عرض كتاب الحياة بين الإسلام والحضارة الغربية للأستاﺫ الحلقة الثامنة عشر (الأخيرة) بقلم خالد الحاج

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 04:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-23-2020, 01:50 PM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 167

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عرض كتاب الحياة بين الإسلام والحضارة الغربية للأستاﺫ الحلقة الثامنة عشر (الأخيرة) بقلم خالد الحاج

    12:50 PM January, 23 2020

    سودانيز اون لاين
    خالد الحاج عبدالمحمود-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    عرض كتاب الحياة بين الإسلام والحضارة الغربية للأستاﺫ / خالد الحاج عبدالمحمود
    بسم الله الرحمن الرحيم
    "أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"
    الحلقة الثامنة عشر (الأخيرة)
    الجزء الثاني
    الحياة في الإسلام
    خاتمة
    لقد وصلت الحضارة الغربية إلى نهاية تطورها المادي الصرف، وهذا لا يعني أنها لن تتطور في المجال المادي، وإنما يعني أنها مهما تطورت في المجال المادي وحده، فلن يكون فيها شئٌ جديد، ولا بد لها لكي تواصل مسيرتها، من مزاوجة المادة بالروح.. والتطور المادي أصبح مغلقاً، السير فيه وحده، هو دوران في دائرة مفرغة، لن تؤدي إلى شئ جديد.. لقد حقق التطور المادي ما هو موكل به، وهو إخصاب الحياة مادياً، وإعطاء أكبر تصور ممكن لآيات الآفاق.. وهذا تم بصورة ليس لها نظير في التاريخ.. ولكنه تم على حساب الجانب الأهم، جانب الروح والقيم.. وكذلك أصبحت الحضارة ذات بعد واحد، كما أصبح إنسان الحضارة كذلك، ذو بعد واحد.. وبذلك أصبحت الحضارة مغلقة، وطريقها طريق مسدود، أمام تحقيق إنسانية الإنسان، وأمام كمالات الحياة.. لقد أفلست الحضارة الغربية، وإفلاسها يرجع إلى قصور أساسي فيها، لا تستطيع أن تتخطاه، وهذا القصور الذي أدى إلى إفلاس الحضارة الغربية، هو انعدام المذهبية التي تملك القدرة على التوفيق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة.. ولا بد للحضارة أن تسير، وهي من المستحيل لها أن تتوقف.
    وفي ظل مجتمع الوفرة، القائم الآن، العدالة غائبة تماماً!! فالفرد الواحد، قد يملك أكثر مما يملكه ملايين البشر.. وفي ظل الوفرة، لا يزال العديد من الناس يموتون جوعاً!! الحياة في ظل الحضارة الغربية، قدمت رجل المادة، وارتكزت عليها، ومن المستحيل أن تسير برجل واحدة، فلا بد من تقديم رجل الروح، حتى تواصل الحضارة مسيرتها.. بل لا بد من وضع رجل الروح أمام رجل المادة.. إما هذا، أو التعاسة، وربما الفناء!!
    لما كان الإنسان غاية الوجود الحادث كله، فإن حياة الإنسان أيضاً هي الغاية، وأي حياة سواها هي وسيلة إليها.. فمن أجل الإنسان، ومن أجل حياة الإنسان، لا بد من الخروج من طريق العلمانية المسدود إلى الطريق (العلمي).. طريق العلمانية، في نهاية المطاف، قاد الإنسانية إلى التيه، ولا بد من (موسى) للخروج من هذا التيه.. الإنسان اليوم، بلا خريطة صحيحة، تهدي مسيرته في الوجود، ولا بوصلة تحدد له إتجاه السير، ولا هادي، يهدي مسيرته في شعاب ظلمات الوجود.. ولا بد له من كل أولئك: لا بد له من الخريطة الصحيحة للوجود، ولا بد من البوصلة، ولا بد من الهادي، الحادي، الذي يعرف الطريق، ليقود مسيرة البشرية، نحو إنسانيتها.. ومن أجل ذلك نكتب ما نكتب!!
    أعتقد أنه من متن الكتاب، أصبح هنالك تمييز واضح، بين مستويين من الحياة: الحياة الدنيا، التي تقوم عليها الحضارة الغربية، ولا تملك أن تتعداها.. والحياة العليا، حياة الإنسان، التي يقوم عليها الإسلام.. الحياة الدنيا ليست حياة، ولذلك الدين ينفر عنها ويدعو إلى تجاوزها، وصولاً إلى الحياة العليا، التي هي وحدها الحياة، وكل الحيوات دونها هي وسيلة إليها.. الحياة العليا، هي الحياة في الله، وبالله.. والله تعالى هو مصدر الحياة الوحيد.. وحياته تعالى، هي الحياة الوحيدة، التي لا حياة غيرها.. هذا هو أصل الحياة ومصدرها، وكل حياة، إنما تأخذ مددها من هذه الحياة.. وإنما يكون المدد بحسب استعداد المحل عند المتلقي.. والعمل الديني كله، في عباداته ومعاملاته، إنما هو عمل عند صاحبه، يعد به مواعينه، لتلقي الحياة من مصدرها، وذلك بإقامة الصلة بالله، ومعرفته، والقرب منه، والحضور معه.. فالبعد موت، والقرب حياة ـ بعث من الموت.. يقول تعالى: "أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ، وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ، كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ، لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا؟؟ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ".. (أو من كان ميتاً) يعني بالجهل بالله.. (فأحييناه) بالعلم بالله.. موت القلوب هو الموت الأعظم.. وبعث موت القلوب هو البعث الأعظم.. وعلى هذا، الناس اليوم في ظل الحضارة الغربية، أموات الموت الأعظم ـ موت القلوب!! يقول تعالى عن الكافرين: "وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ* أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء، وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ".. هم أموات، لأنهم يدعون غير الحي، ويتقربون إليه بعبادته، وتقربهم هذا، لا يعطيهم حياة، وإنما الذي يعطي الحياة هو القرب من الله وحده.
    نحن في كتابنا هذا عن الحياة، ليس همنا الأساسي هو نقد الحياة الغربية، من أجل النقد.. وإنما همنا الدعوة إلى الحياة، ببيان السبيل، لبعث موتى القلوب، فما من الحياة بد!! وهذه الدعوة، داعيها وهاديها، الله ورسوله "اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ".. وهي دعوة، أظل وقتها، ووجبت!! فمن استجاب فقد استجاب، ومن لم يستجب، لا بد له أن يستجيب: "إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ".. هذا هو بعث ساعة التعمير "فأما ساعة التعمير فهي لحظة مجيء المسيح ليرد الأشياء إلى ربها، حساً ومعنى، وليملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً.. ويومئذ يظهر الإسلام على جميع الأديان.. ويتحقق موعود الله: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ، بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ.. وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا).. ويتأذن الله بالتطبيق، كما تأذن بالإنزال.. وذلك فيما يتعلق بقوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..) وهذه هي ساعة التجلي الكمالي".
    قلنا، ونكرر، إن حاجة البشرية اليوم إلى الهداية، وعلى الهداية تقوم الحياة - حياة الإنسان.. وبها تحقيق إنسانية الإنسان.. والهداية المعنية هي "الهداية إلى المعرفة الصحيحة لطبيعة الوجود والطبيعة البشرية.. والهداية إلى معرفة معنى الحياة، والغاية النهائية الصحيحة للحياة الإنسانية.. ثم الهداية إلى الوسائل الصحاح، إلى تحقيق هذه الغاية الصحيحة.. تلك الوسائل التي تقود إليها، وعلى رأس هذه الوسائل، المنهاج الصحيح، المرتبط بالفهم الصحيح لطبيعة الوجود، والطبيعة البشرية..".. وكل هذا يتوفر عليه الإسلام، في مستوى أصوله، تلك التي كانت عليها حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتوفر عليها غير الإسلام، كما لا يتوفر عليها الإسلام في غير هذا المستوى.. لا يتوفر عليها الإسلام في مستوى الفروع، التي قامت عليها الشريعة للأمة المؤمنة في القرن السابع الميلادي.. ونحن عندما نتحدث عن الحياة، بالصورة التي تحدثنا بها، لا يعنينا نقد الحضارة الغربية، إلا في معنى الحديث عن الواقع الذي نخاطبه.. وإلا، فإن ما يعنينا في الأساس، هو الدعوة للحياة، والبشارة بها.. وهي بشارة دينية قد أظل وقتها، ووجبت، فهي لا بد كائنة في حينها، وقد حان حينها فما منها بد!! ومن يرد الحياة، عليه ان يبدأ الآن، ثم يتسامى في مراقي الحياة ، وينتظر فضل الله، أن يدخل به مداخل الحياة الإنسانية.
    لقد أقامت الحضارة الغربية، حضارة كوكبية على مستوى الأرض كلها، وهذا أمر يحدث لأول مرة في التاريخ.. فهذه الحضارة هي قمة وتتويج لجميع الحضارات السابقة.. والآن، هذه الحضارة وصلت إلى نهاية تطورها المادي، وأدت وظيفتها على أكمل صورة، فلا بد لها من أن تذهب، ويجيء البديل الأقدر على حل مشكلات الإنسان المعاصر، وتلبية أشواقه..
    عن ذهاب الحضارة يقول الله تعالى: "إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء، فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ، مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ، وَالأَنْعَامُ.. حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا، وَازَّيَّنَتْ، وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ، أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً، أَوْ نَهَارًا، فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا، كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ، كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".. والآن قد أخذت الأرض زخرفها، وأزينت، وظن أهل الأرض أنهم قادرون عليها، من أنفسهم.. وبذلك اكتملت الأسباب التي عليها يجيء أمر الله.. فعلى المنتظرين أن ينتظروا مقدمه ـ مقدم النبأ العظيم.. أما الغافلون فليس لهم إلا الصيحة تأخذهم وهم يخِصموُن.. فالأمر لا بد كائن، وسيذهب زبد الدنيا جفاءً، ويذهب ما كان لها من مكانة وعز زائف، وتأخذ موقعها كوسيلة، لا تتعداها، وستصبح ماديتها، وكأن لم تغن بالأمس، فيذهب عنها بريقها الزائف، وتصبح السجدة خير من الدنيا وما فيها.
    يقول الأستاذ محمود، عن حتمية الدين: "والذي أراه أن البشرية اليوم مواجهة بتحدٍ يدفعها دفعاً لا تملك عليه إباء، ولا امتناعاً، يدفعها إلى أحضان الله، بصورة لم يسبق لها مثيل.. ولست أرتاب، ولا للحظة واحدة، أن البشرية ستلجأ إلى الدين، طوعاً أو كرهاً، ومما لا شك فيه عندي أن كل محاولات المفكرين لتجنب المصير الذي يرونه مظلماً إنما هي مظهر آية تطلب تحقيقها، تلك الآية هي قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ).. ولا تكون ملاقاة الله بقطع المسافات، وإنما هي "بالعلم".. هذا هو عصر "العلم" ولكنه عصر ضائع حين ظن أهله، أن العلم المادي التجريبي هو "العلم"..".
    أود أن أهدي لكل فرد، من افراد البشرية، نسخة من كتاب (طريق محمد) صلي الله عليه وسلم.. وأخرى من كتاب (تعلموا كيف تصلون) للأستاذ محمود محمد طه.. وهما كتاب واحد!! وبهذه الهدية، أكون قد قدمت لكل فرد بشري طريق "الحياة".. الحياة الحرة الكريمة الخالدة.. ورغم انني عاجز، عن أن أقدم هديتي هذه لكل فرد بشري، الا أن العزاء – كل العزاء، في أن الهدية واصلة، لا محالة، في وقت ما قريب، ان شاء الله الي كل الذين احب أن تصل اليهم.. فما من الله بد!!.

    12/يناير/2020م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de