اصبح السودان في عهد نظام الإنقاذ البائد ارض تتقاطع فيها المخابرات الدولية، والإقليمية..
للأسف لا توجد في الدولة السودانية مؤسسة امنية عميقة، تُعنى بالامن القومى، في الرصد، والتحليل، والمتابعة، لحماية البلاد، ومصالحها الإستراتيجية، بعيداً عن النظام، و التقاطعات السياسية..
إنعكس هذا الغياب في ترهل الوضع الامني، والتدخل الخارجي، في الشؤون الداخلية بشكل لا يمكن ان يحدث في بلد تصونه مؤسسة امنية محترمة..
مثال بسيط مثله طه الحسين، مدير مكاتب المخلوع، الذي ظل يعمل لصالح المملكة السعودية، وطار للمملكة في نفس يوم إحالته، ثم تم تعينه في منصب رفيع في حكومة المملكة، في سابقة لم تحدث في العالم إلا في دولة السودان..
فإذا كان مكتب الرئيس مخترق بهذا الشكل الفاضح، فماذا عن بقية مؤسسات وارض الوطن..
واخطر اوجه هذا التدخل يتمثل في إنحراف ثورة ديسمبر عن إستحقاقاتها، والكل يعلم كيف كان الحوار ولصالح من إتجه دون مراعاة لمصلحة البلاد وصون دماء الشهداء..
ما يدور في شرق السودان هو عمل لمخابرات اجنبية، تعمل ليل نهار لأجل مطامع في هذا الإقليم الحيوي والمطل علي البحر الاحمر..
للأسف ضعف الاداء الامني، والسياسي، جعل من الامر صراع قبلي بسيط، وإكتفى الجميع بالطبطبات و وشكل الصراع الظاهر..
الامر اخطر من كونه صراع، او مشاحنات بين مكونات المجتمع، نبهنا كثيراً ان دول عديدة ظلت تلعب وتسرح وتمرح في هذا الإقليم لضرب الإستقرار فيه، وتهيئته الي سيناريوهات اخرى!!! بعيدة عن تفكيرنا لقصر نظرنا وفقر مؤسساتنا الامنية..
يجب وبوجه السرعة إعتماد مؤسسة ترعى الامن القومي في الرصد، والمتابعة، والتحليل، بعيداً عن اي تأثير سياسي، او إرتباط بأي حكومة، كما يحدث في كل دول العالم..
يرى البعض في هيكلة جهاز الامن حلاً، وكنت من هذه الفئة لوقت قريب، ولكن ايقنت ان هذا الجهاز لا يمكنه القيام بأي دور فعال، يخدم الامن القومي للبلاد..
لذلك يجب دمجه في القوات المسلحة، او هيكلته ليكون ضمن ايّ قوة لمكافحة الإرهاب، او ايّ مهام اخرى، وذلك لسبب بسيط : شكل، وتدريب، وتأهيل، هذا الجهاز ظل محصور في حماية النظام، وحاضنته الجبهة الإسلامية، وذلك شئنا ام ابينا هو ذات الجهاز الذي نريد هيكلته..
فإذا رضع صغير الذئب من ثدي نعجة لا يمكن ان يصير خروفاً..
يجب وضع لبنة للأمن القومي بعقيدة وطنية، وتعتمد الكفائة، واصبح هذا الجانب علم منفصل له علاقة مباشرة بوجود الدول، و حماية مصالحها، وتسويرها من ايّ اطماع، او مخاطر، او تدخلات خارجية..
الامن القومي لا ينتظر، واثبتت الايام منذ سقوط النظام الهالك صعوبة هيكلة الاجهزة القائمة، للتفرغ لتنفيد مهام الامن القومي بشكل علمي، وعملي..
عند هذه النقطة يجب ان يعمل الجميع، من احزاب، ونخب سياسية، و منظمات، و بمن يروا انهم ضد هذه الثورة، لأن فقدان الوطن يعني موت الجميع..
المنطق البسيط يقول علينا جميعاً ان نحمي الارض اولاً، ثم نتصارع سياسياً، وفكرياً، و الحشاش يملأ "شبكتو"..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة