زيارة الإمام لدارفور لا تنفصل عن ما يجرى ويدور فى دهاليز السياسة السودانية ، والإقليم . و حتى تلبية حمدوك لدعوة الحلو وزيارته لكاودا ، و مقابلة البرهان لرئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو ، و الخلافات التى تمور داخل أروقة مكونات (قحت) و ما يتسرب من أخبار لخلاف بين حمدوك و (قحت) و المماطلة فى تنفيذ مطالب الثورة والثوار و التحولات فى المواقف التى بدأت ترشح من بعض مكونات الثوار و (قحت) حول الجنجويد (الدعم السريع ) و تفكيك دولة التمكين ، وإصلاح الأجهزة الأمنية ، استرداد أموال الشعب المنهوبة و القائمة تطول إلى الغزل القانونى الناعم مع رموز الانقاذ ، و عملية والاحلال (تكميلا) لسياسة التمكين التى لاتخفى على أحد من قبل أحزاب قحت ، وتأخير تعين الولاء المدنيين وتاجل وربما العدول عن المجلس التشريعي حتى أخيرا مقابلة حمدوك لبعض رموز الانقاذ ، ما هى إلا عناوين لموضوع واحد هو مشارفة الانتهاء من تدشين دولة التمكين الأخيرة من سلسلة برنامج اكمال أسس و قواعد الدولة العروبية الإسلامية فى السودان .وكانت أبرز بنود هذا البرنامج زيارة الإمام لدارفور ، و كان المهدى يعرف بأنه غير مرغوب فية ،لكن هدف الزيارة معد على ضوء ذلك ، و هو اسدال الستار على قضية السودان فى دارفور ،باشهار الإمام لتحالفه مع الجنجويد و المستوطنين الجدد وبعض القبائل العربية و شرعنة التحالف العربى تحت رعايته ، و فرض سياسة الأمر الواقع على الأرض بعد أن تم السيطرة واحتلال كل أراضى دارفور حتى جبل مرة. و طرح البديل بتوطين النازحين فى أطراف المدن و كل هذا بعلم ومشاركة و مباركة النخب والصفوة النيلية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بدعم ومؤازة السعودية ودول الخليج العربى. و لعزل نشطاء ومثقفي دارفور وشل قدرتهم على التحرك كما كان أيام بداية أزمة دارفور فى كل أنحاء العالم تم اختيار توقيع صفقة التطبيع مع دولة إسرائيل و بذلك يكونوا قد غيروا مواقف كل الكتل والمجموعات الغربية والأمريكية التى كانت تناصر اهل دارفور وقضيتهم بضغط من اللوبى اليهودى والصهيونى فى العالم ، تحت ذريعة أن الدولة العروبية الإسلامية السودانية ، طبعت علاقاتها مع دولة إسرائيل ،و هو مكسب استراتيجى لها ، وتحيد الدول الإفريقية ذات العلاقات اللصيقة مع أمريكا وإسرائيل ،بما فيها دولة جنوب السودان و يوغندا عن موقفهم الداعم لقضية دارفور وشعوبها .و وضع الحلو فى موقف لا يحسد عليه ،أما المساومة أو الحرب و التى سيكون هو الخاسر فيها بحكم قطع محور دعمه الأفريقى والدولى. لقد عمل الصادق أثناء قيادته لتحالف نداء السودان (قطار الهبوط الناعم ) على إغراء واسدراج بعض حركات الكفاح المسلح تحت ما سمي بالجبهة الثورية ولعب بهم سياسة بدون وعى الكثير منهم و عندما اوصلوه هدفه كعادته تنكر لهم و تركهم لتلاميذه فى قحت يشرقوا بهم يوما ويوما يغربوا بهم يوم آخر ، في حاله من الاهاء العبثى واشغالهم عن ما يدور فيما وراء الكواليس فى الخرطوم وغيرها ، بل إن بعض ضعاف النفوس تم شراء ذممهم سواء كان من زعيم الجنجويد وكيل دولة الإمارات العربية او من قبل عرب الخليج مباشرة.و ذج بهم في قضايا هامشية و منبر تفاوض لا احد يعترف به إلا راعيه زعيم الجنجويد حميدتي وهو كذلك اشغل فى هذا الملف لشئين اولهما تفادي وجوده فى الخرطوم و حب استطلاعه ، والإهانة الحركات السلحة وتدمير معنوياتها وكسر عينها ،فإنها تفاوض من فعل بها و حاضنتها الاجتماعية مالم يفعله( النجار فى الخشب ). و فى متاهة وغياب حركات دارفور وبعد سقوط رأس النظام تم جس نبض قوى الكفاح المسلح فى دارفور و جنوب كردفان ،و فى جنوب كردفان خاب ظنهم وتاكدوا ان لا فرصة سانحة لهم القضاء على الحلو حاليا ،أما فى دارفور قد تم جس النبض فى مواقع عده واتضح لهم ان الوضع مهئ وسانح لاغتنام الفرصة الذهبية و هذا هو زمانها . فاعطى الإمام الضوء الأخضر ليقوم بزيارته والتى يعرف نتائجها قبل حدوثها ومعده لتكون نتائجها كما توقعوها و هم يعلمون بما فيهم الإمام انه سوف يرفض من قبل القبائل الإفريقية التى تضررت منه وكثيرا ومن مواقفه من الصراع الداير بها ، و متأكدين انه سوف يستقبل من قبل الجنجويد و المستوطنين الجدد ،و تجبر بعض القبائل العربية لاستقابله لعوامل كثيرة ، و هكذا تاتى الزيارة اوكلها وتنجز أهدافها المعده لها سلفا ، و تأجيج نار الفتنة والانقسام بين المكونات الدارفورية . هذه هى شرارة الحريق الشامل ،اشعلها وفعلها الإمام الصادق المهدى ،على سبق من الاصرار والترصد .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد صالح رزق الله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست