القرارات المرة واللازمة برفع الدعم عن الوقود والدقيق امر لابد منه ان اردنا العبور من ازماتنا المستفحلة فى الاقتصاد طوال الفترة السابقة ولابد من معالجة الاثار الناتجة على القطاع الاكبر من الشعب من الفئات الضعيفة وهم الموظفون بالقطاع الحكومة والقطاع الخاص وذلك برفع رواتبهم بالحد الذى يكفيهم حياة الكفاف الكريمة واما اصحاب المهن الحرة فييتكيفون بتسعير خدماتهم وفق التغيرات التى ستحدث بالسوق نتاج رفع الدعم. وهذه القرارات يجب ان يسبقها مجهود اعلامى حكومى ضخم يشرح المقتضيات ويوضح الاهداف عبر وسائطه المقرؤة والمسموعة والمرئية ومن خلال مؤتمرات صحفية راتبة ومكررة من وزير المالية والسيد رئيس مجلس الوزراء وذلك ترسيخ مبدا الشفافية والوضوح المطلق واشراك الشعب فى تحمل القرارات والاسهام فى الحلول الجزرية لمشاكل الوطن ومعالجة الاختلالات بالاقتصاد الوطنى وتصحيح مساره الى مسار نهضوى وتنموى يستشرف افاق المستقبل ويخلق قاعدة للنقلة والخطوة الكبرى نحو الريادة والتقدم. واى قرارات تتجاوز هذه الخطوة بدعاوى الخوف على الاستقرار السياسي والحفاظ على الحكومة من السقوط بسبب السخط الشعبى المتوقع هو المذيد من الامعان فى دفن الرؤوس فى الرمال والتغاضى عن رؤية الحقيقة وتاجيل فى معالجة سرطان الاقتصاد الوطنى وتركه ينتشرر حتى انتظار الموات الحتمى. واما الحلول المطروحة الاخرى فهى غير عملية وغير فعالة ومجرد شعارات وذلك لاسباب موضوعية ليس لفارغ محتواها فامر استرداد المنهوب من اموال الوطن امر ضرورى ولكنه ليس بالامر الذى يتحقق سريعا ليكون ضمن هياكل ميزانية الدولة لهذا العام او الذى يليه....وامر الاعتماد على القروض والمنح ليس بكاف ايضا لاسباب تتعلق بجدوى توجيه هذه القروض فى الدعم بدلا من المشاريع التنموية التى تنهض بالاقتصاد وتجابه تحديات ومطالب المستقبل والاجيال القادمة مادامت ستكون دينا وعبئا ملقى على كاهله.... وامر فرض مذيد من الضرائب المباشرة وغير المباشرة على السلع والخدمات والمشاريع الاستثمارية فسيلقى اعباء على الاقتصاد والتنمية وهروب الاموال الى الخارج لظروف جاذبية افضل. اذن فلا خيار غير مجابهة التحديات الماثلة امام الاقتصاد الوطنى واهمها عب الدعم المتواصل والذى ياكل جزء ضخم من ميزانية الدولة والذى من الافضل توجيهه للتنمية من خدمات وتعليم وصحة ومشاريع انتاجية والا ستظل امرا مؤجلا وكرة ثلج تكبر مع مرور الزمن وتحطم كل القادم من مستقبل واهتمام بالتطوير والافاقة من الجب العميق للازمات الموروثة منذ عقود بعيدة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة