بمنتهى الصراحة الحكاية تردي في الأخلاقيات وضعف في الرقابة !!
تلك الحافلات والمركبات الأخرى التي تفترض أن تعمل في خطوط المواصلات بالعاصمة السودانية أعدادها كبيرة للغاية وتفوق الخيال عند الإحصاء .. وقد تم توفيرها من قبل بموجب دراسات ميدانية كافية ومجدية للغاية .. وبالقدر الذي يغطي ويمنع تلك الأزمة في المواصلات في أي خط من الخطوط .. فإذن أين يمكن ذلك الخلل الذي يسبب تلك الأزمة في هذه الأيام ؟؟ .. وما هي أسبابها الحقيقية .. فتعالوا لنعرف أسباب تلك الأزمة الموجعة .. إذا سألت أصحاب تلك المركبات والحافلات في هذه الأيام لماذا لا تعملون في الخطوط المرخصة لكم كسابق عهودكم ؟؟ .. يجيبون بمنتهى الاستهتار قائلين : ( إنتو عورا ؟؟؟ ) .. أولاُ : ليس من السهل الحصول على الجاز الضروري بمنتهى اليسر .. ثم ثانياُ نحن إذا بعنا كوتتنا اليومية من الجاز في السوق الأسود نكسب أضعاف وأضعاف ذلك المبلغ المتوقع في حال العمل في الخطوط المرخصة لنا من الساعة الثالثة صباحاُ وحتى منتصف الليل !.. بجانب ذلك الإرهاق البدني طوال النهار وبجانب مستحقات الكماسرة .. وبجانب تلك المناوشات العقيمة مع الركاب .. وإذا سألتهم من هؤلاء الذين يشترون منكم ( الجاز ) يقولون أن كافة مناطق السودان حالياُ تعاني من أزمة الجاز .. وخاصة هؤلاء أصحاب المشاريع الزراعية الذين يعتمدون على ماكينات الجاز .. وهنالك أطراف أخرى كثيرة تتلهف في شراء الجاز .. ولا يحتاج الأمر للكثير من الجهد والعناء في تسوق ذلك الجاز .. حيث أن المشتري مستعد أن يأتي للبائع في عقر داره ليشتري أية كمية متاحة من الجاز .. وبأسعار مبالغة .. فإذن أزمة المواصلات هي أزمة تردي في أخلاقيات الناس قبل أن تكون أزمة نقص في الجاز .. وهنالك تقصير من الجهات المسئولة التي تعجز عن توفير الكمية الشهرية التي تغطي حاجة كافة مناطق السودان .. بجانب ذلك الإنسان السوداني الذي يفضل راحة الذات على راحة الشعب الذي يكابد الويلات .. وبجانب غياب السلطة الرقابية التي تفترض أن تراقب حركات الحافلات والمركبات طوال النهار من بدايات المواقف وحتى نهايات الوجهات .. وكان ذلك الأمر سائداُ حتى وقت قريب في أكثر الخطوط بالعاصمة .. ويفترض من تلك الجهات الرقابية أن تسأل أصحاب تلك الحافلات والمركبات عن أسباب غيابها عن الخدمة في الخطوط المرخصة لها رغم استلامهم للحصص اليومية من كوتات الجاز .. وفي حالة ثبوت التلاعب في الأمر لا بد من تلك الغرامات الكبيرة والعقوبات الرادعة الصارمة .. وإذا تكررت الظاهرة لا بد من سحب الترخيص من صاحب الحافلة أو المركبة .. وحرمانه من العمل في أي خط من الخطوط .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة