|
Re: السلام تهزمه الرغبات الخاصة بقلم زين العا (Re: زين العابدين صالح عبد الرحمن)
|
( ظلت الحرب و ثقافتها في السودان تشكل أكبر عائقا لنهضة البلاد ، و الحرب ليست فقط تستنزف موارد البلاد ، بل أن أكبر خطر لها، إنها تخلق عقليات متباينة و مختلفة في تصوراتها حول قضايا الوطن، و من أخطر هذه العقليات، عقل البندقية الذي لا يفكر إلا عبر الزناد، و يعتقد أن الحلول لا تأتي إلا عبر فرض الشروط علي الآخرين، يمكن أن يكون هذا الإصرار صحيحا عندما يكون الذي تقاتله ما يزال يمسك بزمام الأمر في البلاد ، و لكن عندما تسقطه الجماهير بشعارات الحرية و الديمقراطية ، يجب أن تنتهي الفروق بين دعاة التغيير و الديمقراطية، و يصبح الجميع علي صعيد واحد، الكل يقدم مبادرته من أجل السلام في البلاد دون طالب و مطلوب فالجميع ينطلقون من قاعدة الوطن . إلا أن البعض يريد أن تظل هذه الفروق موجودة، لكي تساعده علي تحقيق الرغبات الخاصة، لأنه يدري أن المنصات التي توحد الجميع لا تجعله أن يقدم الخاص علي العام . ) ـ الأخ الفاضل / زين العابدين صالح عبد الرحمن التحيات لكم وللقراء الكرام .
فحص سليم مائة في المائة لأمراض السودان منذ ذلك الاستقلال .. ولكنك تخاطب نوعين من البشر في هذا البلد :
النوع الأول : هو ذلك الصنف من البشر الواعي المثقف الذي يفهم ويتفاهم ويستوعب الظروف .. وهو ذلك الحريص الذي يركض من أجل مصلحة السودان العليا ( ذلك الوطن الحبيب للجميع ) .. وذلك الصنف من البشر يعجب حين يتحرك ,, ويعجب حين يثور .. ويعجب حين يقول ,, ويعجب حين يتحاور مع الآخرين .. وهو دائماُ يفصل بين القضية العامة وهي قضية ( دولة السودان كوطن للجميع ) .. تلك القضية التي يجب أن تكون مقدسة لدى كل أبناء السودان شرقاُ وغرباً وشمالاُ وجنوباُ .. وبين تلك القضايا الخاصة بالمناطق والأقاليم .. وذلك الصنف من البشر لا يخون ولا يضحي بالوطن الكبير من أجل تلك القضايا المناطقية الخاصة .
النوع الثاني : هو ذلك الصنف من البشر المتخلف المتحجر عقلاُ وفهماُ وثقافةُ .. وهو كصخرة الجلمود لو جلست ألف سنة في إفهامه وإرشاده لا يفهم ولا يفقه حرفاُ واحداُ .. والمعية مع ذلك الصنف يشكل هلاكاُ للآخرين .. وهي معية مكروهة وممقوتة في كل أرجاء العالم المتقدم .. وفي نفس الوقت هي مكروهة وممجوجة لسلوكياتها تلك المتخلفة البليدة .. وما تعطل خطوات السودان عن التقدم إلا بسبب تواجد ذلك الصنف من البشر في بعض مناطق السودان .. ذلك البعض الذي يمثل النحس واللعنة وتمثل حجار العثرة تحت الأقدام .. وقد بلغ بالإنسان السوداني الواعي المثقف أن يفكر بجدية في بتر تلك الأجزاء التالفة العقيمة التي تعطل المسار مهما تكون فداحة التضحيات .. ولسان حاله يقول : وطن عفيف سليم نقي متقدم يخلو من هؤلاء أسباب التأخر أفضل ألف مرة من وطن مريض بمعية الجميع .. وهي الأمة السودانية التي تحلم اليوم بقطعة ثوب نظيفة ناصعة البياض تخلو من علامات وآثار الشوائب المقيتة .. وتفضل تلك القطعة المميزة النقية على قطعة ثوب فسيحة وواسعة ولكنها موبوءة بتلك الأدران والعوالق الكثيرة الكريهة التي تعطل المسار .
وفي الختام لكم خالص التحيات
| |
|
|
|
|