لو لا لطف الله بالشعب السوداني لتحول بلادنا إلي ليبيا ، ولأندلع صراع بين معسكرين سودانيين مدعوم من محورين إقليمين وحرب ضروس تقسم اوصال الوطن الممزق . لقد تم التخطيط للإنقلاب على السلطة الجديدة منذ مايو الماضي بأن يحدث إسقاط الحكومة بضربات من ثلاث محاور : المحور الأول ، تمرد في الأطراف يشمل كردفان وإشعال دارفور بصراعات قبلية وكذلك شرق السودان والهدف من ذلك هو جر جزء من قوات الدعم السريع المتواجدة بالعاصمة بكثافة والخروج بها الي الولايات لتخفيف المواجهة بالعاصمة .
المحور الثاني ، تحريك عصابات القتل والنهب لاحداث خلل أمني لترويع المواطنين بالعاصة يتزامن ذلك مع مظاهرات في العاصمة وولايات الوسط تهئ لها دعاية إعلامية ضخمة .
المحور الثالث : تتحرك الوحدات العسكرية التابعة للحركة الإسلامية وهي قوات هيئة العمليات مدعومة بقوات من جهاز الأمن بالإضافة لمجموعات من ضباط القوات المسلحة تتبع للإسلاميين بالخدمة وبالمعاش تنضم إليهم مجموعات مساندة من الدفاع الشعبي والأمن الشعبي ، مهام هذه القوات السيطرة على المطار وميناء بورت سودان .
لماذا فشل المخطط ؟ يوم 14/ يناير الذي تحرك فيه وحدة العمليات ليس هو اليوم المحدد للتمرد والأنقلاب وإنما كان تحرك لكسب الوقت بالمفاوضات حتى ساعة الصفر بعد أن أنعدم سبب الاحتفاظ بأسلحتهم ومقراتهم نتيجة توريد جزء كبير من الاستحقاقات المالية بخزينة الأمن ، ومما عجل بفشل المخطط الخطير هو التحركات المتعددة والإجتماعات والإتصالات الكثيرة التي تمت في الداخل وفي الخارج من رموز تابعة للحركة الإسلامية التي كانت مرصودة عبر أجهزة داخلية وجهات خارجية يفسرها زيارات متبادلة من نافذين من وإلي دول صديقة قبل أيام قليلة من الحدث مما عجل بتحركات الحكومة لمداهمة الأسلحة واحتواء الموقف بأقل خسائر .
الخطوات المقبلة : لقد حان الوقت للقوى السياسية الحادبة على مستقبل السودان ومدنية الثورة ان يدعموا توجه القوات النظامية سياسيا وإعلاميا وقانونيا لتصفية جيوب الإسلاميين داخل القوات المسلحة وإبعاد المؤدلجين من جهاز الأمن وإعادة هيكلته وبناءه بإشراك الخبراء الإستراتيجين على أسس متطورة ودعمه بما يتمكن من حفظ الأمن القومي ، وتصفية بقايا الدفاع الشعبي والأمن الشعبي ومراقبة قاداتهم وخاصة المتواجدين في الخارج وتجفيف مصادر تمويلهم ، فهناك مئات الشركات التابعة لهم تعمل برأس مال ضخم إلا أن تركها تعمل بأريحية دون تصفية من هنا تأتي الخطورة على السودان وإقتصاده . لن تنتهي مخططات الحركة الإسلامية للعودة أو مقاسمة السلطة عبر العنف وسيتواصل التخريب عبر الإنقلابات وإحداث التمرد في الإطراف ودعم الصراعات القبلية وإثارة العنصرية بين المكونات الوطنية ، لذلك أي تعاطف أوالتساهل أو التراخي أو التسوية مع هؤلاء من أي حزب سياسي يعتبر خيانة للثورة السودانية وعلينا إعلان الحرب الحقيقي عليهم من الآن ودون رحمة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة