سقط الأبرياء موتى في ذلك المصنع !.. العشرات والعشرات من الموتى .. ثم العشرات والعشرات من الجرحى .. والألسن اليوم تلوك بشدة بأن ذلك المصنع كان يخلو كلياُ من معدات السلامة عند الضرورة .. والعجيب في الأمر أن تلك الألسن تتناول ذلك الأمر في دهشة وكأنها لا تصدق ما تسمع !!.. وهي تلك الألسن التي تجهل كلياُ بأن تسعون في المائة من تلك المصانع في السودان لا تحتاط ولا تهتم بعدة السلامة !.. ولا يهمها كثيراُ إجراءات السلامة !.. وفي مفهوم هؤلاء أن إنسان السودان لا يسوى شيئاُ ولا يستحق تلك الإجراءات للسلامة !! . والذي حدث في ذلك المصنع المنكوب ليس بالبدعة التي تجلب الدهشة والاستغراب .. وخاصة ونحن في دولة المهازل .. حيث لا رقيب يراقب في هذا السودان !.. ولا حسيب يحاسب في هذا السودان !.. ولا حريص يتفقد الأحوال في هذا السودان !!.. وإذا كان ذلك المواطن السوداني العادي يفتقد السلامة والأمان والرقابة والحرص والمتابعة من المسئولين في ضروريات حياته من القوت والخبز والصحة والبيئة فكيف يتوقع الناس أن يحدث ذلك للمصانع ؟؟ .. وهنالك جهات في السودان كغثاء الزبد في كثرتها ،، وتمثل الجيوش في أفرادها تقبع خلف المكاتب وتنام تحت المكيفات طوال النهار ثم تقبض الرواتب في نهاية كل شهر دون عائد في المقابل .
الناس يسألون اليوم في حيرة .. من هي تلك الجهة التي عليها أن تراقب إجراءات السلامة في المصانع بالسودان ؟؟ .. يقول قائل أن هنالك هيئة خاصة بالرقابة على سلامة المصانع .. ويقول آخرون أن هيئة الرقابة والمواصفات والقياسات هي المسئولة على تلك المهام .. ويقول آخرون أن هيئة الدفاع المدني هي المسئولة عن مراقبة إجراءات السلامة بالمصانع .. والمعروف أن هيئات الدفاع المدني هي التي تتحمل تلك المسئولية الجسيمة في معظم الدول العربية .. ولكن مهما تكتشف حقيقة تلك الجهة المسئولة تحت أية مسمى من المسميات فهي غير جديرة في مهامها وتستحق التصفية .. بل أكثر من ذلك يجب أن يعاقب المسئولون في تلك الجهات التي عليها رقابة السلامة في المصانع السودانية .. وقد تسببوا في إهدار تلك الأرواح البريئة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة