اقترحوا وقالوا لما لا تدمج قوات الدعم السريع مع القوات النظامية تحت قيادة واحدة ؟؟. فأجاب البعض قائلاُ : ( طيب ما هنالك أيضاُ قوات كتائب الظل !! ) .. فقالوا : ( ولما لا تدمج تلك الكتائب كذلك للقوات النظامية ؟؟ ) فقالوا : ( طيب ما هنالك قوات الاحتياطي المركزي !! ) فقالوا : ( طيب ولما لا يكون الأمر كذلك ؟؟ ) .. فقالوا : ( طيب ما هنالك المباحث الخاصة والأمن وفرق التدخل السريع !! ) ثم قالوا ( وطيب ما هنالك القوات الخاصة التي تتبع للأفراد أصحاب النفوذ في الماضي !! ) .. ثم قالوا ( وطيب ما هنالك تلك القوات المتمردة المسلحة في الكثير من أرجاء السودان تلك القوات التي تشترط الاستيعاب والدمج في مقابل السلام !! ) .. وعند ذلك يدخل الناس في حيرة وعجب ويقولون : ( بسم الله الرحمن الرحيم !! شنوا الحكاية ؟؟؟؟؟ ) .. قوات في قوات في قوات وكأن السودان معسكر لجيوش العالم !!
وتلك القصة ذكرتني بتلك النكتة الظريفة : ( طيب ما قدامكم السحابة وبعد السحابة سحابة !!! ) : طوال السنوات حين كنا نسافر من الشمالية لأم درمان عن طريق اللواري والباصات كنا نمر بقريتين متجاورتين بالجانب الغربي لنهر النيل .. وبينهما مسافة قصيرة تقريباُ واحد كيلو أو أقل .. وحين نسأل العارفين من الركاب عن اسم تلك القريتين كانوا يقولون لنا تلك هي قرى ( تيتي والسحابة ) .. ولكن من الغريب في الأمر أننا لم نصادف أحداُ من البشر في تلك القريتين في يوم من الأيام طوال تلك السفريات !!.. وكنا نظن دائماُ أن تلك القريتين غير مأهولتين بالسكان .. بل هي مجرد منازل مهجورة ومقفلة لغياب أهلها المسافرين في أرجاء المدن والعواصم .. وحينها كان البعض يغالط في الأمر ويؤكد أن تلك البيوت مأهولة وعامرة بالسكان ولكنهم في العادة لا يرحبون بالغرباء .. ولذلك هم يتوارون عن الأنظار تعمداُ عندما يقترب أحد لديارهم .. ثم دارت السنوات وجمعتنا الصدفة فيما بعد بأحد أبناء تلك القريتين في بلد من بلاد الخليج العربي .. وأثناء التعارف السريع عرفت بأنه من أبناء تلك القريتين .. فضحكت ثم رويت له قصة تلك القريتين الراسخة في الأذهان .. فضحك بدوره وقال : ( ألم تسمع بتلك النكتة المشهورة عن تلك القريتين ؟؟ ) .. فقلت له لا .. فقال يحكى في القديم أن جماعة من الناس كانوا مسافرين بالحمير وقبل أن يمروا بتلك القريتين قالوا : ( إذا لم نخرج من قريتي تيتي والسحابة قبل غروب الشمس فلن نجد مكاناُ للمبيت فيه !! ) .. وفعلاُ جهدوا في السير حتى وصلوا لقرية ( تيتي ) والوقت قبل الغروب بقليل .. وأثناء السير خلال المنازل في ( تيتي ) قال أحدهم : ( الحمد لله لقد كدنا أن نخرج من تيتي قبل غروب الشمس !! ) .. وعند ذلك سمعوا صوتاُ من داخل أحد البيوت يقول لهم : ( وطيب ما قدامكم السحابة وبعد السحابة سحابة !!! ) .
والعجيب في الأمر أننا فيما بعد عرفنا الكثير والكثير من تلك الأسماء المشهورة لأبناء ( تيتي والسحابة الأجلاء ) .. والسودانيون يسمعون كثيراُ بفلان التيتاوي .. وعلان التيتاوي .. وهنا نقدم الاعتذار للإخوة الأفاضل بقريتي ( تيتي والسحابة ) .. ولو لا أن تلك النكتة جاءت من أحد أبناءهم لما رويناها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة