|
صباح الطائرات في امريكا بعيون سودانية
|
صباح الطائرات في امريكا بعيون سودانية محمد امين مبروك* [email protected]
(كنا نعبر البروكلنز بريدج , الجسر الذي يربط بين مانهاتن ونيويورك, حين احسسنا بالهزات العنيفه ...توقف التاكسي الذي كان يقلنا , اتجهت أنظارنا صوب النيران, فيما كانت الطائره الثانيه تتوجه بسرعه نحو البرج الجنوبي وتصدم به . لن انسى منظر الاشخاص الذين قفزوا من الطوابق العليا ليلقوا حتفهم ) سلمى –بوسطن ( لا لا نعاني كثيرا من اثر احداث 11 سبتمبر , نعم هناك مضايقات استهدفت الجاليات العربيه والاسلاميه ... اللون الأسمر أفادنا هنا, ينظر إلينا كأفارقة أو هنود........... أو حتى كائنات تستحق الشفقه) عمار – كلورادو ( كنت امارض احدى قريباتي حين سمعت ان اميركا تحت النيران, تابعت التفاصيل من الراديو داخل المستشفي ) فيصل – شندي ويوم الثلاثاء في جامعه الخرطوم له نكهه خاصة ,* كوارث في أحيان كثيرة ، أركان النقاش في ذلك اليوم لها طعمها الخاص ، كنا قد فرقنا لتونا من مسيرة طلابية تحمل مذكرة لمدير الجامعة نطالب بعودة منبرنا النقابي ثم سار اليوم عاديا ...على حين كانت أمريكا تصلى جحيما. للقناة الفضائية في كفتيريا علوم الفضائية روادها كذلك، و أخبرني احدهم بتفصيل كامل لما حدث لأمريكا نقلا عن قناة الجزيرة، خطر ببالي للحظات أنه هجوم من كوكب أخر غير كوكبنا، لا ادري ؟ لعل أكثر الناس خيالا لم يخطر على باله أن تتعرض أمريكا بأساطيلها المهولة وجبروتها الطاغي وقدرات مخابراتها الأسطورية ـكما الكثيرون ـلذلك الهجوم من داخل أراضيها،بل وبنفس التقنيات التي يتبجح بها لذلك كان الامر يحتاج لخيال كبير لتصديقه! من فعل هذا ؟........ لا زال هذا السؤال يؤرق الكثيرين في مختلف إنحاء العالم لازال قابعا دون أجابه واضحة في أدراج رجال السي اى ايه في (لانجلى)بفرجنييا (الرجال القابعون في (لانجلى) لا يدرون شيئا واحدا مما يدور حولهم) كما وصفهم احد السيناتورات الحانقين. وانبهر العالم تجاه تعامل الشعب الامريكى مع محنتة (قل لي هل ما زال ذلك العلم المرصع بالنجوم يرفرف في سماء العالم) كان هذا شعارهم . عمدة نيويورك ورامسفيلد احتملا غياب الرئيس عن مركز قيادته بشجاعة نادرة من ينسى تصريح شيني الشهير(هذا الهجوم يحمل توقيع دولة) ونحن حيث كنا نشاهد الرعب المعبأ في الطائرات عبر القنوات في كفتريا علوم التي امتلأت حتى بمسئولين كبار كانوا في طريقهم الى القصر عبر شارع النيل وحين حددت الدول المستهدفة بالانتقام الامريكىولم نذكر ضمنها تنفسنا الصعداء (وعملنا فيها ديل ما نحنا) . **وحين تكشفت تصورات المحافظين الجدد المبنية على غطرسة القوة في أمريكا أعجبنا بتصدي فرنسا الشجاع ولازالت كلمات دو منيك دي فيلبان لطلاب جامعة الرباط في المغرب ترن في الآذان (نحن نعيش مرحلة الشك والتساؤل ، مرحلة فقد فيها العالم نقاط الاستدلال الخاصة بة ...ثمة من هم مستعدون لتلطيخ جدران التاريخ بالمغامرات الدامية). ومن أفغانستان الى العراق الى ( الإنزال الديمقراطي )في المنطقة العربية إنزال ديمقراطي فقط دون مار ينز ،هذا إذا لم يعبر رامسفيلد مجددا نهر (االبوتاماك ) الفاصل بين البنتاغون والبيت الأبيض للعبث بخطط كولن باول الدبلوماسية. ----------------------------------------------------- *محمد أمين مبروك _سكرتير خارجي اتحاد طلاب جامعة الخرطوم
|
|
|
|
|
|