تؤشر الشواهد على ان فن اليوم بيئته السرية الاكثر انعزالا, و كان حياته العامة صارت مرتهنة اكثر فاكثر بايدي سلطة جبرية قاهرة لا تلقي بالا لاي تذمر او تجاهل او عزلة’ انها هناك تسن قوانينها الخاصة و لوائحها العجيبة و التي قلما يرغب احد في مخالفتها او حتى انتقادها’ بل ان سواد المنتسبين اليها يبدون حيالها ولاء غريبا و مثيرا للدهشة. يرجعون هذا الولاء الي اعتبارات فكرية, تثافية, ثقافية’ وجدانية, سياسية او تقدمية و اضف الى هذه القائمة ما شئت من ما يعجب الناس من مصطلحات براقة و خادعة و يجري تداولها من الكل بصورة تدعو للحيرة’ و قد يستسهل البعض ممن يتواجدون في الساحة الفنية القوانين و ينجحون قليلا بسبب الاعلام الفاسد و نقاد السؤ من عينة الدفع المقدم و الذين يملاون الساحات و الصفحات حاليا, و هذا النجاح المصطنع لا يهم ان كان هامشيا و شكليا و مليئا بالمكياج و الرتوش و الرموش الاصطناعية ’ و لايهم ان كان سريع الزوال طالما هو يحمل ختم رسمي لتلك الامبراطورية الغامضة. ان المرء ليحار من سلطتها الجارفة داخل نطاق ذلك الوسط’ فكانها تؤبد بصلف ووقاحة متناهية فكرة( الاكتفائية) و تكرس بكل قوة عين و برود ثقافة الاستسهال و ( المجانية) ثم تزعم الرسالية و النبل و الوطنية و الانتماء الى االساحة الانسانية الاوسع و الارحب. و ها نحن نرى مطربات ليس لديهن اغنية واحدة خاصة بهن’ يتم تتوجيهن ملكات على ساحة الطرب’ و ممثلات لا احد يتذكر اسماءهن او متى شاهدهن لاول و اخر مرة , و هن يدعين النجومية, و مذيعات لم يرهن او يسمع بهن احد في الانس او الجن و هن يجارن بالشكوى من متاعب الشهرة و ملاحقة الجمهور المغلوب على امره. الا ان الادهى و الامر هوو ضعف الثقافة و الذي جعل الكثيرين و الكثيرات مجرد اشباح و اشكال و الوان ’ بلا روح و لا طعم و لا نكهة و لا حياة, فاصبحنا نسمع باعيننا و نفكر باعيننا و كاننا من قال:
انا ما بقطف زهورك بس بعاين بعيوني و حتى هذه الزهور للاسف وجدناها صناعية هي الاخرى ’ و ليس هذا فحسب ’ بل و مليئة بالاشواك الطبيعية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة