في مجتمعنا السوداني المعاصر الكثير من الاوهام و الخرافات و التي نطلق عليها بجهلنا مسلمات و خطوط حمراء , و لا نقبل حتى مجرد نقاشها او التعرض لها بالنقد او الاستدراك و الملاحظة و التعليق’ حتى اصبحنا نعيش في واقع شكه اكبر من يقينه و مجهوله اكثر من معلومه و ظلامه ااضعاف ضياءه. و من هذه الاوهام المعشعشة في اذهان الكثيرين و الكثيرات’ ما يطلق عليه الصحافة الفنية و من اطلقوا على انفسهم النقاد االفنيين و الصحفيين الفنيين و الذين يطلون علينا يومياى بتعليقاتهم السخيفة و تحليلاتهم الفطيرة و كتاباتهم الجوفاء و التي تدعو للضحك و البكاء في ان واحد, اذ ان شر البلية ما يضحك’ و ينطبق على من يقراء الغث الذي يدونون’ او يستمع اليهم لسؤ حظه ’ او يراهم لسؤ ما بشر به,’ قول المتنبيء : و ما طربي لما رايتك بدعة لقد كنت ارجو ان اراك فاطرب و لعل هذا مما زاد من معدلات اللعب و االطرب في بلادنا االحبيبة و التي و كانها لم يكفها ما بها من ازمات و بلاوي, لياتينا هؤلاء المحتالون بادعاءاتهم و كذبهم االبين و باطلهم الظاهر و اشياء دون ذلك هم لها عاملون, و هم و نحن بها عالمون. و لنكون صريحين وواضحين ’ فليس في صحافتنا تخصصات راسخة و الكل يتنقل حسب الظروف, و هي ليست صحافة متخصصة بل صحاافة موضوع و موضة تعلو و تهبط حتى تدق الدلجة ’ كما يحدث في ما يسمى صحافة فنية. على ان من المؤسف ان يكون مضمون تلك الكتابات االفنية لا يخرج من المدح و الذم و التتهديد و الوعد و الوعيد و عبارات الثناء الاجوف و التعليق على امور سطحية و هامشية و شخصية ’ لا تهم القارئ الحصيف في شئ و لا تتعدو ان تكون ونسة و شمارات ’ و لا علاقة لها بالنقد الفني المعروف. و كيف لصحفي يحترم نفسه ان يبتدئ يومه بمكالمات و رسائل لمطرب مغمور او مطربة خرقاء مذكرا لها بضرورة قراءة عموده اليوم, او يقوم بارسال العمود لها في الواتس كي لا يتعبها و لعلمه انها ما زولة قراءة و اطلاع اساسا’ و اخر يتكبد المشاق لتوصيل الجريدة الي مقر صاحب الحظ و نيل المعلوم نقدا او عينا ’ فاذا اعطي رضي و اذا لم يعط دبج النقد في اليوم التالي ’ و بلع الذمة كما ابتلع اشياء كثييرة دون ان يطرف له جفن’ وو لينضم الى زبالة الصحافة و مزبلة الفن و التي اضحت تئن من الازدحام. ان الاوان للناس ان يعرفوا ان من يمكن ان نطلق عليهم صحفييين فنيين و نقاد الي حد ما’ هم خمسة فقط في الصحافة السودانية حاليا’ يحترمون انفسهم و مهنتهم و قراءهم, اما الباقيين و الباقيات فحدث و لا حرج’ و لولا خوفنا من كشف الحال و قطع الارزاق لذكرنا هؤلاء الخمسة’ لتلقي الصحف بالبقية الي الفاقد التربوي الذي اتوا منه’ و الي الشارع الذي افتقدهم بعد ان اواهم سنين عددا. و سبب اخر لعدم افصاحنا ’ هو استمتاعنا ايما استمتاع و شعورنا بالمرح و الضحك المتواصل عند مطالعتنا لما تقترفه ايدي ما خلا الخمسة’ يوميا’ و لعل الضحك هو الحسنة الوحيدة التي نحسبها لهؤلاء’ و لعلها تكون صدقة جارية لهم للتكفير عن تلويث الذوق و بيع الضمائر و غيرها مما انغمسوا فيه’ و لعل هذا ما يفسر الابتسامة الصفراء التي تعلوا وجوههم اينما حلوا’ اعوذ بالله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة