أزمة المفكرين العرب في مطلع القرن الحادي والعشرين... فقه الوشاية والنكاية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 10:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-25-2003, 09:54 AM

Zaki
<aZaki
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 451

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أزمة المفكرين العرب في مطلع القرن الحادي والعشرين... فقه الوشاية والنكاية

    أزمة المفكرين العرب في مطلع القرن الحادي والعشرين... فقه الوشاية والنكاية
    سعد الدين إبراهيم الحياة 2003/12/25

    في أوائل شهر كانون الأول (ديسمبر) 2003, حضرت المؤتمر السنوي لمنتدى الفكر العربي, الذي يترأسه الأمير الحسن بن طلال, ويضم في عضويته أكثر من مئتي مفكر وصانع قرار ورجل أعمال, من أنحاء الوطن العربي. ويعتبر هذا المنتدى أكبر وأقدم تجمع أهلي مدني عربي, إذ تأسس عام 1981, على طراز نادي روما الشهير. وعلى رغم أنني كنت أول أمين عام متفرغ لهذا المنتدى (1985 - 1990) وكنت وما زلت أحرص على المشاركة في اجتماعاته السنوية, إلا إنني لم أفعل ذلك في السنوات الأربع الأخيرة, التي قضيتها بين محاكم مصر المحروسة وسجونها.

    لذلك حرصت هذا العام, بعد براءتي واستعادة حريتي (18/3/2003), أن أحضر المؤتمر السنوي للمنتدى, خصوصاً أن الموضوع الفكري للاجتماع كان حول "عوامل تقدم الوطن العربي" وكذلك كان مناسبة افتتاح مقر جديد للمنتدى في منطقة الجبهة, احدى ضواحي العاصمة الأردنية الأنيقة في عمان. وكانت الأيام الثلاثة للقاء مفعة بالمشاعر الحارة على المستوى الشخصي والإنساني للالتقاء بعشرات الأصدقاء, والزملاء, وفي مقدمهم الأمير الحسن, الذي كان موقفه نبيلاً وشجاعاً ومتضامناً معي ومع أسرتي وزملائي في مركز ابن خلدون طوال سنوات المحنة (2000-2003).

    مع ذلك, شاب اللقاء ذلك ما لاحظته من تغير مفردات الخطاب الفكري لأعضاء المنتدى وتسرّب السلفية, خصوصاً مصطلح "فقه". فقد ترددت عبارات عدة عن "فقه المصالح", و"فقه المفاسد" و"فقه المكاره", و"فقه التنمية", وما إلى ذلك من المواضيع, تعود المفكرون العرب أن يطرقوها, طوال الربع الأخير من القرن العشرين, ولم يكن فيها من جديد إلا اقتران كل منها بكلمة "فقه".

    ثم حدثت أثناء المداولات ثلاثة مشاهد, الأكثر إزعاجاً كان المشهد الأول في أعقاب مداخلة لأحد الضيوف المراقبين من العراق, وهو السيد حسين سنجاري, رئيس العهد العراقي للديموقراطية. جاءت المداخلة بعد استغاثة أحد أعضاء المنتدى بما فحواه "أن اللجنة التي تشكلت لصوغ الدستور العراقي الجديد تنوي حذف المادة التي تنص على أن العراق جزء لا يتجزأ من الوطن العربي, وأن شعبه جزء لا يتجزأ من الأمة العربية". وكانت مداخلة الأخ حسين سنجاري فحواها أن هذه المادة تستحق الحذف أو التعديل, في ضوء أنها تتجاهل وجود شعوب أخرى غير عربية تعيش في العراق من قديم الأزل ومنها الشعب الكردي, وكأنه لا مانع من وجود مادة تنص على أن عرب العراق هم جزء لا يتجزأ من الأمة العربية, وأن أكراد العراق هم جزء لا يتجزأ من الأمة الكردية, وأن العراق هو وطن لكل من يعيش على أرضه.

    لم يكمل الزميل الكردي مداخلته إلا وانقض عليه من أعضاء المنتدى بالهجوم والنقد اللاذع, وأصر بعضهم على أنه "عربي رغم أنفه, بما أنه يتحدث العربية", ورد الرجل بأنه يتحدث أيضاً الكردية والإنكليزية والألمانية إلى جانب لغته الأصلية وهي الكردية, وأنه يعتز بهويته الكردية, كما يعتز أشقاؤه العرب بهويتهم العربية. وانتهت هذه المشادة الكلامية, بأن طلب أحد أعضاء المنتدى من الزميل الكردي أن يغادر قاعة الاجتماعات, فترك الرجل القاعة في حزن وأسى, لضيق صدر زملائه المفكرين العرب, بتعبيره عن رأيه ومشاعره في قضية تخصه كعراقي!

    وكان المشهد الثاني في أعقاب كلمة افتتاحية لرئيس الجلسة, في صباح اليوم الثاني, وهو دولة الدكتور عبدالعزيز حجازي, رئيس وزراء مصر الأسبق, علق على حال الكآبة والتشاؤم ولطم الخدود, وجلد الذات, التي غلبت على مناقشات اليوم الأول, وتحدى زملاءه في المنتدى أن يبحث أحدهم عن بارقة أمل, ولو واحدة, في هذه الظلمة الكالحة. فتطوع أحدهم ورصد سبعة بوارق أمل تبعث على التفاؤل, حدثت كلها في عام 2003, على رغم كل ما تحدث عنه كل الزملاء الذين سبقوه من مواجع ونكبات. وكان مما ذكره: سقوط الديكتاتورية في العراق, واقتراب مسيرة السلام في السودان من الاكتمال لوضع نهاية للحرب الأهلية التي قاربت الأربعين عاماً وحصدت أرواح مليوني سوداني وشردت مليونين آخرين, والمبادرة السلامية لممثلين من المجتمع المدني الفلسطيني والمجتمع المدني الإسرائيلي وتمثلت في اتفاق سلام افتراضي تم توقيعه في جنيف وأيده أكثر من أربعين رئيساً وعشرات الشخصيات العامة العالمية كنلسون مانديلا وجيمي كارتر وبيل كلنتون, ومنها التحولات الديموقراطية المشهورة في المغرب والبحرين وعمان, وعشرون من الحائزين على جوائز نوبل. ولم ينته حتى بادر زميل آخر محتجاً بأعلى صوته أن سقوط صدام حسين هو كارثة للعرب أجمعين لأن الذي أسقطه هو الأجنبي الذي جاء "محتلاً لا محرراً للعراق", ولأن اتفاق جنيف كان كارثة ثانية, حيث أن من وقعوها من الفلسطينيين قد فرطوا في "حق العودة", وهو حق مقدس. لكن هذا الاحتجاج لم يصل إلى درجة الحدة نفسها التي وصل إليها مع الزميل الكردي, ولم يُطلب من الزميل "المتفائل" أن يخرج من القاعة, فحمد هذا الأخير ربه على أن مصيره كان أفضل حالاً.

    أما المشهد المأسوي الثالث فقد كان اقتراحاً من أحد أمناء المنتدى السابقين فحواه إصدار بيان يندد بدعاوى "الحداثة" و"الديموقراطية" التي يرددها بعض المثقفين العرب, لأن مثل هذه الحداثة تأتي في أعقاب الانكسار العربي, وتلك الدعوة للديموقراطية تأتي في أعقاب الاحتلال الأميركي للعراق. وهو ما يعني رفض الدعوتين أو على الأقل تعليقهما إلى أجل غير مسمى, أو إلى أن ينصلح حال الأمة العربية ويتحرر العراق, "فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة". أكثر من ذلك طالب الزميل نفسه بأن يقوم منتدى الفكر العربي بمناهضة ومحاصرة وفضح أولئك المثقفين الذين يروجون للحداثة أو الديموقراطية لأنهم في أحسن الأحوال مخدوعون وفي أسوأ الأحوال عملاء للإمبريالية الأميركية, والتي تحاول إغراقهم بالمنح والمساعدات!

    في ضوء هذه المشاهد الثلاثة المتشنجة, شعر بعض قدامى المؤسسين لمنتدى الفكر العربي, بأن هذا المنبر الذي كان مأمولاً أن يظل جزيرة للحرية في محيط الاستبداد العربي قد بدأ يتآكل, وينخُر فيه السوس نفسه الذي استشرى بعد أن أقفل باب الاجتهاد في الفكر العربي الإسلامي منذ عشرة قرون. ولولا مداخلات من بعض العقلاء, في مقدمهم الأمير الحسن لاستبدت الفاشية العربية الزاحفة لتجهر على هذا المنبر ولتغرق جزيرة الحرية تلك في مستنقع الاستبداد العربي العميق.

    كان ضمن ما قاله أحد العقلاء محذراً من هذه الفاشية العربية الزاحفة على منتدى الفكر العربي, هو أننا بصدد تحويل المنتدى إلى "محكمة تفتيش" في ضمائر المفكرين وقلوبهم, تحاسبهم على النيات وعلى ما خبّأت صدروهم. بذلك تحول كل منهم من دوره الأصيل "كباحث" إلى دور دخيل "كمباحث", وانهم كجهاز دخيل للمباحث سيكونون في مجموعهم ليس فقط قد تخلوا عن دورهم كنقاد, منذرين ومبشرين, لكنهم سيكونون جهاز مباحث رديء من الدرجة الثالثة إلى جانب أجهزة المباحث والاستخبارات العربية الأكثر خبرة وحرفية.

    واقترح أحد العقلاء استحداث نوع جديد من الفقه, هو فقه "النكاية", وهو فقه يؤصل لرفض الحداثة والديموقراطية والتسامح. فهي "وافدة", وكل وافدة "ضلالة", وكل ضلالة في النار. فما لم تأت مفردات الفقه الأصيل على ناقة أو بعير, فأغلب الظن أنها أتت على ظهر سيارة أو دبابة أو طائرة. وبما أن هذه مركبات لا يصنعها العرب أو المسلمون ولكن يجيد صنعها الفرنجة, فهي والمفاهيم التي جاءت معها ملعونة إلى يوم الدين! وضمن فقه "النكاية" أن نتمسك بأي مستبد عربي, ونلتفت حوله إذا ما تحرش به أو انقض عليه أي أجنبي. فألف مستبد عربي ولا أجنبي واحد, "وحاكم غشوم وفتنة لا تدوم".

    وحيث أصبح "حديث الفقه" هو جديد منتدى الفكر العربي في مطلع القرن الحادي والعشرين, فقد اقترح أحد الظرفاء من أعضاء المنتدى استحداث فرع آخر وهو فقه "الوشاية" وهو فرع يلزم لحراسة "ثوابت الأمة" والإيقاع بمن تراوده نفسه في مجرد التفكير في تبني جديد وافد من بلاد الفرنجة أو دار الكفر - مثل الحرية والديموقراطية والتعددية والتسامح والمساواة.

    وعلق المفكر العربي الدكتور محمد جابر الأنصاري على الاقتراحين بما يفيد أن فقه "النكاية" ليس جديداً بالمرة, بل تعود جذوره إلى سنوات الفتنة الكبرى, حينما كان يتشيع فريق من المسلمين لعلي أبن أبي طالب (كرم الله وجهه), لا حباً فيه ولكن نكاية في معاوية, بينما كان ينتصر فريق آخر لمعاوية, لا حباً فيه ولكن كراهة لعلي. كذلك ذكر الأنصاري أن الأموي عبدالرحمن الداخل (صقر قريش), تبنى المذهب المالكي, في الأندلس, نكاية في العباسيين في بغداد الذين كانوا قد تبنوا المذهب الشافعي!

    وهكذا, بين فقه الوشاية والنكاية أراد فريق من المثقفين العرب أن يصادروا على حرية الفكر والاجتهاد بذريعة "الحرام السياسي" والحفاظ على "ثوابت الأمة" من دون إدراك أن ذلك كان مقدمة للانحلال من العصر العباسي الثاني في القرن التاسع الميلادي وإلى منتصف القرن التاسع عشر, حينما لاحت بوادر عصر النهضة العربية الحديثة, التي يرمز رفاعة الطهطاوي لبدايتها, وتبعه سلسلة متصلة من أساطين التنوير: علي مبارك وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعبدالرحمن الكواكبي وشبلي الشميل وأحمد لطفي السيد وطه حسين وعلي عبدالرازق وانتهاءً بزكي نجيب محمود ونجيب محفوظ.

    بعد سجال منتدى الفكر العربي في عمان بثلاثة أيام فقط, قُبض على الرئيس صدام حسين, في أحد المخابئ السرية تحت الأرض في مزرعة, قرب تكريت, مسقط رأسه. وعلى رغم اختلاط المشاعر العربية وتضاربها بين فرح معظم العراقيين لسقوط الطاغية, وأسف بعض العرب للحال المزرية التي ظهر بها الرجل بعد خروجه من مخبأه, إلا أن قلة هي التي كان لديها شيء طيب تقوله عن الرجل الأسير. ومن هذه القلة أحد حراس "الثوابت العربية", حيث ظهر على احدى الفضائيات العربية, يبكي ويرثي صدام حسين, "الفارس العربي النبيل". ولما راجعه مقدم البرنامج بالسؤال "ماذا تقول للذين يصفونه بالمستبد؟", سارع الرجل بالإجابة وهو لا يزال يجهش بالبكاء: "لكنه كان مستبداً عادلاً, ويكفينا كعرب أنه انتقم لكرامتنا من الطاغوت الأميركي" أما كيف انتقم صدام من أميركا, وكيف صان الكرامة العربية, بعد أن جلبت حماقاته ومغامراته الفساد والخراب والاحتلال, فإن مقدم البرنامج لم يسأل, ربما اشفاقاً على من يبكي على الأطلال, أو ربما مشاركة وجدانية لعابد الأصنام.

    وأتساءل في نهاية هذا المقال: كم نكبة ينبغي أن تقع لنا وكم مصيبة ستحل علينا, قبل أن نسترد وعينا ونبرأ من المقولات الزائفة, ومن فقه النكاية والوشاية, ونقلع عن عبادة الأصنام, ونكف عن الاعتقاد بأن ثمة مستبداً عادلاً أو مهدياً منتظراً!

    * كاتب مصري.








                  

12-25-2003, 10:35 AM

عباس فاضل العزى

تاريخ التسجيل: 12-07-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزمة المفكرين العرب في مطلع القرن الحادي والعشرين... فقه الوشاية والنكا (Re: Zaki)

    شكرا للأخ زكي على نقله لمقال سعد الدين ابراهيم
    استعراضه لاحداث اجتماعات منتدى الفكر العربي تثير في النفس الكثير من الشجون ان لم اقل الغثيان من تلك الطروحات الصادرة عن اناس يفترض ان يكونوا روادا لمسيرة لشعوبهم .
    التحالف الذي ظهر جليا في المنتدى بين القوميين ( حماة الثوابت العربية كما يدعون ) و بين السلفيين ( حماة الثوابت الاسلامية كما يدعون ) ظاهرة تستحق البحث فالفكر القومي لاديني و الفكر الديني لا قومي فكيف ( التم المتعوس على خايب الرجا ) أو بالفصحى ( عبد صريخه أمة ) .
    سبب تحالفهم هو أن كلا التيارين قد أدار ظهره للزمن و راح يلوك الماضي و يجتر الاحلام فضرب كل منهما عرض الحائط بثوابته ضد التيار الآخر و يحاولون توحيد جهودهم تجاه موجة التغيير العاتية التي تعصف بهم لتزيحهم سريعا من الحاضر إلى الماضي الذي ينتمون إليه بطبعهم فعلا .
                  

12-25-2003, 05:13 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزمة المفكرين العرب في مطلع القرن الحادي والعشرين... فقه الوشاية والنكا (Re: عباس فاضل العزى)

    الاخ الفاضل زكى

    التحية لك وانت تتابع ما يكتب فى مختلف المحافل والشكر اجزله فى نقلك للمقال مما اتاح لى ولاخرين فرصة الاضطلاع عليه.

    الاخ عباس:
    المشهد العربى عموما بكل مستوياته السياسى منها والثقافى يعكس حالة العطالة الذهنية و العقل المستقيل , ولعل ما حدث فى المنتدي لا يعتبر ازمة فى حد ذاته بقدر ما هو تاكيد على الوضع المازوم فى ما يسمى بالوطن العربى, صدقت القول حين قلت ان مثل هذه الممارسات تصيب بالغثيان والاستياء. اعتقد ان امة من محيطها الى خليجها كما يحلو للقومويين ترديدها يسيطر عليها الوعى الاسطوري لهى غير مؤهلة من انتاج خطاب سياسى او ثقافى عقلانى , فالعقلانية لم تعرف طريقها الى الوطن العربى بعد , وبدون العقلانية لا اري ان هنالك امكانية لناسيس وعى تاريخى بالتراث و بالاخر ومن ثم الوعى بالذات , فالامة التى يفتري باسمها هى احوج ما يكون الى عصر نهضة و تنوير تتجاوز به الوعى الاسطوري السائد الان و الذى اقل ما يقال انه يعبر عن العصور الظلامية العربية, دع عنك الحداثة و ما بعد الحداثة فالانتاج الحداثى لا يتاتى بدون ارساء دعائم العقلانية فى الفكر العربى وهو ما ليس متوفر فى الظرف الراهن.
    اتفق ان الحالة العربية تشهد تلاقى بين القومويين و الاسلامويين وهو ما يفسر ان الازمة فى قمتها على كل المستويات, اذكر اننا فى مطلع التسعينات كنا قد ادرنا حوارا مطولا فى الجامعات السودانية عن التقاطعات بين الخطاب القومى والخطاب الاسلامى و بالفعل فقد انضمت المجموعة الرئيسة للتيار القومى العربى فى السودان الى الحكومة الاسلامية فى السودان وفى تقديري ان القوميين يسعون الى استخدام ادوات خطاب الاسلام السياسي لتحقيق مشروعهم القومى بعد ان فشلت جدليات التاريخ فى تحقيق نبؤاتهم التى تشابه نبؤات قيام الثورة فى انجلترا , الملاحظ انه ما ان ترد مفردة العربية الا وتلحق بالاسلامية و ما ان ترد مفردة الاسلامية الا وتلحق بالعربية وهذا يعبر عن مدي تلاقح المشروعين بعد ان تخطيا مرحلة التقاطعات الاولية و استمرار هذه الوضعية سيلغى بظلاله على المشهد الثقافى العربى فى شكل ازمات يعاد انتاجها من حين لاخر.

    ولك عظيم تقديري

    بكري الجاك
                  

12-25-2003, 05:31 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزمة المفكرين العرب في مطلع القرن الحادي والعشرين... فقه الوشاية والنكا (Re: Bakry Eljack)

    أنا أفكّر

    اذن أنا غير موجود
                  

12-25-2003, 08:39 PM

عباس فاضل العزى

تاريخ التسجيل: 12-07-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزمة المفكرين العرب في مطلع القرن الحادي والعشرين... فقه الوشاية والنكا (Re: Zaki)

    الاخ بكري
    اتفق معك أن ( شعوب ) المنطقة لا زالت بعيدة عن انتاج خطاب سياسي اجتماعي عقلاني و ذلك لان النخب المثقفة ليست بمستوى المسؤولية التاريخية المطلوبة و هي اليوم بمعظمها مقسمة بين قومي عنصري قد أفل نجمه و بين إسلامي منغلق قد منح لعقله إجازة منذ أكثر من اثني عشر قرنا .
    للتوضيح و لكي لا يساء فهمي أقول :
    إن رسالة الاسلام المحفوظة بين دفتي المصحف هي النص المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه , و أن تخلف هذه الشعوب ليس مرده أبدا إلى تلك الرسالة الرائعة بل إلى الجمود الفكري و ضيق الافق في التعامل معها ( و هذا هو معنى الوعي الاسطوري عندي ) و أن هذه الشعوب بحاجة إلى عصر نهضة و تنوير تتجاوز فيه هذا الجمود و المعبر عن عصور مظلمة ( عصور إغلاق باب الاجتهاد ) .
    نعم .. بني القوميون العرب حلمهم على حتميات تاريخية تشبه ( حتميات كارل ماركس ) و كانت النتيجة فشل لا يقل ذراعة عن انهيار الاشتراكية الاممية , مما دفعهم الى التعلق بأذيال عباءة الاسلام السياسي . لكنني لا أعتقد أن هذا التلاقح بين المشروعين سيستمر ليفرز أزمات متكررة على المدى البعيد , و ذلك لأنني أرى أن كلا المشروعين يحتضر و أنا متفائل بأن المنطقة ستدخل في سباق لبناء أطروحة فكرية صالحة للقرن الحادي و العشرين .
    أطروحة ترتكز على الجيد من بضاعتنا و هو الاسلام الصحيح المتنور في نظام سياسي و اجتماعي يبنى على حرية الفكر و الديمقراطية و حقوق الانسان و الوطن للجميع بالتساوي فلا تكفير و لا تهميش و لا وصاية .

    مع فائق الاحترام


    السيد عادل عثمان
    غريب و غير مفهوم عندي قولك ( أنا أفكّر اذن أنا غير موجود )
                  

12-25-2003, 10:00 PM

Zaki
<aZaki
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 451

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزمة المفكرين العرب في مطلع القرن الحادي والعشرين... فقه الوشاية والنكا (Re: عباس فاضل العزى)

    Salam Bakri
    To confirm your point you just need to look at Sudan today and how the so called Arabists are joining Ali Osman Taha and his totalitarian project now. Many of those who do not see any contradictions between declared love for human rights and the nature of the NIF.
    Mansour Khalid anatomy of the phenomena in his book about Arabs perceptions of Southern Sudan is an excellent one.
    Arab intellectuals suffer from many problems but the biggest one is this linkage between Islam and Arabism. Arabs believe the lie they created that everything Islamic is Arabic while the reality is completely different. Many of the advances in the history of Islam were not Arab invention but came from those who originated from the conquered nations like the Persians, Indians, etc. Many of the great thinkers and jurists in the history of Islam are not Arab. Unfortunately Ibn Taimia thinking created many of today’s problems not just among the fundamentalists but also the Arab nationalists.
    I do not want to be accused of heresy here but I think it is time people study Ibn Taimia thinking in the context of the revolt of the Arab/Arabicised inhabitants of Iraq at the time against the newly Islamised Mongol ruling conqueror of the Islamic dominion.
    Regards

    Zaki
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de