تناولنا القضايا بما فيه الكفاية .. وقد طالت شهور الأخذ والرد والمناوشات .. كما طالت فترة اللت والعجن .. وقد مسخت ظاهرة اللوم والعتاب والرميات والتجريح .. تلك الظاهرة التي قد فاقت الحد والمعقول .. وجاء الوقت ليلتقي الجميع حول المحور الذي يفيد البلاد .. وهي الخطوة التالية في مسارات تؤكد حسن النوايا .. والانتقال من قاعات الكلام إلى قاعات الأفعال .. حيث البداية في خطوات ( السودان الجديد ) .. ولا بد للعبقرية السودانية أن تتجلى في تلك المرحلة الجديدة .. وتخلق سوداناُ يخالف القديم جملة وتفصيلاُ .. سودان يفاجئ العالم بالطفرة والتقدم والنماء والبناء والتعمير .. وعلى أبناء السودان الابتعاد كلياُ عن تلك التجارب في الماضي .. وهي تلك التجارب التي أهلكت البلاد .. والأمة السودانية اليوم تنتظر الألمعية في ابتكارات شبابها الواعد .. ولا تريد ذلك السودان الجديد بنفس المنوال السابق الذي كان يجاري الشعارات لمجرد الشعارات دون مواكبة تعني التقدم نحو الأمام .. كما أن الأمة السودانية تريد التخلص من تلك النزاعات الجهوية المقرونة بالتمرد والاقتتال .. فتلك الصورة العقيمة قد عطلت وأخرت البلاد كثيراُ عن ملاحقة الدول المتقدمة .. جاء الوقت ليلتقي أبناء السودان في بوتقة الوحدة والسلام والمحبة .. وأن يكون الوطن ملجئاُ عزيزاُ يطرب قلوب الجميع .. ويمثل ذلك الغطاء الوارف المنيع الذي يقي الكل عند المحن والشدائد .
الخطوة التالية في بناء ( السودان الجديد ) لابد أن تنطلق وفق مخططات ودراسات مستقبلية عميقة يقوم بها أبناء السودان الذين يحملون تلك المؤهلات والكفاءات والمهارات العالية .. وقبل ذلك لا بد أن يجتهد جميع أبناء السودان في إقامة ندوات ومحاضرات ومؤتمرات لتحديد صورة ذلك السودان الجديد ( سودان الغد ) .. وبنفس القدر لا بد للشعب السوداني أن يتحول من صورة ذلك الشعب الكسول إلى صورة ذلك الشعب المنتج المجتهد العملاق .. كما حدث للشعب الصيني الذي تحول من شعب الأفيون في يوم من الأيام إلى ذلك الشعب المنتج العظيم .. وقد أصبح الصين بفضل شعبه المناضل المنتج من أقوى دول العالم اقتصاديا في عالم اليوم .. ونحن نريد من أبناء السودان أن يبدلوا الأحوال رأساُ على عقب بالقدر الذي يؤكد بأن السودان جديد .. وفي نفس الوقت نريد منهم أن يلتزموا بالصمت الذي يواكب الإنتاج والبذل .. ثم الاجتهاد في كل المسارات .. وماضي السودان يؤكد بأن الأبناء قد أهدروا كل المراحل ما بعد الاستقلال في ذلك الكلام باللسان .. ولذلك يجب أن يكون شعار الأبناء في سودان الغد ( العمل والإنتاج وليس الكلام ) .. جاء الوقت لنقول للجميع في كل أرجاء العالم ( السودان بحق وحقيقة يمثل سلة غذاء العالم ) .. وتلك حقيقة سوف تثبتها صادرات السودان من ألوان المنتجات في يوم من الأيام بإذن الله تعالى .. والأمر يومها لن يكون فقط بمجرد اللسان .. والأهم ثم الأهم في سودان الغد أن يرتقي أخلاقيات الأمة السودانية في تعاملاتها .. ولابد من هجر حالات الطمع والجشع من قبل التجار بالسودان .. ولا بد من المستخدم والموظف والعامل السوداني أن يتقي الله حين يبذل ويقدم الخدمات .. ولا يستتر لمجرد التواجد في ساحات الوظيفة ثم يتناول تلك الرواتب والأجور دون المقابل .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست