أفاق ثورة البنفسج بقلم دكتور الوليد آدم مادبو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 08:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-19-2019, 03:41 PM

الوليد ادم مادبو
<aالوليد ادم مادبو
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 80

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أفاق ثورة البنفسج بقلم دكتور الوليد آدم مادبو

    02:41 PM December, 19 2019

    سودانيز اون لاين
    الوليد ادم مادبو-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    تختلف ثورة ديسمبر المجيدة عن سالف الثورات في أنها تعتبر إفاقة روحية أكثر من كونها إنتفاضة شعبية. الاولي لا تعيقها المكايد ولا تستوقفها المطبات، امّا الثانية فيسهل على المتواطئين الالتفاف حولها والعمل على إفراغها تدريجيا من محتواها الروحي والفكري.

    هناك احاسيس مزدوجة ومشاعر مختلطة تزدحم في دواخلي في هذه اللحظة وفي هذه الصبيحة العبقة وانا استنشق سماء الخرطوم -تلك المدينة الباسلة - لتذكرنا بالتضحيات التي قدمها جيل البطولات والذي دفع روحه ثمنا غاليا في ساحة الاعتصام خاصة لتخليصنا من الطاغوت (ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين، من فرعون انه كان عاليا من المسرفين)، ومن عجب اننا ما زلنا نبحث عن الجناة.

    الجناة هي ذات المجموعة التي سعت لتفخيخ مسيرة البناء الوطني بتحويلها مؤتمر المائدة المستديرة من مؤتمر للحديث عن الحقوق والواجبات وتعريف العقد الاجتماعي الي مؤتمر لمناقشة الدستور الاسلامي.

    يومها بدأت مسيرة الاتجار بالدين وتكونت في ذاك المحفل الوطني العصابة التي ستتكفل بتحويل تلك المنصة الى محفل طائفي يتم فيه استدراج الوطن الى ساحة الإفك والاتجار بالدين.

    لم تقو القيادات الشابة حينها مقاومة هذا الابتزاز لأنها لم تمتلك مشروعا أصلا والأخطر انها خشيت فقدان "جمهورها الديني" !

    تلكم كانت لحظة انفصال الجنوب والتي طرد من قبلها بعضا من نواب الشعب السوداني من البرلمان تمهيدا لقيام ديمقراطية دينية التي هي صنو الاستبداد السياسي والعسكري.

    اجريت حوارا مع احد ملوك الوسط (بمعنى الوسطية الأيديولوجية) قبل عقد ونيف من الزمان، مولانا ابي للير، فقال لي أن الترابي كان ينظر اليه في ذاك المؤتمر وكأن ذبابة ركّت على كتفه عندما كان يتكلم عن الخصوصية الثقافية والتاريخية لشعب الجنوب. وها نحن ننظر ذات النظرة للحركة الشعبية وحركات تحرير السودان. فهل سيؤدي ذلك إلى انفصال غرب السودان؟لا اعتقد فالريف يسهم ب ٨٠ في المئة من الناتج القومي الإجمالي وهم -اَي نخب المركز- يجئرون لمجرد حصوله على اقل من ٥ في المئة. ولذا فهم لن يجرئوا على ابعاده طمعا في ثرواته وليس اعتزازا بعمقه الهوياتي.

    إن الوعي المتدني عند الليغ السياسي القديم وتوابعه يقابله وعي متنامي عند النخب المنعتقة من الوصاية. وقد استشعرت ذلك وتيقنت منه عندما استمعت لإحدى الناشطات تعقب على قانون النظام العام وتشرح حيثية إلغائه.

    قالت الناشطة والتي هي محامية من حيث التكوين والتأهيل العلمي ان مهنة بيع الخمور هي "مهنة شريفة" تمتهنها نساء الهامش. بهكذا أسلوب وبمنتهى البساطة اختزلت السيدة الناشطة قضية ذات ابعاد ثقافية وسوسيولوجية معقدة، أو لعلها ارادت الهروب الي الامام كي لا تضطر للتكلم عن قضية الرق وتداعيه الاقتصادية والاجتماعية المعقدة.

    عندما الغي الإنجليز الرق، كان ٦٠ في المئة من مواطني العاصمة من العبيد والذين اضطروا في غياب الكفيل لممارسة البغاء وبيع الخمور. المأساة ليس في ظلم هؤلاء انما في إسقاط الانطباعات عنهم على المجموعات الزنجية كافة في السودان. ولذا عندما توصف إحداهن بانها "خادم" فالانطباع عرقي وسلوكي انحرافية.

    هنالك إشكالات حقيقة في الشخصيةالثقافية السودانية يلزم الإقرار بها بيد أنها لا تحل بالشعارات او بالتعاطف غير الأصيل وغير الناضج، انما بالترتيبات المؤسسية مثل الديمقراطية الفدرالية التي تعطي اهل الأقاليم كافة حق الاحتفاء بموروثاتهم والاستفادة من ثرواتهم. لا داعي اذن للوقوف عند مصطلحات مثل العلمانية والحكم الذاتي لأنها تؤجج العواطف في غير جدوى ولا تحقق المقصود. الأخطر، أنها قد تكون اكثر ديمغاغوية من مشروع الأسلمة الذي لم يستطع أصحابه تعريف معالمه حتى هذه اللحظة.

    اثار موضوع المناهج مؤخراً جدلا لأن المشرفين عنوا بالمخرجات ولَم يحتفوا بالإجراء الذي يتطلب تكوين لجان من اهل الاختصاص لتصميم السياسات وفق منهجية علمية وديمقراطية فهذه تعتبر اهم افاق ثورة البنفسج (نسبة لاختلاط البياض بالحُمرة وما سال من دماء).

    من حق الشعب السوداني ان يحتفل بثورته ومن حقنا كمثقفين عضويين وفرنا الغطاء الإعلامي والفكري الذي تحرك تحته الثوار دونما مِنّة او إطاعة لهو النفس ان نقول لمن كانوا محل ثقته فسولت لهم أنفسهم الالتفاف حول مبادئ الثوار انهم سيدفعون رقابهم ثمن الخيانة وثمن الاستهانة بمقدسات هذا الشعب العظيم.

    إن اصحاب المخيلة الضعيفة ينزعجون أشد الانزعاج لعرض المثقفين الأحرار رواية تختلف عن الرواية الرسمية التي ألفوا سماعها لان ذلك يؤثر على تماسكهم الوجداني.

    يسع هؤلاء ان يتكئوا على ارجل الثورة الثلاثة (الحرية والسلام والعدالة) كي يستعيدوا توازنهم فالثورة ماضية والنصر الحقيقي قادم باْذن الله.

    الوليد آدم مادبو

    ١٩ ديسمبر ٢٠١٩
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de