خلال عهد الكيزان البائد الله لا اعاده ،ايا كانت مسمياته ، الجبهة الاسلامية ، المؤتمر الوطني ، الاخوان المسلمين ، الجبهة الاسلامية ، جبهة الميثاق، عمل طوال ثلاثين عاما على الهيمنة والاستيلاء على كل شيء ولم يترك للشعب السوداني اي شيء ، وكان الاقتصاد في المقدمة ورأس الرمح منذ البداية ، ورأينا كيف تم تغيير العملة والذي كان بداية الانهيار ، وكيف تم اعدام مجدي محجوب وجرجس وغيرهم ، وكيف تم الاستيلاء على ثروة الكثير من الناس دون وجه حق.
وقد استمرت عملية الهيمنة التي قادها جهاز الامن والمخابرات طوال 30 عاما من أجل الهيمنة على الاقتصاد بصورة من الممكن أن نقول عليها همجية وغير ممنهجة مما ادخل البلاد في عملية انهيار اقتصاد ، وظهر ذلك في قيمة العملة الوطنية التي خضعت لتغيير الاسم عدة مرات من أجل التحايل على ذلك الانهيار حيث وصل الجنيه السوداني من 12 جنيها إلى قرابة 90 الف جنيه ، ولم يحدث ذلك في التاريخ بسبب الطباعة الشرسة للعملة دون غطاء من الذهب او الدولار ، وقد ساعد في ذلك تشبث الجماعة الحاكمة على السلطة ، وقد كان ذلك من اهم اسباب فقدان الدولة الكثير من الكفاءات في شتى المجالات سواء الاقتصادية او السياسية او الاكاديمية الخ .....
بالاضافة إلى الصرف المحموم على الاجهزة الامنية لقمع كل من يشك فقط في ولائه ، وكان الانضمام إلى الحزب الحاكم او مداهنة السلطة من اولويات التوظيف ، واتاحة الفرصة للاعمال الحرة أو حتى تنفس الهواء. كما اطلقت يد الامن في فعل كل شيء دون أي وازع من ضمير أو حياء او خوف من الله سبحانه وتعالى , وتم تشكيل عدد من الاجهزة الامنية التي لم نسمع بها من قبل في اي مكان في العالم أو ايام النازية أو الفاشية أو هولاكو التتاري او تيمور لنك او بول بوت في كمبوديا أو غيرهم من الطغاة على مر التاريخ. وقد سقط الالاف ان لم نقل الملايين من قتلى وجرح ولاجئين ، وهناك من ركب المجهول في عرض البحر حتى ينفد بجلده من هذه الحياة المستحيلة.
وقد قام جهاز الامن بكافة مسمياته بأعمال بربرية وقاسية في مواجهة الجميع لاتنم عن انسانية أو اخلاق او حتى الاسلام الذي يتمسحون به ، كما ان أن هناك الكثير من اصحاب الاعمال الصغار والكبار اذا نجح احدهم وربنا كتب له النجاح يشاركونه بالقوة ثم بعد ذلك يستولون على نصيبه ، وكما انه من الممكن ان يفقد روحه بسبب هذا النجاح. كما ان الشراء المحموم للذهب والدولار وتجفيف السوق كان سببا رئيسيا للانهيار الاقتصادية وافقار الناس.
وعدم وجود خبراء اقتصاديين واجتماعيين او سياسيين او حتى متبحرين في الاسلام الحق مؤهلين كان سببا رئيسيا لهذه التصرفات العشوائية التي ادت لهذا التدهور المريع في الاقتصادي القى بظلاله على جميع مناحي الحياة . واذا لم يتم لجم جهاز الامن والمخابرات وتحديد مهمته في الحفاظ على حياة الناس وكرامتهم وحماية البلد من المهددات الخارجية والداخلية , لن تنجح الثورة ، ويعود التدهور ويرتفع الدولار وتنهار البلاد, ويذهب ريحها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة