التحدى لايكمن فى نقد الاوضاع ولكن التحدى الاعظم يكمن فى تغيرها والامساك بادوات ذلك التغير ومسالة فزاعة الهبوط الناعم حقيقة انزوت وتحطمت بقيام الثورة الشعبية وانهار السيناريو المعد لذلك بانتخابات 2020 ويسيطر عليها المؤتمر الوطنى اعدادا وقوانين وتفاصيل صغيرة وفوزا بها للانتقال من النحكم بواسطة سلطة عسكرية بابدال ثوبها الى سلطة مدنية مع حريات ودستور يفوق دستور مابعد اتفاقية السلام قليلا...وبقيام الثورة الشعبية تغيرت شروط ومعطيات اللعبة لكل الاطراف ومن لايعى ذلك فهو يقاتل طواحين الهواء... نعم انتقل الصراع الساسي الى مركز متقدم وخطوة اخرى ونعم تعمل بعض القوة الناتجة من الانقاذ الى اعادة انتاج نفسها وفرض رؤيتها والحفاظ على مكتسباتها ومصالحها كما اعادت اغلب القوى والاحزاب تقييم الموقف بناء للواقع الجديد والناتج من مخرجات الثورة الشعبية واعادت تقييم تكتيكاتها وتحليلاتها بناء للمعطيات والتحديات الجديدة لاعتماد رؤى وسياسات تستوعب هذه التطورات وتتلأم معها ويمكنها تحقيق تطلعاتها المستقبلية عبر هذا الحراك الفكرى والفلسفى للرؤية العامة والشاملة للوضع بعد مخاض الثورة وهذا امر لابد منه...... التمركز فى تحليلات ماقبل الثورة الشعبية وتخالفاتها والامساك بمصطلحاتها من قوى هبوط ناعم وغيرها...هو تمسك بمسطلح لم يعد يعبر عن واقع المرحلة الحالية بدقة سياسيا وفكريا وهو هوس مثقفين متحوصلين بالتاريخ وهوس بالمصطلحات دون سبر مركباتها واغوارها وترف ثقافى مضر وغير واعى وغير خلاق وغير ديناميكى ولا يرى للامام ويعد له ويتحكم به. المرحلة الان والصراع مابين قوى الثورة بتحالفها العريض وقوى الثورة المضادة وتحالفها ذو الطيف الواسع من انتهازيين وحركات اخوان مسلمين وطفيليىة واثرياء حرب وادارات اهلية وكل ما تم تمثليه فى مخاض تجمعات حميدتى فى بداية الثورة لسرقتها من قوى الحرية والتغيير. اذن الاولوية الان للتحالفات العريضة والالتزام بها لتحقيق اهدافها وهى مرحلية نتفق لكل طيف تحالفاتها باحترام خصوصيتها الذاتية وخلفياتها الفكرية ومن اراد السير وحيدا فهو يشق الصف ويساهم فى واد الثورة ويعتبر متخالفا سريا مع اهداف التحالف المضاد والذى نعنى به قوى الثورة المضادة ويساهم فى عدم ترجيع نيزان القوى لصالح الثورة واهدافعا ويعزز من ضغوط معارضيها بشكل غير مباشر ويسبب ضغوط اضافية واشغال قوى الثورة عن تحقيق اهدافها.... التحدى الان هو الاسهام والمشاركة فى التغيير وتثبيت اهداف الثورة والجماهير وذلك بالمشاركة الفعلية فى كافة المستويات التنفيذية والتشريعية والفكرية لتكون بفعالية اكبر وجزء من الاسباب الذاتية للتطور نحو الافضل ومن ضمن اليات الصراع الفغالة والتى تعمل من داخل اطره الفعلية وليس من ابراج المراقبة فلايمكن تجزئة العمل على المستوى الشعبى عن التنفيذى والتشريعى والفكرى وفى ذلك تطوير وتدريب ورفع مستوى الاداء للعضوية ورفد المستقبل بالخبرات المتراكمة نتاج الانغماس فى العمل السياسي بكافة مستوياته خصوصا للاحزاب التى تعبر عن صفوة فكرية ورؤية تقدمية وليست بمرجعيات طائفية او اقليمية مناطقية... فقوموا ايها الثوار الى صلاتكم وانبذوا العزلة والتحوصل الثقافى فاالمرحلة جبهات وتحالفات متصارعة وعمل جماعى لامكان فيه للفردانية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة