الإرهاب والكتاب - الجزء السابع بقلم بقلم سعيد محمد عدنان – لندن – المملكة المتحدة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 10:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-24-2019, 04:22 PM

سعيد محمد عدنان
<aسعيد محمد عدنان
تاريخ التسجيل: 02-28-2014
مجموع المشاركات: 227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإرهاب والكتاب - الجزء السابع بقلم بقلم سعيد محمد عدنان – لندن – المملكة المتحدة

    03:22 PM December, 24 2019

    سودانيز اون لاين
    سعيد محمد عدنان-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر








    الهروب إلى الوطن
    (من مقدمة كتابي تحت الإعداد:الهروب إلى الوطن)




    لعلّ كل من يعرفني ألا يتعجّب أن أبدأ في هذه المقدمة بعبارة "الحمد لله إذ هداني، ولعلـّه تعالى يغفر لي ذنبي..."، وإنني لأقولها، وتعليقي هذا كنايةً طبعاً عن فترة في حياتي سمحت فيها لنفسي بالحرية الأدبية في مواجهة الرياء الذي تراءى أمامي في الالتحاف بالحق والتعفف من الباطل، صدقاً واعترافاً، وليس عصياناً أو ضعفاً، هو غنىً في الطمأنينة في سعة غفرانه، ورسوخاً في الإيمان بعظمة حكمته في ماقدره لي خيراً أو شراً، وكبحتُ نفسي قهراً بعدم بالبعد عن الأذى، وجبلتها بالتصدق بما أستطيع من مالٍ أو تسامح ٍومصالحة ما طالت ساحتي، بل بكل مكارم الأخلاق من مد جناح الرحمة ما استطعت قهراً للظلم، ومساندةً للحق علي الباطل. كل ذلك بنى، وانبنى، على عمق أبعادي حول الفضيلة والحق، وحول الشر والباطل، وكثيراً بالمقارنة بما يدعي كل فردٍ وكل مجتمعٍ من محاسن وقهرٍ للمظالم، سواءاً ظلم النفس أو ظلم الغير. وهكذا رغم أن اسمي سعيد، كنت أجد نفسي حزيناً وأسيراً لذكريات السعادة والفرح عندما تنزل عفواً وتغيب عفواً، كما يقول المثل”ويلي منالمحبة لما تطلّ ذكراها عند المثول على أطلالها”. السعادة هي ما أحبب قلبي من عدل وبعدٍ عن الغي، في حقي وفي حق غيري مني، حتى أدركت بعد نضوج أفكاري في جولات وصولات بحثي بأنها المستحقة للتسمية بالوطن، لا هي الحق الذي أهاجر إليه، وهي المهجر الذي أهرب إليه.
    وأحمد الله في كل ما أراد، عسى أن يجعل فيه الخير بما يراه ولانراه. أذكر في فترة شبابي عندما كنت في دراسة بالمملكة المتحدة، تلاءمت الأحداث لترسم لي الصورة واضحةً وعضّدت مفهومي في ذلك بأنه أرفع ما أطلبه من هدايةٍ صادقة وبعدٍ عن الأخسرٍ عملاً، قوله تعالى في سورة الكهف: “قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا (103) الّذين ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)”

    كنت أذهب لحانات الخمر والتي هي المكان الوحيد في لممارسة الحياة الإجتماعية في تلك المجتمعات الريفية في تلك الفترة، وكنت أتناول الخمر باعتدالٍ في ذلك الوقت. يداعبني صحبي من الأجانب كيف أكون مسلماً والإسلام ينهى عن الخمر، فأبادرهم أولاً أن الخمر لا يجبُّ الإسلام، والإسلام لا ينهي عن الخمر إنما يوصي بتجنبها ويحذر من الإنجراف في الآثام التي تقود إليها. وأنني مسلم رغم ذلك، ويظل المسلم مسلماً ولكنه يعرّض نفسه لظلم نفسه أو غيره، وحسابه عند ربه، و عند سؤالهم وما ربك فاعل، فإن ردي كان أنه إن لم أتخطً ما حذرني عنه، فإنه إن أراد غفر، وإن أراد عاقب، وأنه هو من يهدي ومن يضل. ويأتي سؤالهم “وما دورك أنت إذنً ما دام كل شئ بيد الله؟”، ويكون ردي “أن أسعى للخير وإن لم أصبه، وأن أستنكر المنكر وإن فعلته، وأن أستغفر ربي وأن أنوي التوبة إليه”، وأهم ما يتوجب علي مراعاته وتنفيذه، أنه ولحين الهداية، وفي أي وقت، ألاّ أوذي ولا أظلم أحداً، إذ أن الله تعالى يغفر حق الله للعبد ولا يغفر حق العبد للعبد.
    يتملك الإعجاب مستمعيّ فيتمتمون بقوة المنطق وسمو المقصد، فيسألون فأين الحق عندكم كدين؟ أقول الحق عندنا هو الطهارة: طهارة النفس بالإيمان بالخير وبالتسليم للحق عزّ وجلّ، وباجتناب الباطل وزهقه بالحق. وكيف التطهر، كان سؤالهم، فقلت بإعلان الإيمان والتسليم صدقاً، ثم بالإغتسال شعائرياً، وذلك بنية التطهر وبموجبات التشريع، فهو بذلك طهارةٌ للنفس وطهارةٌ للبدن، واعتمد الإسلام غسل البدن لطهارة النفس لأنه يعتد بالنظافة فهي أهم آدابه. فيسألون “وما دور القساوسة في تطهير الفرد عندكم؟”، أقول لا يطهِّر الفرد إلا نفسه، عدا الميِّت، ولا قساوسة في الإسلام، رجال الدين عندنا هم الإمام في الصلاة، وأوسع المصلين علماُ يتم اختياره ما أمكن من معرفة ذلك، ومن بين الأكثرين علما يُختار الأكبر سناُ. و الآذان يقوم به من أقدرُ تبكيراُ و أجلى صوتاُ، وكلاهما عمل طوعي لا أجر عليه، إلا إذا ما كلف القائم به ما لا طاقة له به، أو حرمه من كسب العيش الحلال لضرورة مواظبته عليه.
    كان دائماُ ذلك الحديث يقود إلى أن يعبر من يناظرني من إعجابه بالدين الإسلامي وعن رغبته في معرفة المزيد عنه ونيته على اعتناقه، فأوعد بأنني سأقوم بما يلزم، ولكنني أتجاهل، على أنه هوىً عابر. فيعود الشخص يذكرني في يومٍ تالي، وأتجاهله مرةً أخري، فيعود يعاتبني في عدم وفائي بالتزامي مرةً ثالثة، فأخطره أنني كنت أتريث عمداً لأتحقق من صدق نيته وجديته في المواصلة لدخول الإسلام. فيندهش على حرصي ذاك ويزداد ثقةً بصحة توجهه ويسأل كيف له أن يمارس الإسلام، فأطمإنه أنني سأرافقه في أداءِ الشهادة والإغتسال.ثم أعوده على صديقٍ لي من الدعاة وهو جدَّ فرِح بهذا التوفيق المنتظم في دخول هذه الجماعات للإسلام، والذي أخذ على عاتقه توفير القران المترجم، وكتب الفقه المبسُّطة المترجمة، لمن أقدمه إليه، وكنت أرسل إليه الشاب أو الشابة بعد إدخالهم الإسلام لاستكمال المسيرة الإسلامية.
    وحقيقة ً أن أحمد لله هدايتي فهي أسبق من هذه المناسبة، وأحمد له هدايتي منذ تفتح ذهني على التفكير في ذاته عزّ وجل في طفولتي، وكذلك سؤالي له أن يغفر لي ذنبي، فهو لم و لن يتوقف لأنه من معتقداتي الراسخة أن الله وحده هو الذي يعلم أيَّ عبادِهِ قد أفلح وأيَّهم خاب، إلاّ من أنبأنا عنه هو، لذا فأنا رهن رحمته عزّ وجل وسؤالي له بالغفران لن ينقطع وخوفي من غضبه لن يهدأ.
    وهذا ما يهاجس نفسي ويقلق ضميري هل رسالتي في الإسلام لنصرة كلمة الله عزوجل في الصدق والعبادة وإماطة الأذى قد أوفيت ما أتى بطريقي أم تخاذلت وخنعت.
    وها أنا ذا أحمده لهدايته و أستغفره على معصيتي إياه، وقد بدأت في مسيرةٍ منذ طفولتي، تتقاذفني الأسئلة الحائرة والأحلام البارقة، تلهبها جميعها الآفاق المتجددة التي يفتحها عقلى الطفولى المتطور، وفطرتي المستيقظة عن هدف الحياة ومعناها، وهدفي ودوري في الحياة، وتؤججها إطلاعاتي وقراءاتي في كتب الثقافة الإسلامية والعربية الدسمة في مكتبة والدي رحمه الله، كتباً عشقتها وقتها، وأدركت ثروتها لاحقاً، مثل: شرح إبن عُقيل، مجموعة العقد الفريد لإبن عبد ربه الأندلسي، الحيوان للجاحظ، البخلاء للجاحظ، زاد المِعاد في هدى خير العِباد لإبن القيِّم، عصر المأمون لأحمد فريد رفاعي، كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، شرح إبن كُثير، سلسلة كتب دائرة المعارف الإسلامية، سلسة كتب السيرة النبوية لإبن هشام، الدر المصون في علوم الكتاب المكنون – للسمين الحلبي، المنار المنيف في القويِّ والضعيف، وغيرها مما لا أذكر الآن، وفوق كل ذلك التفكّر والتدبّر في أيات الله البيّنات وحفظ ما قدرت عليه نفسي، وكان خمسة أجزاء، فتمكَّنَتْ من عقلى ولازمتني عمري كله في البحث عن الحقيقة، في البحث عن معنى الحياة والسعادة في مفردات الحق، في البحث عن دوري كفرد في حمل أمانة الجماعة والتعرُّف على دور الجماعة في حمل أمانة أفرادها

    في خضمِّ ذلك دخلت في تجارب ومغامراتٍ، وانكشفت لدي حقائق مرة وتحدياتٍ صارخة، كشفت لي الوجه الكالح للشر، والمرارة المصاحبة للخير، وتحدٍّ وجهاً لوجه مع الواقع وقسوة خياراته: مع القبض على الجمر أو مع الإنشغال بالخُلد، مثلاً في التماشي مع المثل السوداني القائل: "بيت أبوك كان خرب شيل ليك منه شلية" وبين قول الشاعر "وطني لوشُغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخُلد نفسي"
    معركة مع الشر والفساد في الداخل، ومع الخوف والضياع في الخارج…
    معركة محاربة الظلم وما يمارس حديثاً من الإرهاب، ومناصرة الحق وما يعرف حديثاً عن الحرية وحقوق الإنسان.
    وارتسمت لديّ لوحة الواجبات التي عليّ عدم التخاذل فيها، فرغم تخصصي في حياتي كلها في علوم الهندسة ومهنتها، ورغم هواياتي المتعددة في الفنون وفي الموسيقى وفي الرياضة وفي السفر، لم يهدأ عقلي عن التعلق بالبحث عن وفهم الحقيقة وواجب الحياة، فالأمر ليس مادياً، وقد فتح العلم عقولنا لنرى كيف أن المادة وضخامة قوتها وغور أسرارها، ما هي إلا خدشُ يسير في سجل العلم الذي لا نعلم والذي يزداد عنا بعداً كلما ازددنا نحو قرباً، تدفعه الهدي الإلهي للقبول بأن أسرار الكون أكبر من عقولنا المحصورة، وأن الرسالة الإلهية هي أصدق ما حاور عقولنا وقسمنا في محوري الحق والباطل. ويصطرع الدارسون والمتسابقون في تقسيم الحظوظ والأدوار بتقييم الدول أو القوميات أو الطبقات أو الأديان وتوزيعها على المحاور، لتعرّف الأوطان، ويتم التعريف وهي بخير سُعاتها وبشرّ مكيديها، ونسوا الانحياز للخير وتعبيد الطريق للجوء إليه، والبعد عن الشر وتعبيد الطريق للهجرة منه
    في صراع الخير والشر.

    معركة الوطن.... والهروب إلى الوطن























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de