فرقعات الأهـــــواء لا تطـــابــــق طيــــبة القلـــــوب !!
هم الإخوة الأعزاء أبناء السودان ,, يتعارفون ويتعاملون مع بعضهم البعض بمنتهى المودة والإخاء .. ولا يشذ عن تلك القاعدة أبناء جهة من الجهات .. وتلك العشرة السمحة هي سمة أساسية تميز أبناء السودان .. والكل يجتهد دائماُ ليقول للآخر : ( أنا سوداني ) .. وتلك عشرة فاضلة تجمع كافة الأجناس في بوتقة الوفاق والاتفاق .. حيث الجيرة التي تجمع ،، وحيث الأحياء والأعمال والمرافق والمكاتب التي تجمع .. وحيث المناسبات والتجمعات التي تجمع ،، وخاصة مناسبات الأفراح والأتراح .. وكذلك تلك اللقاءات في دور العبادة والمساجد .. ثم التعاملات في الأسواق والمتاجر .. وهنالك تعارف أعمق حين يتعلق الأمر بالرفقة والزمالة في أيام الدراسة .. أو الرفقة والزمالة في مزاولة المهنة .. أو الرفقة والزمالة في العسكرية .. وحتى أن مجرد اللقاءات اليومية بين الأجناس المتنوعة في المركبات العامة وفي المواصلات قد يخلق ذلك النوع من التعارف العميق بين الأجناس والأطراف لدرجة الصداقة العميقة .. والسوداني بعادة الطيبة الموروثة في سجيته يتعامل مع أخيه السوداني عندما يلتقي به لأول مرة وكأنه يعرفه منذ سنوات طويلة .. ومن النكهات الطيبة الخاصة بأبناء السودان أن الجميع يتحاورون مع بعضهم البعض بتلك اللهجات العربية الغير مقيدة بشروط أهلها .. حيث لا تشترط قواعد اللغة عند اللقاءات والحوارات .. وحين يلتقي أبناء السودان مع بعضهم البعض يتحدثون ويتحاورون يتلك اللغة العربية التي تجاري الألسن .. فهنالك أجناس تتحدث وتتحاور باللغة العربية السليمة وهنالك أجناس أخرى من الشمال والشرق والغرب والجنوب تتحدث وتتحاور عند التجمعات بتلك اللغة العربية التي فيها الكثير والكثير من التشويهات .. وذلك بفعل الألسن التي تعتاد لهجاتها المحلية .. ورغم ذلك فإن أحداُ لا يعيب إطلاقاُ لهجة ولغة الآخر .. ولا يرى إطلاقاُ أي لون من ألوان الغرابة حين تلحن تلك الألسن .. ويكفي فقط أن يقول الجميع ما يريدون قوله !.. وبالتالي يكفي فقط أن يتواصلوا ويتفاهموا مع بعضهم البعض ثم يضحكوا !!.. فيا لها من أمة بمنتهى الطيبة والروعة في السجية والصفات !.. فهي تلك الأمة التي تجاري الحياة بحدة الشمس حرقة ُ.. وفي نفس الوقت تجاري الحياة بروعة القمر إضاءةُ .. وتلك المجتمعات السودانية دائماُ تمثل قمة الأمثال عند المروءة .. ولا يجد الاحترام والتقدير إطلاقاُ ذلك السوداني الذي لا يلتقي مع الآخرين في السراء والضراء .. وفي عرف أبناء السودان فإن المرء الذي لا يجاري الآخرين في المجتمعات فهو ممقوت من الآخرين بالفطرة .. ويتصف بذلك المستبد الصلف المتكبر المكروه !!,, وبالمحصل فإن كل من يلامس تلك السماحة في تعاملات أبناء السودان البينية ويعايش تلك المناسك الرقيقة يقول في نفسه : ( أنا أتواجد بين الملائكة ) .. ومن يجاري تلك المراسيم التي تعني قمة التعاضد والتعاون والوقفة الرجولية والشهامة يقول في نفسه : ( الكل في السودان هم إخوة أشقاء من أب واحد وأم واحدة !! ) .
تلك هي الصورة الحقيقية التي تقول عن الشعب السوداني في واقع الأحوال .. ولكن هنالك جهات مجهولة وجهات أخرى ( معروفة ) لا تريدها بذلك المنوال !.. وهي تلك الجهات التي تحمل المعول لتهدم كل قلاع الوفاق والإخاء !.. تحمل في صدورها الكثير من الغل والأحقاد .. كما تحمل في نفوسها تلك الأفكار الخبيثة .. والأزمان قد أتاحت لتلك الجهات أن تمتطي المنابر في غفلة أهل السودان الطيبين وتملآ الأرض حروباُ .. ورغم كل ذلك فإن تلك الجهات مهما تعمل وتجتهد لتخلق الشتات والتمزيق بين الأبناء الأشقاء لا ينجحون إطلاقاُ في تلك المساعي الخبيثة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة