هــــــــي الدمـــــــــــوع في دولــــــــة المهالـــــــــك !!
يقال : كل صلاة لا تبدأ بفاتحة الكتاب هي خداج .. والسودان مولود قبل مولده كما تؤكد الأحوال .. مولود معلل خداج أوجع الأهل بألوان الهلاك .. لقد كلت الأقدام في السعي في إيجاد من يصلح الأحوال .. كما كلت الأقلام في سرد الدموع حتى نفذ المداد .. ولادة كانت عسيرة بجهد الجاهدين من الأبناء الكرام .. بذلوها نضالاُ وكفاحاُ فيا ليتهم تمهلوا قليلاُ .. ومنذ البداية والمولود يشتكي من داء التوحد والانفصام .. وقد أهلك الأمة بكثرة الأوجاع والأسقام .. هي بلاد عزيزة في نفوس أهلها رغم أنها بغيضة المذاق .. وهي كالقرد الذي يماثل الغزال في عين أمه جمالاُ !.. وقد تعود الشعب أن يتغنى بالوطن العزيز رغم عيوبه تلك الكثيرة .. ويقول للعالم من حوله تلك بلادي تتعالى فوق الثريا .. والحقيقة تؤكد وتقول أنها بلاد تراوغ السنين في الهوامش الخلفية .. دولة معاقة عليلة منذ مولدها تحمل كل ألوان البلية .. لم تتقدم خطوة نحو الأمام منذ أن نالت نعمـــة الحرية .. والشعب في وطني مهما يبذل التضحيات لا ينال إلا تلك الأذية .. من يشاهد الأحوال في بلاد الناس يهلل إعجاباُ وذهولاُ ثم يركع بالتحية .. ومن يشاهد الأحوال في بلادي يقف باكياُ حزيناُ ليزرف الدموع الغزيرة .. لا توجد أوجه المقارنة بيننا وبينهم رغم أنهم تحركوا بعدنا في المسيرة .. وشتان شتان بين رياض ترتقي فوق المعالي وبين حياض تملئها مياه الضغينة .
الأوطان من حولنا تقودها عقول واعية .. وبلادي دائماُ تقودها عقول خاوية ..ولقد تناقضت المناسك في بلادي بقدر يجلب السخرية .. فالعاقل في بلادي يفقد العقل بكيد الكائدين ثم يمشى في الطرقات حافيا .. والجاهل في بلادي يتقلد المناصب ثم يصبح حاكماُ .. والفاسد في بلادي يدعي التقى والصلاح ثم يرتقي في المنابر ناصحاُ .. والعبقري في بلادي تتجلى عبقريته في ألوان الفساد ماهراُ .. والمعارض في بلادي يستميت حتى يملأ الجيوب ناهباُ .. والمتمرد في بلادي يفتري الأكاذيب ثــم يقتل غادراُ .. والتاجر في بلادي يتاجر بالذمم والأخلاق شارياُ وبائعاُ .. يطمع في الثراء الفاحش حتى ولو كان للأكفان نازعــاُ .. هو ذلك المنافق الذي يدعي الأمانة ثم يهلك الناس بالأسعار رافعاُ .. جشع حقود مقيت لا يتقي الله في العباد خاشعاُ .. والموظف في بلادي هو ذلك الموبوء بالتكاسل والخمول ولا ينشط إلا حين يخدم راشياُ .. والمواطن في بلادي يرائي بالمودة والإخاء ثم يضحك كاذباُ .. والبيئة في بلادي بساط من الأوساخ والنفايات تحت الأقدام فارشاُ .. بيئة لا تليق بالبهيم والأنعام ناهيك عن بشر يدعي أنه كالآخرين ناطقاُ .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة