|
|
 محادثات السلام ...امريكا تضغط على الاطراف وسيمبيويا يهدد
|
عـــودة إلى عنــاوين الأخبـــار
مفاوضات السلام السودانية: سيمبويو يهدد بسحب فريق الوساطة الأفريقية بعد مشادة مع مسؤول أميركي
نيروبي: مصطفى سري
نشبت ازمة حادةشبين كبير وسطاء السلطة الحكومية للتنمية «ايقاد» الراعية لمفاوضات السلام السودانية في كينيا، ومسؤولين أميركيين موجودين في نيروبي للضغط على المفاوضين السودانيين لابرام اتفاق سلام سريع، يواكب التطورات الأميركية. وبينما يطالب الجانب الأميركي اعمال السرعة لابرام اتفاق سلام نهائي خلال يوم او يومين، تريد «ايقاد» التمهل لانجاز اتفاق متين، حتى لو طال أمد توقعه لأكثر من شهر. وهدد الجنرال الكيني لازاراس سيمبويو كبير وسطاء «ايقاد» بسحب فريق الوساطة الأفريقية المكون منه الى جانب ممثلين من اثيوبيا وأوغندا واريتريا، اذا اصر الجانب الأميركي وعلى رأسهم جون دانفورث مبعوث الرئيس جورج بوش للسودان، وجيف ملنغتون المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية عن ملف السلام السوداني، على موقفهم من ابرام اتفاق خلال ايام. ونشبت مشادة بين سيمبويو وملنتغون حضرها وزير الخارجية الكيني كالينزو موسيكا، هدد بعدها الأول بسحب فريقه، وطلب من وزير الخارجية الكيني ان يتابع الملف بنفسه اذا اصر موسيكا والجانب الأميركي على موقفهما.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان الزيارة التي قام بها جون دانفورث للعاصمة الكينية نيروبي ومرابطته لمدة ثلاثة ايام وعقده لقاءات مكثفة مع وفدي الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان بنيفاشا القصد منها توقيع اتفاق سلام نهائي قبل العشرين من الشهر الجاري حتى يتسنى تضمين الاتفاق في فقرات خطاب الاتحاد الذي سيلقيه الرئيس الأميركي جورج بوش في الثامن والعشرين من الشهر الجاري. وقالت المصادر التي فضلت حجب هويتها ان دانفورث حاول ممارسة ضغوط على طرفي التفاوض ونقل لهما استياء واشنطن من اطالة المفاوضات الجارية الآن في نيفاشا معبرا عن رغبة بلاده بتوقيع اتفاق سلام نهائي قبل العشرين من هذا الشهر. وقال للطرفين «ان الوقت قد حان لتوقيع الاتفاق النهائي قبل أي وقت وان اطالة المفاوضات اصبحت غير مقبولة». وذكرت المصادر ان ازمة نشبت بين سمبويو الذي امتدحه دانفورث في مؤتمره الصحافي أول من امس بأنه «رجل دولة من الطراز الأول»، ومسؤولي ملف السلام السوداني من الطرف الأميركي بسبب عدم اقتناع مفوض «ايقاد» بالضغوط التي تمارسها واشنطن على طرفي التفاوض. وقالت المصادر ان سيمبويو ومجموعته من مبعوثي «ايقاد» أبدوا امتعاضهم من الضغوط الأميركية خلال المفاوضات الجارية حاليا في نيفاشا وابلغوا دانفورث ان هذه الضغوط غير مجدية لأن التسوية بين الاطراف السودانية بالصورة التي تريدها واشنطن لن تودي الى اتفاق سلام مستقر.
واشارت الى ان مفوضي «ايقاد» هددوا بالانسحاب من ملف السلام السوداني اذا كثفت واشنطن من ضغوطها. وابلغوا دانفورث ان القضية السودانية معقدة وتحتاج الى صبر وان ما تم من اتفاقيات يعد انجازا لـ«ايقاد» لتفهمها لتعقيدات القضية وان أي اتفاق يمارس بالضغوط سينهار بعد عشرة ايام من توقيعه.
وقالت المصادر ان لجنة «ايقاد» اوضحت للمبعوث الأميركي ان فرص تحقيق السلام الشامل وعودة الاستقرار للسودان موجودة الآن اكثر من أي وقت مضى وان المفاوضات الجارية اصبحت على مستوى رفيع من قيادات الطرفين، ونقلت له «ان ممارسة العضلات الأميركية خلال المفاوضات غير مجدية ولن تقود الى استقرار هذا البلد».
وأوضح مبعوثو «ايقاد» لدانفورث ان توقيع الاتفاق قد يمتد الى عشرين يوما ان لم يكن شهرا كاملا بسبب ان القضايا المتبقية في المناطق الثلاث والمشاركة في السلطة من اكثر القضايا التي بها تعقيدات وشائكة.
وذكرت المصادر ان وزير الخارجية الكيني كالنزو موسيكا تدخل لتخفيف الازمة التي بدأت بين المسؤولين الأميركيين ومبعوثي «ايقاد» لاعتراضهم على الضغوط الكثيفة من قبل واشنطن وتهديدهم بالانسحاب من الملف كلية خاصة بعد ان نقلوا للأميركيين (ان الباب مغلق). واللافت للنظر ان جون دانفورث عقد مؤتمره الصحافي أول من امس في منتجع (كونثرى كلي) وليس منتجع (سيمبا) في نيفاشا الذي تعقد فيه المفاوضات وهو على بعد عشرة كيلومترات بطلب من سيمبويو ما يشير الى حقيقة الازمة التي نشبت بين «ايقاد» والمسؤولين الأميركيين. غير ان دانفورث امتدح الجنرال سيمبويو في ذلك المؤتمر الصحافي ووصفه برجل دولة من الطراز الأول وان سيمبويو استطاع بحكمته وبراعته ادارة مفاوضات السلام السودانية وان هناك ثقة كبيرة من واشنطن للجنرال سيمبويو.
ويذكر ان مبعوثي «ايقاد» لم يحضروا المؤتمر الصحافي الذي عقده دانفورث وكان قصيرا لم يتعد الساعة وبتمثيل صغير من طرفي التفاوض، واقترح دانفورث على المسؤول الأميركي في ملف السلام الذي ترعاه «ايقاد» السفير جيف ملنغتون مواصلة المؤتمر الصحافي بعد مغادرته الى نيروبي.
وكان سيمبويو منع في السابق اجراء مقابلات مع المفاوضين في نيفاشا، مع المبعوثين الأوروبيين، ومن بينهم المبعوث البريطاني آلان غولتي، وتم اجراء المقابلات خارج مقر المفاوضات
|
|
 
|
|
|
|
الكيك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست