**ماذا فعلنا بعد الاستقلال؟ سؤال يجب أن نقف عنده ونحن نحتفل بالاستقلال.....أسس الاستعمار بنية تحتية وخدمة مدنية اتسمت بالانضباط ومشاريع تنموية قابلة للتطور وجعل السودان في قائمة الدول العظمي، لكن الوطن أصبح مابين قبضة حزبية ديمقراطية قائمة علي الصراعات والائتلاف التي تتخللها الخلافات عجزت الأحزاب تماما في تشكيل حكومة وصياغة دستور دائما وبين القبضة العسكرية التي اول قراراتها حل الأحزاب و تكميم الأفواه و الاعتقالات والاعدامات والتعذيب، هذا ديدن من يأتي للسلطة عبر دبابة هذه الأجواء خلقت تيار تحسر علي السودان بعد الاستقلال وتحدث الدكتور موسي عبدالله حامد في كتابة استقلال السودان بين الواقعية والرومانسية قال(تمني نفر لوعاد ت عقارب الساعة وعاد السودان الي تلك السنوات وصل فيه التصنيع الحربي الي مرحلة يضاهي فيها البلدان المتقدمة) واخر (ليت عقارب الساعة ارتدت الي الوراء خمسين عاما تلك الحقبة ازدهرت فيها الصناعة الحربية و جهاز الخدمة المدنية العتيد بتقاليدة الراسخة التي جعلته في مقام الأجهزة المماثلة في البلاد المتقدمة من حيث الكفاءة والفاعلية) ويري البعض أن الاستقلال تحول الي كارثة قال عمرابي علي الصعيد الاقتصادي افتتح خزان سنار في عام 1926 إيذانا بالبدء في مشروع الجزيرة لإنتاج القطن ليكون العمود الفقري للاقتصاد الوطني و1911 إنجاز شبكة السكة الحديد أنشئت المستشفيات وشبكة المياة والكهرباء، والهاتف والبريد و1940 عرف السودان دور السينما وصار له محطة إذاعة وصحافة محلية متقدمة هذا ما قاله نفر من مثقفي البلاد آنذاك وقيل الكثير. فعلا لم نتمكن من الحفاظ علي البنية ناهيك عن تطويرها خلافات حزبية قادت البلاد الي أطماع عسكرية في السلطة.... غاب التجرد و كان حب الذات حضورا .... كثر الفساد و تزايد عدد المنافقين والمتسلقين.... تعمقت القبلية والعنصرية والمحصلة انفصال الجنوب واحتلال الفشقة و ضياع حلايب ونيران الحرب مشتعلة في دارفور وانهيار المشاريع الزراعية والصناعية وتدهور الخدمة المدنية وأصبحنا نتظر المعونات..... أصبحنا دولة مستهلكة وليس منتجة لذلك قالها البعض الاستقلال كارثة واتساءل هل ما قيل صحيح؟... ماذا ينقصنا؟ ولماذا وصلت البلاد الي هذه المرحلة؟ مع كل هذة الإخفاقات والأزمات نغني اليوم نرفع راية استقلالنا ونتفاءل خير عسي أن نجدة في مقبل الايام، بعد سقوط حكم العسكر الذي دام 30 عاما من الفساد والنهب والتدمير الممنهج.... رغم تعثر الحكومة الانتقالية و ضعفها الا ان القادم أفضل بجهود الثوار و حمايتهم للثورة من الاختطاف... andنحن من أخذ العالم إلى هذا البؤس والخراب.... نحن البشر...... ثمّ وقفنا نبكي على أطلال وردة، كانت وطننا. سوزان عليوان حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة