بسم الله الرحمن الرحيم زورق الحقيقة أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم
ترهل قوى الحرية والتغيير: هل ينجز حمدوك التغيير ويكون قائد ام سوف يكون مجرد موظف أممي؟
السودان يمر بمخاض يحتاج لسبر غوره والتفكير في حلول مبدعة واقعية وتفكير خارج الصندوق وخارج المألوف التقليدي. فعندما تدخل أيحي من احياء العاصمة تجد شواهق العمارات تحت البناء والسيارات تملأ الشوارع وكذلك الفقر في الوجوه وفي أطراف العاصمة والولاياتكاغرب مفارقة اجتماعية اقتصادية. والحديث عن الحكومة الانتقالية يملأ المجالس فالناس سعداء بالحرية السياسية ولكنهم غير سعداء بالاقتصاد وباداء الحكومة فكأنهم لايسمعون، و قد غرقوا في الفوضى الدواوينية غير الخلاقة وبلعتهم الملفات الكبيرة وهزمهم حجم الفساد والإفساد وباتوا لا يعرفون ماذا همفاعلون والتخبط هو سيد الساحة في كل شيء من التعيينات للسياسات فيتعاملون كموظفين أمميين وكأن روح الثورة لم تمسسهم. البطء هو سيد الموقف وفي كل شيء، حياة الناس لم تتغير كثيرا فالخدمة المدنية ما زالت هي والقضاء والبوليس وحميدتي والكيزانيسيطرون على كل شيء ولا يسيطرون على شيء. تراهم في السوق وفارهات السيارات والمطاعم كمافيا تسيطر على الدولار والسوق وعلىكل شيء بدون ان يعرفهم احد او يمسك بهم احد. فحكومتنا الرشيدة في مرحلة الحبي والتعلم يحرسون "الميس" في لعبة غمضت لبدت كمافعل سوار الذهب إبان الفترة الانتقالية منتصف الثمانينات مما اورثنا ديمقراطية ضعيفة سقطت على عجل تحت اقدام الجيش الحزبيالمسيس فهل يعيد التاريخ نفسه. الساحة السياسية تتشكل وهي حبلى، الدول الخارجية تلعب كروتها والكل يحشر انفه والوضع خطير جدا إذا لم نتحرك بسرعة، فمحور قطرتركيا يحاول ان يجمع ما تبقى من "الأخوان" والأمارات والسعودية يعملون في تنصيب حفتر سوداني موالي لهم ومصر تحاول ان تجدسيسي سوداني وتحاول ان تعيد التاريخ والشيوعيين ضد الكل ومع الكل في نفس الوقت وحزب الامة غارق في ازماته و منتشي بطوافقيادته والاتحاديين جناح الميرغني يحاولون نفض غبار البشير من حزبهم باتفاقات عبر مصر والجنوب وحمدوك يقدل كطاووس تعجبكخيلائه ولا شيء يحاول ارضاء الكل ويتصرف كموظف اممي يقتله البروتوكول والناس جوعى. فماذا نحن فاعلون؟ الخطط تبدو طوباوية تحاول تغيير الحقيقة بدلا من التعامل مع الحقيقة، فالأزمة مركبة فلو اعتمدت الحكومة البساطة وحددت ملفات وقضايابعينها والتركيز عليها بمدة زمنية وبمعايير لمقاس الاداء فمن ينحح يستمر ومن يفشل يتم تغييره ولا تقديس للاشخاص بل للانجاز وتحقيقاهداف الثورة. فعلى قحت وحمدوك تحديد ذلك مثلا: تصفية دولة الكيزان لصالح دولة الوطن على ان يكون هناك قانون واضح يحدد معايير ذلك، فكل من اشترك وساند الانقلاب وكل منانتفع بمال بترخيص او بارض او باعفاء جمركي يجب الملاحقة الفورية وتشكيل نيابة خاصة. اعادة هيكلة اجهزة الدولة كلها من خدمة مدنية لجيش للأمن على ان يكون على رأس الجهاز مدني مقتدر يفهم في الامن القوميواداري. الاقتصاد فالناس لا يهتمون بالوعود يريدون ان يروا وان يحسوا ذلك في الاسواق، فالتحرك بطيء والحكومة هزمها الدولار والتضخموالذهب. الفساد والمحاكمات. ملف السلام و هكذا فالحكومة هزمتها الملفات الكبيرة ويعملون بكادر بسيط ويعتمدون على الدولة العميقة في تسيير شئون الدولة لذلك وقف حمار شيخهمفي العقبة، فبدلا من الايتاء بكادر مقتدر وبقيادات واداريين وان تحدد الحكومة مهامها وملفاتها وكل وزير بدوره يفعل ذلك ويتم تفويض هؤلاءالإداريين على المستويات المختلفة وان يكون رئيس الوزراء قائد لا موظف وايضا الوزراء وان يطلبوا تقدم يومي في هذه الملفات وعليهم تحديدالموجهات، فمثلا وزارة المالية وهكذا كل الوزارات: تحدد الملفات المهمة وتكليف إداريين مقتدرين بمجالس إدارة او لجان وزارية تتحرك بسرعة وان يكون الوزير قائد واداري سياسي لا أن يعملكل شيء بنفسه مثلا: اعادة هيكلة الوزارة العملة والتضخم الذهب الوارد والصادر الإنتاج ودعمه البنوك الحكومية وبنك السودان والبورصات وهكذا فلو درست تجربة اي قائد ناجح او مدير تنفيذي فعملهم في رسم الاستراتيجيات وتحديد الاهداف ومن ثم تفويض اداريين آخرينيعملون معهم وقياس التقدم بشكل دقيق ويكون الفاشل والفشل واضح. فهذه ام المشاكل في تصوري اي غياب الرؤية الواضحة وعدم كفاءةالكادر الإداري. فهذه مشكلة الحكومة وجهازها الإداري اي يعملون بشكل طوباوي Utopian ويتوقعون تحقيق اهداف الثورة. على قوى الحرية والتغيير كحاضنة سياسية التحرك بسرعة وان يملأوا الفراغ، والفراغ يملأه الهواء او سوف تتحرك جهات خارجية كثيرةبتحالفات داخلية وتقويض الثورة واهدافها وعندها لا تتفع الملاومة. فما اسقط النظام الديمقراطي السابق غير هذه المحاججات والصراععلى مشط ونحن لا نملك شعر. فعليهم بهيكلة قوى الحرية والتغيير بشكل اكثر فاعلية للحركة بسرعة ومساعدة الحكومة نصحا وتوجيها وترشيحا وان تحدد المهام للحكومةوان يكون عندها كل التفويض وان يكون حمدوك مساءل وفقا لهذه الأهداف وتحقيق أهداف الثورة بدون اعذار فمن يحاسب حمدوكوالحكومة؟ فعلي قوى الحرية والتغيير مراجعة اداء الحكومة وتحديد مواقع الضعف سواء في الأشخاص أو السياسات وتغيير كل من يقففي سبيل ذلك فالثورة اكبر من الأشخاص. فلا يعقل حتى الآن لم يصل التغيير للولايات بتعيين الولاة او بتعيين نواب البرلمان فهذه بمثابةالفضيحة لقوى الحرية والتغيير، تحركوا وانجزوا، فهذا أو الطوفان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة