إذا صدق ذلك الخبر فالخطوة التالية هي الضبط والربط !!
الأنباء السعيدة التي ترددها الألسن في الساعات الأخيرة أن مناديب تلك الدول الذين اجتمعوا بالخرطوم بالأمس قد التزموا بتقديم ما يعادل ( 6 مليار دولار ) لدعم دولة السودان حتى تتخطي تلك الضائقة والمعضلة الاقتصادية .. ومازالت الدراسات قائمة لإعفاء السودان من تلك الديون القديمة .. وكان الرئيس السوداني عبد الله حمدوك في خطابه أمام هؤلاء قد طالب تلك الدول بمساندة مالية سريعة حتى تخرج دولة السودان من تلك الضائقة الوخيمة .. كما أنه طالب بإعفاء السودان من تلك الديون القديمة .. وحتى هذه اللحظات التي أكتب فيها هذا الخبر السعيد لم يصدر أي بيان رسمي من أي طرف من الأطراف .. وقد يتم إعلان ذلك النبأ السعيد بعد ساعات قليلة .. ولكن يحق للشعب السوداني أن يفرح إذا لاحت أية بوادر خير في الآفاق .. والألسن السودانية تقول ( اللهم أجعل محصلة ذلك التجمع خيراُ ) .
أما المعضلة الكبرى التي تتوجس منها نفوس الشعب السوداني فهي أن تلك الأموال الممنوحة ( إذا صدقت تلك التكهنات ) قد تذهب هدراُ ( بقد القفة ) كما يقال في المثل السوداني .. وذلك إذا لم يتم ( ضبط وربط ) كل الأوضاع والمسارات في السودان .. وبالصراحة التامة فإن الساحة السودانية اليوم تعج بكل ألوان الفساد من قمة الرأس إلى أحمص الأقدام .. وأبواب الفساد مفتوحة على مصارعها .. والبلاد تشهد حالات من الفوضى ليس لها مثيل من قبل .. وقد خليت الساحات من تلك السلطات التي تمارس القانون والأحكام .. فمازالت عصابات التجار في السودان يفسدون في البلاد طولاُ وعرضاُ .. وهم هؤلاء التجار الذين ينتظرون السانحة وينتظرون تلك الأموال بفارق الصبر وأفواههم مفتوحة كأفواه التماسيح .. ومازالت فئات السماسرة الجشعين ينتشرون في كل مرافق الحياة بالسودان بأفواه مفتوحة ليملئوا الأرض فساداُ .. ومازالت مجموعات الفساد والإفساد يحتلون المواقع في مراكز الخدمات لزوم النهب والرشاوي والاختلاسات .. وما زال هؤلاء البلهاء الأغبياء الذين يجيدون حالات البذخ والاستنزاف والإسراف متواجدون في مواقعهم القديمة .. والسودان في هذه اللحظات موبوء بكل ألوان وأشكال الفساد .. والعبرة ليست في الحصول على تلك المنح والأموال بالدولارات ولكن العبرة كل العبرة في كيفية التصرف في تلك الأموال بالطريقة السليمة التي تنفع البلاد .
لا بد أن تنشط تلك الجهات المسئولة في البلاد لإظهار هيمنة الدولة للأمور .. ولا بد لحكومة السودان الحالية أن تشدد قليلاُ في محاربة الغلاء والفساد حتى يخاف هؤلاء المفسدين الذين يملئون الأرجاء .. ولا بد من ضبط الأسواق في السودان قبل كل شيء وقبل أية خطوة .. حيث لابد من رقابة لصيقة للأسعار في البلاد طوال الساعات والأيام والشهور والسنين .. ولابد من رقابة لصيقة للمواصفات والقياسات والأحجام والمكاييل والأوزان .. ولا بد من رقابة دقيقة تمنع الاحتكارات والتخزين والتلاعب في السلع الضرورية .. ولابد من ضبط الحدود السودانية لوقف ومنع ذلك التهريب الكبير .. ولابد ،، ولابد .. ولا بد ،، وألف لا بد .. حتى يستفيد الشعب السوداني من تلك المنح .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست