كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 وداعاً بياتركس.....وتقبلوني بينكم بورداب الخرطوم
|
يضيق بك وطنك وتقهرك الايام ويساعدها علي قهرك اهل بلدك فتقوم بالهرب من المصيبة وتابي ان ترضي بالقدر فتقوم بطلق ساقيك للريح وتترك ارض الوطن من خلفك وهو يناديك باعلي صوته بان تبقي بين احضانه فتتجاهل النداء وتتظاهر بعدم السماع والوطن المسكين ينادي وينادي.
نادي حتي بح صوته وانت لم تبالي بصوته المبحوح ولا حتي ببكائه المكتوم بين صدور المساكين والغلابه.
وعندما بعد الصوت وتلاشت الزبزبات الصوتية التي كانت تصتدم بطبلة اذنك وقفت وماكنت تريد الوقوف الا انك تعبت من الهروب وآلمك الشوق لارض الوطن وسالت دموعك من فراق الاهل والاحباب.
وكعادتك تجاهلت كل هذه الالام وحاولت ان تعرف اين توقفت قدماك وحين وجدت نفسك بين احضان بياتركس ظهرت علي جبينك تلك الفرحة المؤقته وقمت تتأمل في الزمن والناس واصابتك صدمه حضارية مما جعلتك تائهاً في دروب بياتركس الممله وادي بك الملل الي الاكتئاب والتزمر من الحياة والواقع المؤلم الذي اقحمت نفسك فيه وبما انك متعود علي الهروب والجبن اصبح شيمتك المقدسه لم تستطيع ان تضع في حسبانك الرجوع الي حضن الوطن وفضلت حضن بياتركس عنه لخوفك من كلام الاصحاب والاهل او حتي لاسباب اخري.
بينما انت في هذا الهروب والتسكع في ازقة بياتركس وبينما كنت تريد اخراج شئ من جيبك اذا بورقه مالية تستقر بين انامل اصابع يدك اليسري وعندما اخرجتها من جيبك اذا بها تلك الورقه التي اعطتها اياك حبوتك المتوفاة قبل اشهر معدودة حين كنت تجري في لحظه هروبك وقالت لك وهي تضعها في جيبك هاك الالف جنيه دي عشان تشرب بيها شاي في السكة.
افعلاًَ كانت تقصد ان اشرب بها شاي وانا في طريق الهروب من ارض الوطن ام كانت تقصد شئ اخر؟؟؟ لا اظن انها كانت تقصد شراب الشاي وانا في حالة الهروب
بل قصدت اشياء اخري فاتت عن بالي ساعتها او حتي تجاهلتها وعمدت علي ان لا تفهم ما كانت تقصده حتي لا تتراجع عن الهروب الذي كنت قد عزمت عليه.
الماعندو كبير يمشي يشتري ليه كبير. الان فقط عرفت معني هذه الجملة ولكن بعد ما فات الاوان وفقدت الكبير ولكن لا اظن ان السودان قد خلي من الكبار!!!اشكرك يا حبوبة علي كل الذي قدمتيه لنا ونحن صغار في حياتك واشكرك علي ما قدمتيه ليّ وانتي ميته فلولاكي ما كنت رجعت الي وعيي قبل فوات الاوان.
وطنا البإسمك كتبنا ورطنا, بلادي وان جارت عليّ عزيزة واهلي وان ضنو عليّ كرام
اين كانت هذه العبارات قبل ان يضيع ما ضاع من عمري في احضان بياتركس, لن اضيع يموماً اخر بعد اليوم بين احضانك يا بياتركس فاقول لك وبالفم المليان وداعاً بياتركس وداعاً
وفي نفس اللحظة استسمح الوطن الام وارجوه ان يتلقاني عندما اخطو الخطوة الاولي في ارضه بعد كل هذه السنين.
وامر اخر ارجو فيه بورداب الخرطوم ان يقبلوني بينهم ولهم مني جزيل الشكر
3omda
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
haneena
abdelgafar.saeed
nazar hussien
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست