في الذكري 64 لقيام دولة الجلابي: السُودان بين (1820-2020ف) من هَمبتة دولية إلى هَمجية؛ أو دُويلاتٌ أجنبية تَستنسخُ ذاتها.
آمونئيم سليمان أترون * قرنين من الغزو التركيت وتأسيس أول دولة أجنبية؛ 64 على الابرتهايد الجلابي اخر الدويلات الاجنبية بجلد وطني. * الأمم الزنجية لم تنقرض ان تفنى إرادتها؛ تناضل للاستقلال والتحرير؛ وتبحث عن ذاتها على خارطة الجغرافية البشرية.
الدولة الاجنبية الاولي: الاستعمار العثماني التريكي الخديوي ( 1821-1881 ف). الدولة الاجنبية الثانيةّ : الثورة و الدولة المهدية (1881-1899). الاستعمار الداخلي. الدولة الأجنبية الثالثة: الاستعمار الانكليزي الخديوي (1899- 1956). الدولة الاجنبية الرابعة: دولة الابرتهايد الجلابي ( 1956- الى الان)؛ الاستعمار الداخلي. غداة إرسال حاكم مصرالعثماني محمد علي باشا الإنكشاري الالباني للغزو حملته العسكرية لإحتلال السودان في العشرين من جوليه عام 1820ف كان السودان الحالي يضم أربعة أقاليم جيوسياسية؛ ثلاث منها تحت ادارة سكانها الأصليين من الشعوب الأصيلة/ الأمم الزنجية تشمل: 1. سلطنات إقليم بلاد السودان؛ بلاد النوبة الغربية؛ وتضم كل الارضي التي تحازي النيل غربا من بلدة راجا Raga جنوبا إلى واحة سيوة Siwa شمالا؛ ومن محازاة أم درمان الحالية الى أبشي Abéché في تشاد. وتضم أجزاء واسعة من الجنوبي الليبي وشرقي تشاد و وشمالي أوبنقي شاري Oubangui-Chari, في إفريقيا الوسطى. والوصف بلاد السودان هنا يشمل فقط سودان وادي النيل الغربي. بينما هناك بلاد السودان الغربي التي تضم اقاليم جيوسياسية حول نهر السنغال والنيجر. كانت سلطنة دارفور بأقاليمها الأربعة هي الأكبر؛ (دار دمنقا غرب جبل مرة؛ دار أبوما في الجنوب؛ دار تكاني في الشمال؛ ودار دادينقا شرقا وتشمل كل كردفان). بجانب سلطنات دارقمر مستقلة نوعا ما. وتضم دارفور الحالي؛ دار داجو؛ دارتنجر؛ دار ميدوب؛ دار زغاوة؛ دار برتي؛ داربرقد؛ دار مساليت؛ داربيقو؛ دار ارنقا؛ دارجبل؛ دار بندلا؛ دار بندة ؛داركاجا؛ ديار النوبة التروج؛ دارفرتيت؛ داربنقا؛ دنقو؛ دارسنجار؛ سلطنة دار رونقا؛ ادارة البرنو والفلاني؛ في السودان. الى جانب سلطنة دار سلا ؛ دار سونقا والسارا؛ دار دقل؛ ( افريقيا الوسطى)؛سلطنة دار تاما سلطنة دار وداي وسلطنة دار حجر ( في تشاد). كانت جميع هذه الامم تتمتع باستقلال ذاتي في ارضها ولها نظامها الاجتماعي والسياسي قبل ضمها او انضمامها طواعية لادارة الفور (طرا؛ شوبا؛ تندلتي) وفق اتفاقيات مختلفة وفي ظروف مختلفة. (تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان). بجانب مشيخات المجموعات التي تعتبر ذاتها عربية؛ والتي ملكتها سلاطين الفور حواكير داخل وتتبع ل ديار الامم الزنجية. التعايشة في دار رونقا؛ البني هلبة في دارفور باسنقا؛ الهبانية في دار دنقو؛ الرزيقات في دار بيقو؛ المسيرية في دار نوبة. والبني حسين في دارقمر. والحمر في داربرتي. والكبابيش في دار كاجا. الهوازمة في دار داجو. 2. السلطنة الزرقاء؛ سلطنة اقليم بلاد الفونج في سنار؛ بلاد النوبة الشرقيين؛ والإدارات الملكية التي تضم كل الشريط المتاخم للنيل شرقا من الاقصر Luxor شمالا الى المابان جنوبا. و تتبع لها على النيل مشيخات ومماليك؛ الهمج؛ الحسانية؛ الجعليين؛ الشوايقة؛ الشنابلة الرباطاب. بينما كان الشريط المتاخم للبحر حتى الاقصر لشعب البجا بقومياته . كانت السلطنة في ادارة شعب الفونج بجميع اممها (راجع مُفكِرة الأُمَم الزِنجِية في السُودان ؛كوش ومِيقَات النَهضة الإفرِيقية). 3. مملكات الأمم الزنجية في أعالي النيل والاستوائية وبحر الغزال الحاليين (دولة جنوب السودان ) والتي تضم روثية الشلك؛ سلطنة الأنواك؛ ثلاث ادارات سلطانية مستقلة لشعب الدينكا؛ إدارة شعب النوير؛ مملكة شعب الزاندي؛ ادارة ملكية لشعوب الباريا؛ اللاتوكا والمنداري؛ الجور؛ الفرتيت. 4. فيما كان الاحتلال المملوكي (بقايا الاحتلال العربي والعثماني) تفرض سيطرتها على المجتمعات الزنجية بين اسوان حتى دنقلا؛ (اي جنوب مصر وشمال السودان) ارض النوبة الشمالية. تضم الكنوز؛ المحس؛ السكوت؛ الدناقلة ويعرف حكام المماليك ( العبيد البيض) في تلك الفترة بالكشاف. وهم بقايا ارقاء جلبتهم الامبراطوريين العربية والعثمانية الى ارض كيمت. حيث كانوا شبه مستقلين في حكم اقطاعي عنيف؛ وخاصة عقب طردهم من مصر قبل ثماني سنوات من الغزو الخديوي على السودان. كانت اراض السودان الحالي حتى ذلك التاريخ يبدا من خط عرض 22 ش. من مدينة الاقصر. بنت الامم الزنجية مجتمعات ونظم سلطانية اتصفت بالسلام النسبي وطمأنينة. قلت نسبيا اذا انه وعقب توغل جنود السلطان كانم برنو ادريس ألومي الى اقليم التنجر الحالي1570م - 1603ف ونشر الاسلام في الاراضي التي تعرف الان بدارفور وكردفان وشرقي تشاد؛ صار العنف الجهادي والاسترقاق والتراتيبية الطبقية ميزة في سلطنات الفور؛ البرقو بالتحديد. ما سوى ذلك فان ملوك السلطنات والمماليك الزنجية؛ الجنوبية بالتحديد لم تكن مستقلة فقط بل خلقوا مجتمعات نسبيا ذوي نفوس مشبعة بالإستقلالية والإعتداد بالنفس؛ ولم ينتشر المرض الوجداني والعقلي الذي يجد الزنجي الهارب من زونجيته اليوم الكمالية في البشرة البييضاء والأنف المعكوف ؛ والشعر الناعم ؛ أو كل الإشكاليات التي يثيرها اللون والشعر ضمن اشكاليات الهوية. (افريقيا السوداء ما قبل الاستعمار الشيخ انتا ديوب). لم تكن الاحوال في دويلات افريقيا وقتها ديمقراطية كاملة؛ ولم تتطور الدويلات الافريقية نت الناحية التقنية؛ والاسلحة الحربية والعمران؛ لكن المجتمعات الزنجية ومملكاتها كانت متقدمة في النظم التشريعية من تحت شجرة؛ وفي العدالة والاستقرار؛ وتنظيمها العسكري والاداري مقارنة باوضاع العديد الدويلات الاوربية وقتها. كان في افريقيا نظام تعليمية واخلاقية والثقافية التي يتجايلها المجتمعات في نسق تربية وتكوين لافرادها. ولدى المجتمعات الافريقية نظام الجودية المؤسس لفواشير (مجالس) السياسية والقضاء العادل. ولها التقويم السنوي القمري بلغاتها ولها نظم الحساب والحفظ والترقيم. الرحالة المغربي إبن بطوطة يستعرض جانب آخر في شخصية المجتمعات السوداء والتي زارها في حقبة قبل العزو العثماني. والشكل الذي كانت تدار بها تلك المجتمعات اذ يقول : " والسودان (أي السود) أعظم الناس تواضعا لملكهم "وأشدهم تذلالا له ويحلفون بإسمه" ومن أفعالهم الحسنة قلة الظلم ؛ فهم أبعد الناس عنه وسلطانهم هو ملك زنجي لا يسامح أحد في شئ منه . ومنها شمول الامن في بلادهم فلا يخاف المشافر فيها ولا المقيم شارقا ولا غاضبا . ومنها عدم تعرضهم لمال من يموت ببلادهم من البيض ولو كان القناطير المقنطرة وانماء يتركونه بيد ثقة من البيض حتى يأخذه مستحقيه (تحفة الانظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار بن بطوطة) وهي شهادة تعتبر ترديد عن رواية المؤرخ الإغريقي هيردوت ألاغريقي اثيوبيا القديمة ٤٦ ق.ف (اثيوبيا القديمة كل الاراضي جنوب اسوان) . وديودور الصقلي في مصر ٥٩ ق.ف. عن اثيوبيا القديمة اصل كيميت؛ وعن زنوج واد النيل ((Bibliotheca historica) . يعتبر العام 1820 عاما فاصلا ومهما لماذا؟؛ اذ يعتبر الغزو العثماني من انكشاري مصر اول غزو اجنبي يتمكن من العبور حدودنا جنوب اسوان وينتصر على مملكات الامم الزنجية التي صمدت لسنوات عديدة امام الغزوات الهكسوسية (الاسيويون) واولاد البحر ( الاوربيويون) وذلك من تراجع جيش تهارقة وفقدات كيمت استقلالها نهائيا . فمنذ فقدان كيميت (مصر القديمة) استقلالها؛ صارت ما تعرف بمصر ركيزة الحملات الأجنبية لغزو القارة الافريقية عبر بوابتها الشمالية الشرقية عبر السودان النيلي؛ ارض النوبة تراب كوش المقدس؛ ارض الاقواس؛ بلاد الالهة؛ منبع الانسان والحضارة؛ وفما تراجع العديد من الامم الزنجية داخل القارة الافريقية مع فقدان كيمت صمدت امم وادي النيل وبنت مملكات وسلطنات مستمدة من ارثها السلطاني الفرعوني السابق. ومنذ تراجع الملك الكوشي تهارقة عن كميت في عام ٦٧٠ ق.ف. فشلت اربعة محاولات اجنبي للتوغل جنوبا واحتلال قلب القارة الافريقية واخضاع ارض كوش وصمدت المجتمعات الزنجية رغم نزوح النوبة غربا باستمرار. حملة بسماتيك الهكسوسي على كوش في عهد تنوت اماني 656ق.ف. حملة قمبيز الفارسي 525ق.ف . محاولة الاغاريق 333 ق.ف؛ محاولة الرومان 32 ق.ف. محاولة العرب المسلمين عبد الله ابن ابي السرح 658ف. محاولة الاتراك عبر اتباعهم لمماليك الكشاف منذ1417ف؛ لم تنجح اي من تلك المحاولات وفشلت عبر هذا الزمن وصمدت المجتمعات الزنجية متماسكة وغير متماسكة. حتى انكسرت لاسباب ضعف داخلي في سلطنة الزرقة؛ النوبة الشرقيين؛ سنار؛ وقد رصد عييون الالبناي عبر جواسيسه الضعف الداخلي للامبراطورية الفونجية. وعبر تسرب االعديد من الاجانب ( العرب والمماليك( الى ارض النوبة. وعبر وصول الاسلام من الغرب وتوغله في السطانات الغربية وحمل العنف الجهادي لاغراض الاسلمة عاملا حاسما في الضعف واضعاف الذات. نجح الألباني مبعوث الامبراطورية العثمانية في 1820ف الاول في التوغل في الاراضي الطاهرة. لقد كان اهداف الغزو العثماني كما أعلن في منفستو الإحتلال : أ. إخضاع سكان الارض الاصليين؛ الشعوب الأصيلة من الامم الزنجية وإسترقاقهم؛ ونقلهم عبيدا لخدمة الامبراطورية العثمانية. الرجال للعمل في السخرة والجندية والنساء للاسترقاق الجنسي. ب. نهب ثروات السودان من الذهب؛ والعاج؛ والفضة والنحاس؛ وريش النعام؛ الذي اشتهرت بها بلاد السودان؛ ارض النوبة وقتها. (راجع نفس المصادر لكتاب علاقات الرق في المجتمع السوداني للكاتب محمد ابراهيم نقد. وانه حين نفد الرق في جنوب مصر وشمال السودان توغلت الامبراطورية التي تكونت اصلا من الارقاء جنوبا.) ولتنفيذ اغراض الغزو المعلن اي نهب الثروات البشرية والاقتصادية لابد من السيطرة على الارض بكل الوسائل؛ وانشاء سلطة استعمارية تفرض الرعب والارهاب والبطش؛ على جميع الناس والموارد بكل الوسائل؛ اي انشاء دولة اجنبية وظيفتها تحقق مصالح الاستعمار. تمثلت واستنسخت واقتدت الامبراطورية العثمانية مثلت دور الامبراطورية العربية التي سبقتها في استخدام الاسلام في جرائم الغزو والنهب؛ واسترقاق البشر؛ وفي التجرد من اي وازع اخلاقي او انساني حيال ضحاياه المغزوون. وطالما مثل الدين كمخترع بشري مبرر للعنف والاستحواذ غير المشروع لمقدرات الاخرين. ويمثل الاسلام والعرب المسلمون منذ النبي محمد نموذج لهذه الفلسفة غير الرحيمة. وهكذا تاسست ادارة فوقية تفرض التراتيبية على حسب العرق واللون والقدرة على الخدعة والبطش؛ تجرد الامم الزنجية من قيمتهم الانسانية والحضارية. في جونيه عام 1821 بعد القضاء على سلطنة بلاد الزرقة؛ تاسست اول ادارة استعمارية ؛ (السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية - الجزء الأول؛ حكمداري الاستعمار؛من اسماعيل باشا الى غردون باشا) واستمرت 61 سنة كاول دولة أجنبية. اخضعت مساهات واسعة من البلاد ومجتمعات عديدة تحت ادارتها. كان ابرز صفات الدولة الاجنبية الاولي هو انها: ١. من ناحية المنظور الاساسي للدولة؛ كان منظورا اجنبي يعتبر السكان اعداء. حملت الدولة هوية اجنبية اذ يعرف السودان ولاية عثمانية اسلامية مخاصمة لهوية السكان؛ الزنوجة. ٢. من ناحية الهيكل: بنيت الدولة كادارة فوقية مركزية من اوليقارشية صغيرة تفرض السياسيات والقرارات بشكل اوامر وتتبع. يتولى الادارة الفعلية؛ والموظفون؛ اشخاص من الاتراك او اوربيون عرقا وثقافة مختلفون عن السكان الاصليين في اشكالهم في لغاتهم؛ في تفكيرهم وثقافتهم ونمط حياتهم؛ ويتعاملون مع السكان بعنصرية استنادا على تكوينهم وثقافة منشأهم. ٣. من ناحية العقلية وثقافة نظام الحكم الممارس يوميا: يعتقد الذين يحكمون ويمارسون فعليا عملية تجريد الامم الزنجية؛ السكان الاصليين من اي قيمة انسانية وحضارية. وطالما ان الامم الزنجية كذالك؛ اي في مقام الادوات؛ الاشياء فهم في حاجة الى رعاية ابوية والى سلطة تصيغ وتعرف سلفا احتياجاتهم وما يستحقون وفق قيمتهم. يعيش السكان الاصليين ظروفا لا انسانية واذا عارضوها قتلوا بابشع الطرق؛ وعذبوا بابشع الاساليب لان قيمتهم سلفا سقطت. ٤. من ناحية الاداء الوظيفي للدولة: كانت الدولة وموظفوها يحققون مصالح السلطة السياسية الاجنبية في جمع الثروات من البشر والمعادن. عن طرق النهب والسبي و الاسترقاق والسخرة وارسالها الى خارج البلاد الى السلطة العليا المقدسة. وليس من اجندة الدولة رعاية او الاهتمام باي وجبات؛ مثل خدمة او حماية السكان. ٥. فعليا كان الحاكم؛ الحكدار من خورشيد (حاكم مؤسس) الى غردون هو حاكم مطلق؛ فوق المسالة؛ فوق القانون بل هو القانون؛ وهو وكيل الاله الذي يامر وينهى؛ ولانه فعليا يمثل الهة يرفع اليهم التقارير والدعوات في مصر؛ استانبول حيث يعيش حاكم شبه اله؛ مقدس؛ لا يجروا ولا يتدرأ احد على انتقاده او مسائلته فهو يملك الموت والحياة وهو الله الذي يمثله. ٦. يوجد مؤسسات شكلية فلقناوية؛ جمعوا لاغراض خدمة الدولة؛ مجلس علماء السلطان؛ مجمع قضائي يضع قوانين لحماية الاستعمار؛ تجمع تجار من جواسيس؛ زعماء القبائل المتعاونون مع السلطة. لاحد يمثل او يخدم الا السلطة القهرية. ٧. من ناحية الوصف الشكلي: يقسم الانسان في السودان الى اربعة طبقات: الاتراك؛ ثم جنودهم من المصرين: ثم الزنوج المسلمون ثم الزنوج غير المسلمون. ٨. المادة التسويقية الذابحة للاستنارة وقتها كانت هي ان الدولة وموظفوها مبعوثون لخدمة لله ونشرا للاسلام؛ وتوحيد كلمة المسلمين في دعم ورفد سلطان المسلمين في الاستانة ضد من؟ ضد الكفار في الارض. لتسير عمل نظام دولة هكذا لابد من الاستعانة بالاشياء؛ الادوات المسخرة من البشر مع الدواب في العمل للنظام وتغذيته وحمايته من اي خطر يهدد زواله؛ وتسويق افكاره وسياساته وتبرير السلوكيات المنافية لكل الاعراف والاخلاق. وقد وفدت الطاقة البشرية العليا التي تفرض حماية الدولة من من جنود اجانب ؛ وهم مليشيات دولية مرتزقة عابر لحدود تسمى الانكشارية ومنهم الباشبوزغ؛ من بقايا الارقاء من شرق اوربا حيث تنتمي عائلة محمد علي منها. وينحدرون من اعراق ارنؤوط؛ الغجر؛ البشناق؛ والشركس والالبان والمجر؛ وقد اتو للموت والخراب حاملين ادواتها؛ اسلحتهم للقتل وسحل الرجال؛ ودوابهم التي يمتطوها للوصول الى ضحايهم؛ (ادواتهم التناسلية) المخصصة في العدوان الجنسي على النساء الزنجيات بعد تحويلهن الى سبايا وملكات يمين؛ وجواري . وكروشهم للاكل بغرض الاستقواء للمهمة الشريرة. بعد قرنين ماذا تغيير ؟ لكن المقاومة من البشر الاحرار والاقوياء استمر؛ واستمرت الصمود بكافة الوسائل؛ منذ بداية الغزو؛ حيث حرق نجل الانكشاري الغازي حيا في المتمة حتى قيادة سلطان جيشه بنفسه للدفاع عن كرامته وشعبه ويقتل في منواشي. من سخرية القدر ان يكون بعض احفاد من حرقوا الباشا هو قاتل السلطان وقادة دولة الجلابي بينما ابناء السطان المقتول ظلوا على مبدأهم في رفض الدولة الاجنبية. استمر نظام 1821ف (61)؛ و تأسست ثلاث انظمة حكم تالية في الحقب مختلفة؛ حتى ٢٠٢٠ف حكمت البلاد كل السودان تقريبا بحدوده الحالي؛ لكن جميعها كانت تنطبق عليها الاوصاف الثمانية اعلاه؛ مع تبديل استثنائي في حقبتين (المهدية والجلابية): ولم ينجح السودانيين في تسيس دولة بانفسهم لانفسهم تخدمهم. وكانت على النحو التالي: ٢. الدولة والثورة المهدية (1881-1899) التي قامت من جنود اغلبهم من الامم الزنجية في الريف ورعاة البقر؛ وكانت محاولات سودانية اولى لتأسيس دولة بحكم ذاتي لكنهم تاثروا بحكم من سبقهم. فكان الخالل بنيوي ووظيفي للدولة. ٣. الدولة الاستعمارية الانكليزية (1899- 1956). كانت ثالث دولة اجنبية بادارة اجنبية؛ و نسخة قريبة المطابقة لحد كبير للدولة الاستعمارية الاولى. وكانت المادة التسويقية لهذا النظام المسترق لعقول وقدرات اللامم الزنجية هو محاربة تجارة الرقيق!. ٤. دولة الابرتهايد الجلابي ( 1956- الى الان) الدولة العربية الاسلامية؛ التي تاسست من نخبة المتعاونون مع المستعمر. والمادة التسويقية هنا حماية العروبة ومد الاسلامة في بلاد الامم الزنجية. تجديد الازمة بعد قرنين الي اين نتجه. على مدار 64 سنة من قيام دولة الاوليقارشية الجلابية المتعاونة مع الانكليز في السودان؛ اتيحت فرص عديدة لتاسيس دولة سودانية وصياغة نظام ديمقراطي داخلي. الا ان سلسلة اخطاء الاوليقارشية الجلابية وعدم قدرتها على الاستفادة من تجاربها المليئة بالاخطاء والدروس؛ تكررت محاولات من مجتمعات الامم الزنجية لتقديم اطروحات الاستقلال؛ وكل المحاولات تنتهي الى خديعة الذات؛ تضليل الذات؛ والبقاء في نفس المنول. دولة اجنبية تستنسخ انظمة من ذاتها. في ديسمبر 2018ف العام الماضي قامت ثورة بالمدن التحقت بثورة الريف وحمل جيل جديد افكار التحول التاريخي نحو بناء دولة وصياغة نظام ديمقرطي لصالح الانسان. لكن المنظور الاجنبي المسيطر على نخبة (ملاك الدولة) نجحت في إعادة استنساخ نفس النظام لادارة نفس الدولة بنفس الوظيفة. الا ان الفرص دائما تولد كما تولد الاخطأ؛ والحلول تبدا من نقطة الان. إجرائيا وعمليا ١. وقف ممارسة جريمة سلطة دولة دون تفويض بحل السلطة الانتقالية الفئوية. ٢. قراءة خطاب إعلان الازمة ( تابع مقترحنا في خطاب الاعلان؛ ومحاربة تزييف التعريف الحقيقي للازمة) تغيير المنظور. اثره وغاياته؛ مقترحات التفكيك والتحول التاريخي. ٣. متابعة النقاط السبعة في مقترحات التحول التاريخي مؤتمر عقد اجتماعي اولي (٥ قضايا): (وقف الحرب؛ حصر الخسائر؛ سلطة فدرالية؛ المحكمة الدولية ؛ الاموال والاقتصاد). مؤتمر العقد الاجتماعي ثاني (٧ قضايا ) (مجلس دولة انتقالي؛ تعويض ضحايا الحروب؛العدالة؛ بناء الدولة؛ جنوب السودان؛ الدستور؛ الانتخابات). الاول جانويري ٢٠٢٠
01-02-2020, 07:02 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32947
الأخ منعم سليمان، سلامات .. يا أخي أوروبا والغرب من الصعب يعيش فيهن إنسان يعاني فوبيا العنصرية .. أنت تراجعت فراسخ كثيرة عن مسيرتك النضالية .. بالله تأمل لحظة أن أوروبا التي استضافتك هل استضافتك للونك أو جنسك أم لإنسانيتك؟ بالطبع أستضافتك لإنسانيتك .. أنت إنسان قبل أن تكن لون أو جنس .. ويسمو المرء بإنسانيته .. لماذا يا منعم تفقد إنسانيتك؟ وما هي القيمة البديلة التي تكتسبها؟ .. دعنا من البكاء علي الأطلال، ما هو دورك في بناء السودان الذي تصبو إليه؟ هل ما تقوم به يساعدك في ذلك؟ هل هي الطريقة المثلي أن تستعدي أبناء الشعب السوداني متخذاً فقط خلفيتهم الأثنية أو هويتهم التأريخية زريعة؟ إذا فعل الأميون ذلك هل هذا مبرر لأنسان جاب الديار أن يتخذ نفس المنهج؟ .. أنت تطبق حكم جاهلي معروف .. في قول الشاعر لا يجلهن علي جاهل فأجهل فوق جهل الجاهلينا أو كما قال .. هذه عقيدة جاهلية أتركها يا منعم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة