|
|
 انتو ماعندكم عاصمة انتو عندكم زريبة
|
د. المتعافي
بعد أن انتهى حوار السيد رئيس التحرير والاساتذة الشيخ يوسف وعبد المنعم ابو ادريس مع الدكتور عبد الحليم المتعافي وهو حوار حفل بلغة الارقام والميزانيات والافادات تنشره «الصحافة» لاحقاً.. بدأ حوارنا انا أمير عبد الماجد وزميلي خليفة حسن بلة مع السيد والي الخرطوم. وهو حوار بعيد تماماً عن الارقام وربما حسابات المنصب. وحاولنا ان نذهب مع السيد الوالي في الاتجاه الآخر فادهشنا بافاداته الواضحة مرة والساخرة مرات.
وأنت في الابتدائي كان حلمك تدرس شنو؟
- اي زول في السودان اهلوا عايزنو يبقى دكتور ولا مهندس دي ما فيها اي فهم تاني. وان مثلت دكتور في الابتدائي واستاذي حسن يوسف الله يرحمه قال ليهم عبد الحليم ده بيبقي دكتور وأنا من الوقت داك بقيت دكتور بي كلام حسن يوسف.
اول وظيفة...؟
- بعد التخرج...!
- لا قبل التخرج.
اول شغلانية لي كانت صبي كنتين، يعني انا عمري ست سنين وتسعة شهور رجعوني من بخت الرضا لانه عمري ناقص ثلاثة شهور. ولما رجعت الحلة لقيت الجماعة كلهم مشوا المدرسة الا انا، فمشيت السوق واشتغلت مساعد في كنتين ببيع الشطة والملح والزيت.
ودي أخدت معاك كم؟
- حوالي سنة كاملة. وبعد ما كبرت شوية مشيت الجزارة وبعت الطايوق والكمونية وباقي التربيزة. وبعد شوية اشتريت باقي اللحمة من ابوي وبعده اشتريت سخل وسخلين وخروف وتور ودخلت على عشرة بقرات وخمسطاشر تور.
الحاجات دي وانت طالب؟
طبعاً واستمرت معاي الشغلانة دي من أولى أسطى لغاية ثالثة جامعة.
يعني الجزارة كانت أحسن من التجارة؟
مش أحسن لكنه المتاح قدامي، لانو ابوي كان عندو كم جزارة وعمي كان عندو دكان، ابتديت مع دكان عمي وبعدها اكتشفت انو الربح هناك احسن فمشيت الجزارة، بعدين في الدكان بيدوني مرتب رمزي كده، لكن في الجزارة بشتغل لي روحي يعني ببيع الطايوق وبشيل القروش ادسها في علبة خاصة. وببيع باقي اللحم وبشيل حقي. وبعد شوية بقيت اشتري من ابوي بالجملة وأبيع بالقطاعي. ولما كبرت وبقيت في المرحلة الثانوية بقيت ادير الشغل بتاع ابوي في العطلات. ولما وصلت الجامعة بقيت زول فنان في الحكاية دي، خاصة اني دارس ثانوي وبعرف عربي وانجليزي. وبعرف اساتذة بخت الرضا والاطباء، يعني جزار راقي بحكم العلاقات العملتها. وبعدين البلد كانت رخاء خاصة في السبعينات. وانا عشت مرحلة ما بعد اتفاقية السلام الثانية سنة 1971م. ودي فترة كانت فيها حيوية اقتصادية.
بعد التخرج اشتغلت طبيب؟
لا اشتغلت مربي بتاع ماشية. وعملت مزرعة ألبان وبقيت زول بيحسن النسل. ودي فيها ارباح كويسة والكلام ده كان في شهر يوليو 1980م. واستمر العمل لغاية نوفمبر 1981م، بعدين رجعت اشتغلت طب بعد ما عملت قروش كويسة من المز رعة.
الماهية كانت كم؟
- 150 جنيهاً
المزرعة كانت شغالة وانت طبيب؟
- كانت شغالة وكنت بمشي مزرعتي وأمشي المستشفى.
ووقفت سنة كم؟
- سنة 1986م خليتها لانو كبرت شوية وأموري اتحسنت ومبلغ الالف جنيه البتجيبو المزرعة بقيت شايفو شوية واغتربت.
اغتربت كطبيب؟
- ايوة وده كان في المملكة العربية السعودية.
ولما رجعت اشتغلت شنو؟
- مقاول صغير.. وكان عندي قلاب ولودر واشتغلت في شارع الجريف في شركة اسمها ابو كتف.
ما عندك احساس انه المسألة متناقضة؟
- انت عايز شنو..؟ الزول عايز يحسن وضعوا المالي بتشتغل هنا نفعت ما نفعت بتشوف غيرها .. والزول بتطور.
عندك جزء كبير مع اللحوم؟
- ما كبير يعني حوالي عشرة سنين بس.
بعدها دخلت السياسة مع الدكاترة؟
- لا انا ما مشيت دخلت .. أنا تم استدعائي.
كيف؟
نحن أصلاً شلة ولا قول جيل سميها اي حاجة.. المهم نحنا كنا مع بعض غازي ومصطفى وبكري عثمان سعيد والطيب ابراهيم محمد خير ومطرف صديق والجميعابي، عشنا كلنا في فترة واحدة وفي كلية واحدة واصدقاء ست سنين، يعني مصطفى بي هنا وغازي في الاوضة دي وبنصلي مع بعض في الجامع ونمشي المحاضرات سوا وبننتمي لتيار واحد.
اول زول دخل الحكومة منو؟
- الطيب ابراهيم محمد خير.
أى دكتور ممكن يحكم؟
ما ممكن طبعاً تطلق مقولة زي دي، يعني الناس في السودان ما بيمشوا للتخصصات بي وعي معقول، بيمشوا بي رغبة الحبوبات والخالات والمعلمين.
ندمت على دراسة الطب؟
- لا ما ممكن نقول كده .. واحد من المعلمين الدرسوني كان عايزني ادرس تاريخ. وانا كنت أسخر منه، لكن حقيقة ندمت اني ما درست تاريخ، لاني كنت حا استفيد جداً واعتبر من تجارب الامم كلها، لان دراسة التاريخ بتخليك تعرف تجارب الامم كلها.. لكن واحد عايزك تدرس تاريخ وواحد دايرك مهندس وواحد دكتور الحكاية ما كلها في ايدك.
ممكن تفرض على ولدك يدرس شنو؟
- طبعاً لا. ويمكن تلقي عندو رأى في دراستي انا ذاتي.
انت تنقلت في وظائف كثيرة واقاليم كثيرة.. ممكن تحدثنا عن أحب وظيفة وأفضل اقليم؟
- انا ما بندم على مكان طلعت منو، لكن افضل مكان اشتغلت فيهو كان سنار، يعني انا قعدت هناك (1 شهراً كانت حافلة جداً.. وسنار دي فيها كل القبائل والناس منسجمين جداً وبيمثلوا الوسط في كل شئ .. في الذوق والسلوك العام. وانا كنت مستمتع جداً بالعمل هناك.
وأكثر فترة فيها حيوية؟
- كانت في بورتسودان.
أكثر مكان تعبت فيهو ؟
- النيل الابيض.. ودي اصعب فترة. وكانت في مسقط رأسي وعشان كده أنا ضد حكاية انو الزول يحكم في ولايتو. وأي زول جرب المسألة دي بيعرف انها صعبة جداً. الناس يقولوا ليك الولايات تحكم نفسها عشان عايزين يبقوا حكام، لكن حسب تجربتي صعب جداً تحكم اهلك.
والخرطوم؟
- الخرطوم كويسة وأهلها ما فاضين ليك. ولو ما جاتك حاجة من السياسيين ما بتجيك مشاكل من المواطنين.
لما قالوا ليك تجي الخرطوم والي كان عندك احساس انو الخرطوم فيها عقبات معينة؟
- والله انا لما قالوا لي تجي والي في الخرطوم كانت اصلاً عندي تجارب كثيرة. وما كنت شاعر انو في مشكلة في مسألة الطموحات، لأنه الطموحات في الخرطوم أعلى من أى منطقة تانية، عشان كده كنت مهموم وفي سباق مع الزمن عشان أقدم حاجة وأرضي بعض طموح المواطنين. وأقنع الناس انه عندي برنامج وخطة شغال عليها، لانه الخرطوم ما بلد ساذجة ولا بسيطة وممكن تخم الناس بالكلام. وافتكر الى حد ما قدرنا لو ما عملنا رأي ايجابي عملنا رأي محايد.
بصمة بخت الرضا ماذا اضافت لمسيرتك؟
- شوف في بخت الرضا انا كنت وزير مالية وعمري «اطناشر» سنة. وكنت مسؤول عن اموال نادي صغار المزارعين. وبفتح الحسابات في البوستة. وابيع القطن وبجي اقدم ميزانية. وعندي برلمان بيضم الطلاب كلهم. وعندي جمعيات فيها «حداشر» سكرتير ديل وزراء حكومتنا في الوسطي. وعندي مراجع عام وهو نائب الناظر. وكنا بنقدم ميزانيات بتتناقش وتجاز في القراءة الاولى والثانية. وعندنا حسابات مضبوطة وبنمشي نورد في البوستة ونقسم الميزانية بالعدل. وده الفرق بين بخت الرضا وأى مدرسة حالية. وأذكر انه الميزانية فرقت معاي قرش ونص في رابعة وسطى، جابوا ليها لجنة فيها معلم الرياضيات ومحاسب ونائب الناظر وراجعنا ثلاثة أيام لغاية ما لقينا انه الخطأ حسابي.
ما سمعت مرة انو أهل العوض حاكمين الخرطوم؟
- تقصد منو بي أهل العوض.. اول حاجة انا من النيل الابيض، يعني ما من اهل العوض ولاحاجة. ولو بقينا نحن اهل العوض علي الاقل من الدويم عندنا محافظين اثنين وحكمت مرتين وحا نرجع تاني لاثر بخت الرضا الايجابي. وأنا بصراحة اتيحت لي فرصة ما اتيحت لكثير من التجار، يعني انا اتدرجت من محافظ ثم وزير مالية وبعدها والي ثلاثة مرات. ودخلت في الاستثمار وربنا أكرمني ووفر لي فرصة الاحتكاك والعمل لفترة طويلة في ما يسمي باقتصاديات الحكم المحلي. واتعلمت برضو من مأمون بحيري وده رجل عندو أثر بالغ في حياتي. وكان زول قدراتو الذهنية عالية جداً. وحتى لقي ربه كان بيقرأ حوالي ست ساعات في اليوم.
أجمل مكان بترتاح ليهو في ولاية الخرطوم؟
- سريري.
اكثر مكان متعب في ولاية الخر طوم؟
- مكتبي ده.
بتسمع اغاني؟
- بسمع لكن أغاني قديمة يعني وردي ومحمد الامين والكاشف وعثمان حسين والكابلي، لكن الجماعة الشباب ديل ما سمعت غناهم.
والكورة؟
- انا كنت بلعب رياضة وكانت اجباري في بخت الرضا
بتشجع شنو؟
- ما بشجع اي فريق لكن هلالابي وما قاعد امشي كورة لاني ما شايف كورة.
حصل مشيت تلبي دعوة وانت زهجان منها؟
- طوالي دي بتحصل...؟ ويمكن يومياً.
اكثر وجبة بيستمتع بيها الدكتور؟
- يعني زول ابوهو جزار وجدو جزار يكون بيستمتع بي ياتو وجبة؟ أنا عموماً بستمتع أمشي الجزارة واختار اللحمة. واصحابي الجزارين بيعرفوا انا بكون عايز ياتو لحمة. وأحسن زول ببيع لحمة في الخرطوم اسمو الشامي في شارع خمسة. والحتة الثانية في شارع امبدة بالنص.
حصل مرة اصدرت قرار وشعرت انك لازم تمشي تشوف الحصل شنو؟
- كثير جداً.. ويمكن تلقي انك اخطأت في القرار واحياناً بتغيروا، لكن احسن قرار هو البتدرسوا كويس وما تأخروا كثير.
بعد تطلع من هنا كوالي حاترجع للطب؟
- لا الطب ما في ليهو طريقة، لكن انا بعد ما اطلع من هنا حا أخذ اجازة واعمل لفة اعرف الحاصل شنو في الدنيا دي. وبعد ما أجي راجع حا أفتح لي مكتب.
مكتب يشتغل شنو؟
- والله دي لحدي هسة ما عارف.. لكن حا أخذ نفس طويل واسوق وليداتي برة واتنقل بين الدول. وانا بستمتع جداً بالسفر.
مدينة زرتها واتمنيت تكون واليها؟
- اكثر مدينة اعتقد انها جميلة وهادئة هي لاهاي.. مدينة صغيرة وأهلها متحضرين جداً ولطيفين جداً وبني آدمين جداً، بعكس المدن الهولندية التانية. وانا ما قاعد أحب المدن الصاخبة.
مين الوالي في البيت؟
- أم أحمد طبعاً.
|
|
 
|
|
|
|
tariq
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست