|
تطـويــــر التشــريـع الإســلامى أم تبنى العلمــانيـة..
|
أشكــر الأخ الكـريــم طــه جعفــر لدعـوتى، فى بوست أخـر، لبــدء هــذه النـدوة التى أرجــو أن تكــون مفيــدة لنا جميعـا,
قبل أن أبـدأ حـديثــى، أحـب أن أقــرر بصــورة واضحــة، أن المسلمين لا خيـار لهـم فى تبنى النظام العلمـانى، إلا إذا تركـوا دينهــم وتنصلــوا لأسســـه التى يقـوم عليهـا.. فالإســلام يحــدد علاقـة الإنســان بربــه، كما يحـدد علاقتـه مـع من معـه فى المجتمــع.. ولذلك، فإن تنظيــم حياة المجتمــع على أســاس الأخلاق الإســلاميــة، هى جــزء لا يتجـزأ من الدين نفســـه.. وكل محاولـة لفصل الدين عن الدولـة فى مجتمــع مســلم محكــوم عليهــا بالفشـــل. هــذا، هــذا..
ثم أن الله قـد طــور المجتمـع البشــرى خلال أكثـر من 14 قرنــا.. وللذين لديهـم حســاسيــة من كلمـة "طــور" هــذه، أن يعلمـوا أن من طــور هـذا المجتمـع هـو المهنــدس الأكبـــر الله.. وهــذا التطـور المـادى، أنتـج تغييــرات وتحـولات إجتمـاعيــة لا تخطئهــا العين.. بل أننا يمكن أن نقـول، بدون مبالغــة، أننا نعيش فى مجتمــع أخـر غيــر المجتمـع الذى عاش فى القـرن الســابع الميلادى وما بعـده من قـرون، بكل المقاييس الحضاريـة والثقافيــة والإنســانيـة. وإذا أخـذت مثالا للمظـاهـرات شبـه اليـوميــة أمام البيت الأبيض، والمناهضــة للحــرب، وتأثـر كل فـرد فى أقصى ركن من أركان المعمــورة بمعاناة طفل أو إمــرأة فى الركن الأخــر، فســوف تعـرف أن بشــريـة اليــوم صـارت أو كادت أن تكون متحــدة المشــاعـر فلا الحـدود الجغـرافيــة ولا السيــاسيـة ولا الدينيـة أصبحت عائقـا فى تواصـل المجتمعــات والأفــراد.. هــذا الإندمــاج الإنســانى الكـوكبى، الذى صــار ممكنـا بفضل الله، ثم بفضل التقــدم العلمـى فى وســائل المـوصلات والإتصــالات، فرض ، ويفـرض كل يـوم، على سكــان هـذا الكــوكب، أن يتعاملــوا مع بعضهـم يوميـا، بل لحظيــا فى كثيــر من النطاقــات.. ولقـد شــم بعض السيــاسيين والإجتماعيين بـدء تكوين هـذا المجتمــع الجـديــد، فأسمــوه العـولمــة، ولكن ما زال فهمهــم لـه ولمتطلباتــه قاصــرا وبعيــدا.. ولكى يتعامل ويتفاعل ويعيش الأفــراد فى هـذا المجتمــع الجــديد، يجب أن يكون هناك نظــاما إجتماعيــا جـديــدا.. متطــورا على كل النظــم الإجتماعيــة الحــاضــرة.. وهـو حتمى الكينـونــة. والنظــام العالمـى الجـديــد، سيكــون شــاملا وجـامعـا لكل الثقافــات الحاليـة، وثقافــات جميـع المجتمعـات الحـاضــرة، بما فيهـا المجتمعــات الإســلاميــة، سـتكــون مركبات هـذا النظــام الجــديـد (plug-ins)، وكل ثقافـة لا تملك "عـراوى" (handles) لتركب فى النظام الجــديــد، ستعـزل نفسهــا حتى تنقــرض,, فهـذه سنــة الله فى خلقــه، ولن تجــد لسنــة الله تبـديلا. وعلى المسلمين اليــوم أن ينتبهــوا إلى هــذه الحقيقـة، وأن يجـددوا دينهـم، فهــم مرشحــون لقيـادة البشـــريـة فى طــورهـا الجـديــد، فإن فى القــرأن، هــذا الكتاب المعجــزة، ما يجعل منهــم منارات هـدى ورســل أخلاق، مما تفقــده المجتمعــات قاطبـة اليــوم.. وتطويــر التشــريـع الإســلامى هــو بـدايـة هـذا المشــوار..
يتبــع...
|
|
|
|
|
|