في العهد الذهبي لمشروع الجزيرة قبل أن يفتئتْ عليه العنابسة، كانت جمعية ألبان الجزيرة واحدة من أيقونات الإنتاج الحيواني والزراعي في الجزيرة بل وفي كل السودانK فمشروع الجزيرة لم يكن فقط مزرعة ضخمة لإنتاج القطن لمصانع لانكشير كما يسوق له (المتجبهجون) الذين أغتالوه مع سبق الإصرار والترصد، بل كان المشروع يضم منظومة متكاملة وصارمة ليس فقط في الهندسة الزراعية و الإرشاد الزراعي و المحالج وقوانين وتراتبية الخدمة المدنية وأنظمة الري و السكة حديد و العون الذاتي والخدمات الإجتماعية وجمعيات الإنتاج الحيواني والألبان والدورة الزراعية ومزارع إنتاج الدواجن وتحسين سلالاتها اللقهورن والهاي سيكس.. منظومة ضخمة في مشروع الجزيرة انهارت ولن ننلوم العنابسة وحدهم الذين لن يكفينا أن نرى محاكماتهم ميدانياً على أطراف (التقانت والشلابي) جراء جريمتهم في تدمير هذه الثروات القومية الكبيرة في بلد زراعي في المقام الأول ولكننا نحمل المسئولية كذلك لإنسان الجزيرة الذي صمت والمشروع يتسرب وإتحاد المزارعين ذو الواجهة الزجاجية بكامل عضويته لم ينبس ببنت شفة ووقف متفرجاً وربما مباركاً لبيع المشروع في كارتيل الفساد المزمن.
نشأت جمعية ألبان الجزيرة بمنحة إيرلندية، فتأمل بالله عليك مدى علاقات السودان في سالف العصر والأوان التي كان يأتيها الدعم الباذخ يجرجر أذياله من أوروبا وليس مثلما هو الحال تقف حكومتنا مثل الأيتام في مأدبة اللئام.
المهم.. نشأت الجمعية في مكانها المعلوم حالياً والذي صار أثراً بعد عين، وكانت تنتج اللبن المبستر قبل أن يعرف السوق ألبان كابو وسابو وبابو ، وكان يمكن لهذه الجمعية أن تتطور بفعل الميزات النسبية المتوافرة وعوامل الإنتاج المتيسرة في المساحات الزراعية الكبيرة وسخاء الأرض وجودة البيئة لتربية الحيوان، كان يمكن أن تتطور رأسياً وأفقياً مثلما تطورت شركة المراعي السعودية من شركة صغيرة إلى شركة ضخمة عابرة للحدود.
كان لجمعية ألبان الجزيرة عدد من اللواري تجوب قرى الجزيرة لجمع الألبان، وكان لكل قرية مركز واحد تتجمع فيه الألبان في الصباح الباكر ويتم تسجيل الكميات بواسطة مندوب الجمعية في كروت متابعة ثم يتم صرف الاستحاقاقات بمقر الجمعية في بركات وبعض المزارعين يستلم أمواله نقداً وبعضهم يستلم أمواله ومعها الأعلاف المحسنة وفق رغبته حيث لا تأخير في الدفع ولا تسويف ولا أوانطة، كان النظام محكماً في المصنع يسير بسلاسة مشهورة عن المشروع ومؤسساته عبر السنين، وكانت الأسواق تغرق يومياً بمنتجات المصنع من اللبن المبستر في عبوات انيقة وينتج المصنع بالإضافة لذلك الأجبان البلدية وجبنة الموزاريللا قبل أن (نتفلهم) كما قال أحد العنابسة ونأكل البيتزا والهوت دوغ، فبالله عليكم أي ثروة أضاعوها على رؤوس الأشهاد تستحق محاكمتهم وقرائن الاحوال ماثلة في حجم التدهور من بركات إلى كرتوب في أقاصي المشروع غرباً.
عشرات المقالات كتبناها عن مشروع الجزيرة وكنا نتوقع فتح الملفات المخزية التي قادت المشروع للهاوية مع بواكير حكومة حمدوك، ووضع معالجات ظرفية وعاجلة لاستنقاذ الموقف وإعادة النظر في بعض أقول بعض الأمور في صيغة التمويل والدورة الزراعية ومركزية المشروع وليس تفتيته إلى جمعيات صغيرة (ترعة وترعتين) لا تسمن ولا تغني من جوع كما هو الحال الآن.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد قسم الله محمد إبراهيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست