|
|
 فصل 3 من أعضاء مكتب حركة قرنق
|
فصل 3 من أعضاء مكتب حركة قرنق
انقسامات بين الجنوبيين السودانيين في القاهرة
قرر مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة «جون قرنق» في القاهرة فصل 3 من أبرز أعضائه، بعد اتهامهم بـ «خرق مبادئ الحركة، وتجاوز دورهم التنظيمي»؛ الأمر الذي اعتبره محللون وشخصيات سياسية سودانية يعكس صراعا حقيقيا ذا أبعاد سياسية وقبلية داخل الحركة، وقد يشكل بداية لانقسامات كبيرة، خاصة مع التوقعات باقتراب التوقيع النهائي على اتفاق نهائي للسلام بين الحركة الجنوبية والخرطوم.
وقال مصدر مسئول داخل مكتب الحركة بالقاهرة لشبكة «إسلام أون لاين»إن مدير مكتب الحركة بالقاهرة «منجلواك كوال» أصدر قرارا بفصل القيادي «أجويت مون موير» الذي يشغل منصب الأمين العام لمنظمة تنمية وبناء مجتمع جنوب السودان، والسلطان «فيصل قرنق» أحد سلاطين قبيلة الدينكا ـ من أكبر القبائل الجنوبية التي ينتمي لها زعيم الحركة الشعبية ـ و«جفور مكوى ضو البيت».
وأوضح المصدر ذاته أن قرار الفصل الذي جاء السبت الماضي أشار إلى أن «الأعضاء الثلاثة تجاوزوا دورهم التنظيمي، وخرقوا مبادئ الحركة بصورة واضحة»، مضيفا أن من حقهم «استئناف القرار في اجتماع قانوني سوف يعقد لهذا الغرض بمكتب الحركة».
لكن مصدرا جنوبيا آخر بالحركة كشف لشبكة «إسلام أون لاين» أن «قرار الفصل جاء بناء على قيام الأمين العام لمنظمة تنمية وبناء مجتمع الجنوب بالتعاون مع فيصل جارانج وموير بعقد سلسلة من الحلقات النقاشية بين أبناء الجنوب في القاهرة الذين يقارب عددهم المليون جنوبي، بعيدا عن مكتب الحركة».
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن «هذه النقاشات استهدفت بحث تفاصيل مفاوضات السلام الدائرة بين الحركة والحكومة بمنتجع نيفاشا الكيني، ودور أبناء الجنوب في دعم السلام والوحدة والمساهمة في بناء السودان الجديد».
وأضاف أن منظمة تنمية وبناء مجتمع الجنوب «نجحت في حشد آلاف الجنوبيين خلف هذه المبادئ الداعية للوحدة؛ الأمر الذي أثار استياء بعض القيادات المنادية بانفصال الجنوب داخل الحركة». كما أشار المصدر إلى أنه بالإضافة إلى هذه الأسباب، فإن مدير مكتب الحركة بالقاهرة اعتبر أن تحركات الأعضاء الثلاثة الصادر بحقهم قرار الفصل تشكل مساسا بدوره كممثل للحركة في القاهرة.
من جانبهم اعتبر الأعضاء الثلاثة المفصولون في بيان لهم أوردته شبكة «إسلام أون لاين» أن ما قام به مدير مكتب الحركة بالقاهرة كوال «تصرف شخصي لا علاقة له بالحركة»، مؤكدين أنه «لم يوضح في حيثيات قراره البنود التنظيمية للحركة التي اخترقوها». واتهم البيان كوال بأنه «لا ينتمي إلى الجنوبيين، وأنه ينحدر من منطقة أبيبي المتنازع عليها» بين الشمال والجنوب، واصفاً إياها بأنها إحدى مناطق «الثالوث الشرير».
وتعتبر منطقة أبيبي إحدى المناطق الثلاث المهمشة التي تضم بجانبها منطقة النيل الأزرق وجبال النوبة التي تتفاوض الحركة الشعبية بشأنها مع الحكومة السودانية في مفاوضات السلام الجارية، وتعد إحدى العقبات القليلة التي لا تزال تعترض توقيع اتفاق سلام نهائي بين الجانبين.
وفي محاولة لتفادي ردة فعل قادة هذه المناطق المتعاطفين مع الحركة الشعبية أصدر الأمين العام لمنظمة أبناء الجنوب بيانا أعرب فيه عن اعتذاره لجميع أبناء الجنوب ولأبناء المناطق الثلاث عن الوصف السابق، مؤكدا أنه جاء لـ «انفعال غاضب». وقال في بيانه الذي اوردته ايضاً شبكة «إسلام أون لاين»: «إن الدور النضالي للمناطق الثلاث أكبر من أن يقيمه شخص».
لكن البيان خلا من أي اعتذار لمدير مكتب الحركة بالقاهرة. ولا يعترف كثير من أبناء الجنوب بإدارة كوال خلفا لجورج جوج الذي استدعته الحركة للمشاركة في المفاوضات مع الحكومة في كينيا في 2003.
وقال محللون سياسيون سودانيون لشبكة «إسلام أون لاين»: «إن قرار فصل كوال للأعضاء الثلاثة بمكتب الحركة في القاهرة يعكس وجود صراعات وانقسامات ذات أبعاد سياسية وقبلية بالحركة، قد تتضح أكثر بعد توقيع اتفاق السلام النهائي بين الحركة والحكومة». وقال إسماعيل وادي نائب رئيس مركز الثقافة والإعلام السوداني في القاهرة: «أعتقد أن هذه الخلافات بداية انقسامات كبيرة للتنافس على السلطة والثروة»، موضحا أن «أي اتفاق بين الشمال والجنوب يتبعه دائما صراع بين الجنوبيين بعضهم البعض لاحتلال مواقع قيادية أو الحصول على ثروة».
وأضاف وادي: «أتوقع ظهور حركة تمرد وانشقاق كبيرة بالحركة يدخل فيها كل جنوبي لم ينل نصيبه من الثروة أو السلطة المنصوص عليها في اتفاق السلام بين الحركة والحكومة، كما أتوقع أن ينضم أصحاب جارانج للحكومة طمعا في الحصول على نصيبهم من السلطة والثروة».
ودلل على ذلك بما «حدث من القيادي الجنوبي بيتر جاييت الذي كان أكثر الجنوبيين تطرفا ضد الحكومة، وكان يهدد بنسف أنابيب النفط في الجنوب، وبمجرد توقيع اتفاق ماشاكوس الذي وضع إطارا لمفاوضات السلام السودانية في 20 يوليو 2002 انشق عن الحركة الشعبية وانضم للحكومة وهو الآن يقوم بحماية استخراج النفط في الجنوب».
من ناحيته قال أمين عكاشة القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض: «إن الحديث عن مثل هذه الخلافات في هذا الوقت قد يضر بمسيرة السلام؛ لأن الحركة الشعبية لا تتسع لأبناء الجنوب فقط، ولكنها تضم أيضا أعضاء من الشمال والوسط والغرب والشرق، والحديث الآن يجب أن يكون عن السلام والوحدة وليس لتضخيم خلافات ربما تكون إدارية صغيرة».
لكن محمد عثمان مستشار السلام في السفارة السودانية بالقاهرة استبعد في تصريحات لشبكة «إسلام أون لاين» أن تؤثر هذه الخلافات على مسيرة السلام، مضيفا أن «الحكومة تتمنى أن تبقى الحركة الشعبية دائما صفا واحدا وراء عملية السلام التي تسود روحها كل أطياف الشعب السوداني الآن».
|
|
 
|
|
|
|
elsharief
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست