الإقتصاد محتاج ان تسير الثورة وفق اولوياتها المنطقية..
اولاً ..تصفية دولة الكيزان و كل المؤسسات التي تنخر في جسد الإقتصاد بيد من حديد وبلا تهاون..
أبدأ بقصة:
قابلت كوز مدير تنفيذي لإحدى هيئات التمكين التابعة للجيش، في السوق العربي سنة 1999 تربطني به علاقة إجتماعية، اخذني إلي طريق جانبي حيث العربة الفارهة..
قال لي : "الحمد لله اني لقيتك كنت بفتش عليك، وسمعت إنك نزلت من الجيش، اركب عندي مشوار صغيّر وح اتكلم معاك في موضوع"
ركبت معه إذا به إقترب من برج البركة، ودنى شاب بجلابية وطاقية، سلمه كيس جيلاني محشو بالعملة السودانية، وإستلم منه لفافة صغيرة من ورق الجرائد اعتقد انها عملات اجنبية..
ثم ذهب بي إلي مكتب فخيم، كل الذين بداخله حفاة، يتركون احذيتهم في صالة عند مدخل المؤسسة، ثم قال: " حسب وجودك في السوق العربي لو وقع في إيدك او بتعرف ايّ زول عندو دولارات بنشتريها بأسعار كويسة، والآن محتاجين ل 16 عربية لاندكروزر بدون ورق لو ممكن تساعدنا وتاخد مصلحتك قروشنا كاش"
قلت له والله ما عندي خبرة في الإثنين، لا دولارات، ولا عربات بدون ورق..طبعاً اول محطة لأيّ ضابط ينزل المعاش هي دلالة العربات في المرديان، والصحافة، وفعلاً كان وقتها تجارة العربات القادمة بالتهريب وبدون ورق رائجة..
إعتذرت له وخرجت لحال سبيلي..
هذه المؤسسات حتى الآن تعمل بكامل طاقتها و بإمكانيات الدولة..
إزالة دولة التمكين لا محتاجة لجان ولا سن قوانين ولا قومة وقعدة، فقط تحتاج لقرارات ثورية، ستجد الدعم، والشرعية من كل قطاعات الشعب صاحب القرار، والمصلحة..
عايزين الإقتصاد ينصلح حاله بهذه الطبطبة يبقى إنتو وهمانين..
من تصدروا الموقف ظنوا ان قطار الثورة والتغيير يجب ان يتوقف عند محطة طموحهم الضيق واشواقهم المريضة للسلطة..
ينط واحد إنهزامي يقول ليك خايفين من الإنزلاق نحو الهاوية، والحروب الاهلية..
ح انط واقول ليهو نحن نطينا في الهاوية من زماااااان، ودخلنا في حروب اهلية صنفتنا الاسوأ في القرن الحادي والعشرين، بموجبها دخلنا في قطيعة وعقوبات دولية، وتصنيف تحت قائمة الدول الراعية للإرهاب، والدولار تجاوز المئة..
إنتو وهمانين عشان الحرب ما دخلت بيوتكم ولا قراكم، ولا يزال اهلكم بخير.
أسألوا اسر ضحايا الإبادة الجماعية، والحروب الاهلية، ثم إذهبوا إلي معسكرات اللجوء، والنزوح ليحدثوكم ما معنى الحروب التي لم تبدأ بعد في ظنكم المريض..
نطة ثانية.. اسأل نفسك لو كنت مؤمن بالثورة والتغيير كم عدد الكيزان+مليشياتهم الوهمية قُصاد 40 مليون توحدوا في السادس من ابريل..
لا اقول فشلت الثورة، بل اقول اخرتُم علينا زمن الوصول، واطلتم علينا المسافة، فالثورة متقدة في الصدور..
الخوف والتلكؤ، والتردد، لا تجتمع مع مبادئ الثورة..
السلطة والاغراض الضيقة، وحدها تدعوا للخوف والتلكؤ والتردد..
اخيراً لبائعي الوهم، لا ثورة حققتم اهدافها، ولا سلطة ابقيتم، او ستبقى..
في الغد القريب سنجد حيارى عطالى كما ارانا المولي عزّ وجلّ عظمة قدرته، وشرد الكيزان هائمين علي وجوههم في المطارات والمقاهي بعد ان طغوا وتكبرو..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة