة . وكأجراء انتقالي تسعي الجامعة لتكوين لجان مشتركة بين الجامعة والصندوق للإشراف علي الداخليات وتعين مساعدي تدريس مشرفين مقيمين بالداخليات وتم توجيه المستشار القانوني لاتخاذ الإجراءات القانونية إزاء الاعتداء الذي وقع علي بعض الطالبات بمجمع شمبات حين رفض الطلاب هيمنة الصندوق علي داخليات المجمع ، التزام الجامعة بالعلاج المجاني لكل الطلاب بمركز الخدمات الطبية ومحاولة إقناع الصندوق بان يحول ميزانية العلاج المخصصة لطلاب الجامعة إلي مركز الخدمات ، تمثيل الطلاب في لجان الإشراف علي الكليات التي تحدد الرسوم الدراسية وكيفية دفعها وان توصي اللجان بما تراه مناسباً من إعفاء أو تخفيض أو تقسيط علي أن لا يحرم طالب من الدراسة إذا ثبت عجزه عن دفع المصروفات الدراسية التزام الاتحاد بلائحة النشاط اللا صفي التي تمنع استعمال مكبرات الصوت في بعض مواقع الجامعة الداخلية ، تشكيل لجنة من الأساتذة وممثلي الطلاب للنظر في مراجعة النظام الأساسي الخاص بمجلس شؤون الطلاب حتى ترفع مقترحاتها لمجلس الجامعة والي حين وضع نظام جديد يجوز رئيس مجلس شؤون الطلاب دعوة عدد أكبر من ممثلي الطلاب لاجتماعات المجلس .
وأخيراً اقر الاجتماع أسلوب الحوار والمشورة منهجا لمعالجة قضايا الجامعة المختلفة فهي التي ينبغي أن تعطي النموذج الديموقراطي الأمثل للمجتمع .
لقد كسب اتحاد طلاب جامعة الخرطوم بأسلوبه المتحضر المعتدل معظم المطالب التي يريدها كما كسب ثقة واحترام إدارة الجامعة مما يسهل التعامل بينهما في المستقبل وفوق ذلك اختلط نهجا ديموقراطيا ناضجا يرجى أن تستنم به لجان الاتحاد القادمة.
فالديموقراطية ليست إجراءات انتخابية بل هي في المقام الأول نهج في التعامل مع الآخر يقوم علي احترام الحقوق والواجبات وعلي الأخذ والعطاء وعلي العدالة والالتزام بالقانون وكسبت إدارة الجامعة الجولة بتأكيد الاستقرار وبإلزام الطلاب باتباع لوائح الجامعة وبحسن ثقة الطلاب . ولم استسغ تهديد الطلاب المبطن في نهاية مذكرتهم الواعية بان يكون الرد عليهم خلال 48 ساعة من تسليم المذكرة وأرجو أن لا يستعجلوا في المرة القادمة صياغة مذكرتهم حتى لا تاتي مليئة بالأخطاء المطبعية واللغوية ! لاحقين شنو .
|
|
 
|
|
|
|
محمد امين مبروك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست