|
|
 لا نامت أعين الجبناء ... الذكرى العاشره
|
لجميع البورداب والشعب السودانى كل سنه وانتم بخير والسودان بخير
فى هذا اليوم من قبل عشره سنوات وتحديدا فى الدقائق الاولى من فجر عام 1994 اى بعد منتصف الليل مباشرة وانا بمنزلنا انتهيت من كتابة مذكره قانونيه كان يجب ان تقدم للمحكمه , خرجت من الحجره لاقفل باب الحوش الذى ظل مفتوحا واقفال الانوار اذا بعربة بوكس تأتى مسرعه وتقف امام مدخل الحوش بصوره تشابه الافلام ويقفز منها مجموعه من الاشخاص يقاربون العشره مدججين بالاسلحه حتى اخمص قدميهم , بادرنى احدهم هل انت فلان الفلانى اجبته بالايجاب ثم عرض على صورة بيان وقال لى هل تعرف هذا البيان اجبته بالنفى ثم طلب منى الدخول الى داخل الحجره وقال انهم سوف يجدون مسودته وباقيه بالداخل ومن ثم اتهمنى بأنى كاتب هذا البيان وطابعه وهو بيان يعدد انتهاكات حقوق الانسان فى المنطقه ويتهم رجال الامن بارتكاب فظائع فى حق المواطنين والطلاب , ثم دخلوا داخل الحجره وبدأت عملية التفتيش , فتشوا تحت الاسره وقلبوا المراتب ومساند الكراسى , وفتحوا مكتبتى وانزلوا كل الكتب فى الارض وبدأوا تفتيشها كتابا كتابا وتصنيفها وطلبوا منى فتح الدواليب وبدأوا فى اخراج الملابس والتفتيش الدقيق , كنت هادئا كل ساعات التفتيش على الرغم من المفاجأه , جلست بعيدا فى احد الكراسى وكنت الى تلك اللحظه لم اتناول عشائى , بدأت فى تناوله وعزمتهم على العشاء ,اغتاظ رئيسهم وقال لى لا تعتقد ان بطاقة المحاماة سوف تحصنك مننا , قلت له اعرف ذلك , وجدوا كتاب فى مكتبتى للكاتب هادى العلوى عن التعذيب فى الاسلام اخذه رئيسهم وقال لى سوف آخذ هذا الكتاب عشان لما نعذب نعذب بمنهج .بعد ان باءت كل محاولاتهم بالفشل فى ايجاد اى شىء طلبوا منى الذهاب معهم , طلبت منهم شىء واحد هوان اذهب واخبر اسرتى بدون ازعاج وجلبه حيث ان بقية الاسره ينامون فى حجره مختلفه ذهبت وذهب معى احدهم مشهرا سلاحه على ويتبعه آخران من على البعد .بعد ان اخبرت اسرتى ركبت معهم فى البوكس وتوجهوا بى الى المدينه وادخلت الى حجرة الاستجواب سألونى عن اسمى بالكامل واسرتى ودراستى ومن هم اصدقائى فى الجامعه وقالوا لى لا تكذب فنحن نعرفهم كلهم وماذا كنتم تفعلون وما تأكلون ثم بعد ذلك سألونى عن البيان وقالوا لى ايضا لا تكذب نحن نعرف كل شىء متى واين كنتم تجتمعون وماذا كنتم تقولون حتى توزيع المهام والادوار بينكم نعرفها, انكرت معرفتى بكل شىء حضر لى شخصان وهددانى وقال لى احدهم لايكن رأسك ناشفا قبلك احدهم فى الفاشر كان مثلك ولكنه لم يصمد الى النهايه , لم يجدوا منى استجابه , ثم حوالى الساعه الثانيه والنصف اقتادونى الى العربه مع احدهم (اعرفه جيدا حوكم قبل فتره باختلاس اموال من الامن ) وصار يهددنى فى الطريق ,اودعت احدى الزنازين كان البرد قارسا دون غطاء ودون مفرش وعند الصبح حضر احدهم مسئول المنطقه وصار يتهكم على ويتندر وانا داخل الزنزانه ويأمرنى بالوقوف ورفع اليدين ويقول لى سمع صورة الجن وماهى نواقض الوضوء ,بالطبع لم اذق طعم النوم ولم يحضر لى طعام حتى ميعاد الغداء وظللت ثلاثه ايام على هذه الحاله وجبه واحده فى اليوم واستجواب ثم بعد اليوم الثالث حوالى الساعه العاشره مساء اقتدت بواسطة عربه الى المدينه الاكبركان معى اثنان من زملاء المهنه وصلنا حوالى العاشره والنصف , ادخلت مباشره الى زنزانه منفرده بعد منتصف الليل وقف احدهم على باب الزنزانه ونادانى وفتح الباب وقال لى اتبعنى ,توجد حوالى ثمانيه زنازين كل اربعه على جهه وبمسافه فسحه ثم بعد ذلك المكاتب الاداريه للأمن وفى هذه الفسحه طلب منى الوقوف حضر احدهم وفال لى قالو رأسك ناشف حاتشوف وبدأ فى استجوابى من كان معى ولأى تنظيم انتمى ومتى كتبت هذا البيان وعندما انكرت بدأ فى ضربى وجاء شخصان من خلفى وبدأوا حفلة الضرب بالسياط والايادى كانوا اربعه ورئيسهم يستجوبنى ويقول لى مستنكرا انتو يا المحامين جنكم حقوق الانسان وين حقوق الانسان فى البوسنه وين حقوق الانسان فى الصومال وين حقوق الانسان فى فلسطين كأننى مسئول عن ذلك ثم طلبوا منى ان اعمل ارنب نط الى مسافه قدروها وان اعملها عشره مرات ثم طلب منى طلب غريب هوان اطلع على حافة كرسى خيزران واقف واحمل كنبه فى يدى رفضت وقلت له من المستحيل ثم قادنى الى مكان فى الحوش به كشافه كهربائه مسلطه على وطلب منى ان اقف تحتها وكان بحواليها حشرات كثيره متجمعه فى الضوء وبعوض وطلب منى ان اقف وارفع يدى وقال لى نحن هنا عندنا حقوق البعوض اهم من حقوق الانسان اوعك تقتل ليك بعوضه ومن اثر الضرب لم استطع ان ارفع يدى اليمنى عندها قال لى الآن يدك اليمين سوف تنشل وتتبعها رجلك اليسرى ومن الاحسن لك ان تعترف ولما رفضت قال لى سوف نأخذك لحجرة الكهرباء ولن تتحمل , المهم استمرت حفلة التعذيب هذه حتى الرابعه صباحا ثم بعد ذلك اخذونى للزنزانه خائر القوى منهك , وعندما دخلت الزنزانه حضر احدهم وسكب ماء من جردل على الزنزانه وكان البرد شديدا فى ساعات الصباح الاولى وبالطبع لم استطع الرقاد ولا الجلوس وظللت واقفا متكئا على الحائط حتى الصبح وكانوا يخرجونا حوالى الساعه التاسعه صباحا وجدت فرصه من المراقبه وحكيت للبقيه ما تم معى امس ليلا وسألته ان فعلوا بهم شيئا وحمدت الله انهم لم يفعلوا بهم مافعلوا بى وكانوا ساعات فى اوقات الخروج يعزلوننى من البقيه ,استمرت حفلات التعذيب هذه تقريبا كل ليله وكل ليله يتفننون بصوره مختلفه كانوا يأخذوننى الى داخل المكتب ويستجوبنى احدهم بعنف والفاظ نابيه وضرب باليدين والرجلين وكان يطلب منى ان اعمل بوش اب حتى المائه ولما لااستطيع يضربنى على ظهرى وبشتمنى ويقول لى اعمل ست العرقى وفى النهايه عندما يذهبوا بى الى الزنزانه يطلب منى ان ارفع يدى الى اعلى حتى الصبح وفى بعض الاحيان يأتى احدهم فى السادسه مساء ويطلب منى ان ارفع يدى ويقول لى واجه الحائط سوف آتى الساعه اثنا عشر واجدك رافع يديك واذا وجدتك نزلتهم سوف اعمل ليك جزاء. فى احدى المرات بعد منتصف الليل اخرجونى الى الساحه وكان معهم طالبين من الثانوى واوقفونى لاتفرج طلبوا منهم خلع ملابسهم ومن ثم طلبوا منهم ان يزحفوا على الارض لمسافه بعيده وكانت الارض مليئه بالحصى كانوا شجعان زحفوا بصمت ادميت رجولهم واياديهم ثم بعد ذلك نادوا احد افرادهم وبدأ يضربهم وهم عرايا على اجسادهم بعصى حتى تكسرت .كان معنا رجل شجاع تعدى الخمسين هو قاسم ابو عاقله يعمل صائغ ومن الاتحاديين الشجعان كانوا يطلبون منه ان يرفع يديه الى اعلى لمدة سته ساعات وان يظل واقفا وكانوا يعاقبونه لانه تصدى لضابط الامن عندما حضر لاعتقاله ليلا ومنعه من دخول المنزل وقال له المنزل فيه حريم نيام وعندما شهر له الضابط السلاح كشف له عمنا قاسم عن صدره وطلب منه ان يضرب تراجع الضابط وذهب واحضر قوة اخرى واقتادوا قاسم الى المعتقل الاانه كان يتشفى فيه كل ليله المهم قاسم قال للضابط انه عنده مشكله فى الصمام والوقوف ورفع الايدى سوف يؤثر على صحته ولكن الضابط كان يقول له انشاء الله تموت ما يهمنى قررقاسم ان يضرب عن الطعام وقلنا له يا قاسم ان الاضراب عن الطعام عايز مسانده خارجيه وفى ظل التكتم والتعتيم المضروب حوالينا وانت مريض سوف يعقد وضعك واقتنمع بكلامنا ولكنه قال سوف لن يتناول طعامهم , كان هناك شخص يدعى آدم هو من عناصر المباحث القدامى ولا ينتمى للأمن ولكنه يستعينون به لمعرفته بالاشخاص والاماكن فى المدينه وكان يتعامل معنا ونرسله بعض الاحيان بدون معرفتهم ليحضر لنا التمر واللبن و لم تتوقف حفلات التعذيب فى الليالى كان فى بعض الاحيان يأتى هذا الضابط القمىْ ( يدعى حيدر ومن منطقة جبل اولياء وتخرج من جامعة القاهره الفرع ) كان يأتى لى فى الزنزانه ويشهر مسدسه على ويقول لى فى امكانى اديك طلقه هسع وادفنك وزول يعرفك مافى .
بالاضافه للتعذيب كانت هناك اهانات والفاظ نابيه والضابط الذى اعتقلنى من المنزل حضر الى فى المعتقل بعد ذلك وفى ايديه الحناء لانه تصادف ان تزوج فى تلك الايام وقال لى قالوا ما قريت الناس ديل ما شايفين شغلهم شايف وشك وعينيك سليمات .
هذه بعض لمحات اثارتها فى نفسى الذكرى العاشره لهذا الاعتقال والتعذيب وهناك تفاصيل بالطبع وحقائق كثيره لا يتسع لها المكان هنا ولكن سوف بأتى اليوم الذى تذكر فيه ولكن اود ان اقول بعض الاشياء :-
اولا : هناك بعض زملاء المهنه وقفوا وقفه صلبه وفتشوا كل السبل لمعرفة مكان اعتقالنا وسبل فك اسرنا وهناك البعض وقف متفرجا
ثانيا: هناك قاضى ينتمى للجماعه كان يتصل به الامن ويذهب لهم لحياكة اتهام لنا وتقديمنا للمحاكمه ولكنهم فطنوا الى ان المحاكمه سوف تكون وبال عليهم
ثالثا : هناك قاضى والآن يشغل منصبا مرموقاكان الساعد الايمن للامن وكان عضو فى اللجنه الاربعينبه فى المدينه
رابعا :- لا يظنن افراد الامن وضباطه الذين شاركوا فى التعذيب والتهديد والاهانات انهم بمنأى عن المحاسبه والعقاب مهما طال الزمن ونحن نعرفهم جيدا وبأسماءهم الحقيقيه وتنقلاتهم بعد ذلك ومن ترك الخدمه ومكان سكنهم ومناطقهم ومثلما كانت نساء الثوره الفرنسيه يحيكون اسماء الخونه فى الملابس نحن نحيك اسماء هؤلاء فى الذاكره والكتابه .
رابعا : نفس الترابى الآن هذا الذى يملأ الدنيا ضجيجا حول انتهاكات حقوق الانسان ومعه جماعته كانوا يؤيدون اعتقالنا وينكرون انتهاكات حقوق الانسان واننا ليست لدينا اى حقوق لأننا نعارض دوله اسلاميه .
خامسا:-هنا كلمه يجب ان تقال وتحيه للاستاذه المحاميه بت مجذوب وهى فى منفاها باستراليا فقد اعتقلت معنا فى اليوم الاول وهى بالمناسبه تمشى على عكازين اثنين ولكنها صمدت صمود لم يصمده الرجال ذوى شوارب واثبتت بحق ان التعويق فى العقل وليس الرجلين ,حرموها ان تشم هواء بلدها , ولم يستطع تحقيق الامن ان ينتزع منها كلمه واحده فى ادانتها او احد مناوالبعض الذين ينتمون للرجوله خارت قواهم وسابت ركبهم قبل ان توجه لهم كلمه واحده ناهيك عن لكمه وصدق عليه قول الشاعر :-
ترى الرجل النحيف فتزدريه وفى اثوابه اسد هصور
ويعجبك الطرير فتبتليــــه فيخلف ظنك الرجل الطرير
بغاث الطير اطولها رقـــابا ولم تطل البزاة ولا الصقور
خناس الطير اكثرها فراخا وام الصقر مقلاة نزور
ضعاف الاسد اكثرها زئيرا واضرؤها اللواتى لا تزير
وقد عظم البعير بغير لب فلم يستغن بالعظم البعير
فما عظم الرجال لهم بزين ولكن زينهم كرم وخير
وسؤالى هل يود منا موقعى الاتفاقيات ان ننسى ولا نطالب بالمحاسبه والعقاب ؟
وهل يود منا الترابى وجماعته ان ننسى اين كان موقعهم انذاك فى السلطه .؟
وهل الشعب السودانى شعب بلا ذاكره ؟
وكل سنه وانتم طيبين
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لا نامت أعين الجبناء ... الذكرى العاشره (Re: wadalzain)
|
عزيزي ود الزين
لك ولكل المناضلين الشرفاء التحية والتجلة. لا بد لليل الظلم أن ينجلي ولا بد من أن تشرق شمس الحرية.وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. لابد من الحساب والحساب العسيرلكل من أساء لأبناء هذا الشعب الصامدولكل من تتطاول على عزتهم وكرامتهم.لا انتقاما ولكن عدلا وجزاء(جزاء وفاقا).
وكل عام والسودان وأينائه بخير
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لا نامت أعين الجبناء ... الذكرى العاشره (Re: wadalzain)
|
العزيز ود الزين
لك تحيات الورد
اولا احي صمودك وبسالتك في وجه الطغاة
واقول لك بكل الصدق ان شجاعة امثالك والصمود الذي واجه به ابناء شعبنا هؤلاء الجلادين وحده الذي جعلهم يركعون ويخلعون برنامجهم قطعة قطعة . لكن وهذا المهم وواجب الساعو ان لا نترك اعمالهم تمر بلا محاسبة
وصدقني انهم يهابون التوثيق لانهم طفيليون بلا ذاكرة
ان يوم حسابهم آت بلا ادنى شك
يرونه بعيدا ونراه قريبا بحول الله
وحتى نلتقي في سماء وطننا
وتظلنا شمس الحرية والديمقراطية
ولك الود خالد العبيد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لا نامت أعين الجبناء ... الذكرى العاشره (Re: wadalzain)
|
الأخ ود الزين
التحية لك ولكل الشرفاء والصمود امام جلادي الجبهة الاسلامية كشف اسلابيهم اللأنسانية وملاحقتهم وتعريتهم وتقديمهم للمحاكمة العادلة فى ظل نظام وطنى ديمقراطى هو واجب كل وطنى لقفل الطريق نهائيا حول هذه الممارسات لابد من توحيد الصفوف لمحاكمة هؤلاء المجرميين
| |
|
|
|
|
|
|
| |
wadalzain
abdelrahim abayazid
Adil Osman
خالد العبيد
elsharief
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست