هناك الكثير الذى يتطلب الكتابة حوله ولكن يعجزنا التعبير اذ لم تكتمل صور الحلول لازماته برؤسنا بعد ومازلنا ندرس بعض تفاصيلها ومركباتها للالمام بجوهرها ومن ثم ادراكها والتعبير عنها برؤية واضحة وحلول منطقية وناجعة. وكمثال لذلك قضية الحلول الممكنة لحكومة حمدوك فى معالجة امر رفع الدعم عن الوقود وبعض السلع الرئيسية واهمية ذلك فى معالجة ردود الافعال الشعبية والرافضة لهذا القرار رغم ادراكها لاهميته فى معالجة الاقتصاد السودانى ووقف التدهور والنزيف المستمر....ام ستلجا لدفن الرؤس فى الرمال الاستمرار فى الكارثة بانتظار رحمة الاقدار ولطف الله بمخلوقاته. وهناك شكوك عميقة اذا ما كان حقيقة علمية ان رفع الدعم سيحل مشاكل الاقتصاد الوطنى ولايفاقمها كمن يطارد شيطان لايمكن اللحاق به اذ من المتوقع برفع الدعم عن الوقود فعلا ان ترتفع اسعار كل السلع تاثيرا بعامل النقل والترحيل كسبب مباشر وارتفاع الاجور وغيرها من ذيادات شاملة مما يعنى زيادة الكتلة النقدية التى لم يقابلها انتاج مباشر مما تعنى تضخم وايضا ارتفاع فى سعر العملات الصعبة وهى ازمة الاقتصاد المراد حلها فى التوازن بين ايرادات الصادر والاستيراد بالعملة الصعبة. وربما يقول قائل الحل ليس فى رفع الدعم ولاتاثير له على الفرق مابين الصادر والوارد ازمة الاقتصاد السودانى الجوهرية وانما يقلل الوارد باتباع سياسة تقشف بالتقليل من حجم قيمة الواردات ورفع الصادرات ليحدث التوازن تدريجيا وابتداء بايقاف استيراد السلع مثل السيارات والاثاثات والفواكه ومستخضرات التجمل وكل السلع الكمالية لعدة سنوات وهو امر ممكن نظريا ويعتبر افضل الحلول. ويبقى ايضا مقدار الدعم هو قضية خاضعة للنقاش فباسلوب مباشر ان لايعقل دعم السلع مهما كانت اهميتها بمقدار 3اضاعاف سعرها فى بلاد امتاجها كالوقود مثلا وقس على ذلك وبتساؤل اضافى الايجب ان تذهب اموال الدعم الضخمة لمشاريع تخلق وظائف وتساهم بالصادر وبالتالى الاسهام بحل مشكلة الاقتصاد الاساسية؟. وعليه يبدو من الخيارات اعلاه بان ازمة الاقتصاد الوطنى تحتاج الى رؤية ذكية وبرنامج طويل الاجل من كفاءات ذات خبرات عميقة لرسم سياسات طويلة الاجل وتدريجية لاختيار افضل المسارات لتجاوز ازمات الاقتصاد الوطنى واختيار الحلول الافضل والامثل ذات الابعاد الاجتماعية والسياسية ولاتنتج الموات بفعل الصدمات العنيفة والمفاجئة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سهيل احمد الارباب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست