|
|
 يرهقني أني إنسان
|
ربما جئت للدنيا متأخراً بعض الشيء - قد يكون هذا صحيح - لكنه بالتأكيد ليس ذنبي ، بل هو قدر وتاريخ مكتوب سلفاً .. هو ميراث سنين لا يقبل الرفض ولا يقبل القسمة على اثنين ..هو موقف لا يشبه المواقف حينما تمتزج العبودية بالعتق .. والجبر بالاختيار ... والحب بالحقد ... وكل شيء بكل شيء .
وتختلط كل الأمور في رأسي المثقل بالحلم والخمر والنساء والشعر والحب والقدر.
أواجه عجزي اللعين أمام مسئولية تفوق قدرتي على اتخاذ القرار وأمانة تفوق كل طاقة لي على الاحتمال ..و لكن يبقى الحلم زاداً جميل والأمل خير رفيق ،والتجربة هي البرهان والدليل بأني حاولت أن أفك أبجدية الحياة بممارسة حريتي علناً وقولي كلمتي على رؤوس الإشهاد دون خوف أو وجل أو تردد أو خجل .
أبحر وحدي ضد التيار .. تتمزق أشرعتي .. تتكسر مجاديفي .. يتحطم مركبي .. أشرق .. ألهث .. أغرق .. تتقاذفني الأمواج والمقادير ..
يرهقني التساؤل وترهقني الإجابات ترهقني هذه الدهشة البريئة الموهوبة لليالي البرد البيضاء مقابل كذبة من نفس اللون وحلم وردي باهت لكنه يشبه الأساطير والخرافات في سطوته وسحره ، يشبه لحظات الموت والميلاد،ولحظات المتعة والألم والرحيل والغربة وانكسار القوافي تحت وطأة أقدام الواقع العابس المتواطئ مع الفقر والجهل والمرض والتخلف وكل الظروف المهينة .
يرهقني الألم والصبر والانتظار.. يرهقني الحلم والجرح وميراث فوارس ..ترهقني تركة نبيلة وصفحة خُطت أسطرها بأحرف الشرف والبطولة والتضحية والحب وقيم هي الآن أشبه بحفريات .
يرهقني عناد يبني الأسوار دونه وصراحة تفتح الأبواب لكل وجهة نظر .. وعزة نفس وكرامة لا تقبل مساومة ولا مهادنة .. يرهقني تمرد ورفض لأنصاف الحلول .
يرهقني توق وشوق إلى حرية لا تحد ،يرهقني حب الحقيقة .. يرهقني أمل .
يرهقني أني إنسان في زمن يستباح فيه الإنسان ....
|
|
 
|
|
|
|
ابو جهينة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست