|
ما تفرقه السياسة في السودان، تجمعه الازياء
|
ما تفرقه السياسة في السودان، تجمعه الازياء في بلد متعدد الثقافات والاعراق والاثنيات والديانات، الثوب والجلابية نقطة تجمع التعدد.
ينفرد السودانيون مع تعددهم سياسيا وعرقيا بالالتقاء عند نقطة واحدة وهي الزي فهم يلتقون رجالا و نساء عند ما يعرف بالثوب والجلابية الزي المميز الذي يميزهم عن بقية شعوب العالم.
والثوب النسائي والجلابية الرجالية زيان يرمزان للهوية السودانية بكل ابعادها ويمثلان تراثا قوميا لا يتاثر بعواصف الزمن التي اصابت البلاد على مر السنوات الماضية.
ومعروف عن السودان انه بلد متعدد الثقافات والاعراق والاثنيات وكذلك الديانات والشائع هو هذا التعدد اذ لكل قبيلة وجماعة في شتى انحاء البلاد ما يميزها في العادات والتقاليد الاجتماعية تختلف فيها من غيرها و يكاد ذلك يضفي عليها نكهة خاصة سوى كان ذلك في اللهجة او معايشتها للمجتمع.
بيد انه مع هذا الاختلاف الشاسع يبقى الثوب والجلابية هما نقطة النهاية التي يلتقي عندها فهما معا يحتفظان بمعالم الوحدة الوطنية رغم المشكلات السياسية والحرب الاهلية فهما زيان قوميان يجعلان من النساء والرجال في السودان معا الاكثر تميزا وقاسما مشتركا اعظما للتفريق بين السوداني وغيره ممن يشابههم السحنات واللهجات والمنشأ في العالم.
ويرى باحثون في التراث السوداني ان اختيار الزي السوداني مواكبا و ملاصقا لمهنة الذي يرتديه وهي التي تشكل الاساس في اختيار الزي فضلا عن المنطقه التي يعيش فيها ويجمعون على انهما الزى القومي الوحيد الذى يؤثر في الجميع و لا يتأثر باختلافهم.
و ترى استاذة الازياء في كلية الدراما والمسرح بجامعة السودان زينب عبدالله محمد صالح ان الثوب السوداني قديم يوازي الازياء الخارجية عند قدماء المصريين والاشوريين و تؤكد ان الاثار التي وجدت في الممالك القديمة تشير الى ملابس اشبه بالثوب الراهن.
وقالت "ان الملكة المصرية امنشخيت كانت ترتدي ثوبا اقرب للزي السوداني وان الرسومات التي وجدت تدل على ان الفراعنه كانوا يرتدونه بصورة اقرب الى السودانية مشددة على ان الثوب السوداني هو سوداني بحت و طريقة لفه على الجسد فقط هي التي تميز السودانيات عن غيرهن."
واشارت زينب الى ان كل القبائل السودانية اتفقت على لبس الثوب والجلابية منذ امد بعيد مؤكدة ان هذا الاتفاق اللاارادي حافظ على هوية البلاد وساهم على تماسك وحدتها رغم المحن.
وتعترف زينب بوجود اختلافات جزئية بين قبيلة واخرى تجاه لبس الثوب وتوضح ان نساء قبيلة البجا شرق السودان مثلا يلبسن نوعين من انواع الثياب منها الثوب المعروف في كل مناطق السودان والنوع الاخر هو الفوطة وتلبس عن طريق الربط وتلتف في الخصر ثم تلبس بطريقة الثوب وهي تساوي ضعف الثوب العادي ويتم ثنيها ولفها حول الخصر ثم لفها حول الجسم.
والملاحظ ان نساء البجا يحرصن في طريقة لفهن للطرحة على تغطية جزء كبير من الوجه حتى تظهر عين.
لكن المثقف البجاوي عادل محمود يؤكد ان ذلك له علاقة بعادات و تقاليد البجا وبيئتهم ولوضعية المرأة الخاصة في شرق السودان حيث تكون معزولة تماما عن الرجل.
اما الثوب في شمال السودان فيلبس عن طريق لفه على اليد اليسار اي من اليمين الى اليسار على ان يتم تغطية الراس بما يتبقى من اليمين بعد لفه على الجسد وتحبذ السودانيات في المناطق الشمالية من البلاد الى الالوان الثابتة مثل الاسود والازرق لكن في غربي البلاد فالنساء يلبسن الثوب عكس المألوف اي ينتهي بالايمن ويملن لاختيار الالوان الزاهية والمزركشة والمتناقضة واكثر الخامات المرغوبة عندهن هي البولستر لان سعره اقل.
وبشان الجلابية التي يرتديها الرجال يقول الباحث صلاح الدين عثمان "هنالك العديد من العرب يلبسونها الا انها تكون بالياقة بينما السودانية يميزها عدم وجود هذه الياقة" معتبرا عدم وجود الياقة في الجلابية يعود الى انهم لم يحبوا تقليد المستعمر اضافه الى انها اشبه بازياء النساء.
ويشير الباحث عثمان الى ان طائفة الانصار التي تدين بالولاء للزعيم التاريخي المهدي لها جلابية خاصة تميزها عن غيرها حيث يمكن ارتدائها بأي اتجاه الخلفي او الامامي لان تصميمها يجمع شكلين متطابقين تماما.
نقلا عن ميدل ايست اونلاين
|
|
|
|
|
|