|
جنيالوجيا السؤال بقلم علي بلدو
|
09:31 AM November, 16 2019 سودانيز اون لاين علي بلدو-السودان مكتبتى رابط مختصر
اقوال اخرى
كثير من يتساءل كل يوم عشرات الاسئلة و في كل شئ و عن اي شئ , من السياسة للاقتصاد’ للفكر و الادب و الرياضة و الفن و الدين و الشعر و كل ضروب و مناحي الحياة المختلفة بتشعباتها الكثيرة و طرقها الملتفة و اوديتها السحيقة. و لكن كم منا فكر في اجابة سؤال : ما هو السؤال ؟ و ما هو التساؤل؟ و ما هي الاسئلة؟ و هنا تتحرك في دواخلنا نوازع شتى عن طبيعة و كنه الفكرة و المغزى من السؤال نفسه’ و هل هو تقريري ام تاكيدي؟ هل هو تهكمي ام استفزازي؟ قد يكون جديا و كما قد يكون هزليا, و غيرها من التقسيمات. و في بلادنا تدور الاف الاسئلة دون اجابات مقنعة بداء من عصور نبتة و كوش و انتهاءا بهذا العصر الذي امتلاء بالاسئلة حتى فاض و غمر الارجاء و لا يزال, و للعجب فان كثير من اسئلة اهلنا الطيبين تبقى بلا اجوبة ’ او باجابات اصعب من السؤال نفسه, من عينة خلوها مستورة و فقه الضرورة , و هلم جرا.. لقد اصبح الكثير منا مزعجون كما الاطفال بكثرة الاسئلة, و كان السؤال دوما ما يخشاه اهل السلطان بسبب انه الدافع للفكر و الباعث للحركة و التفكير و الاندهاش و بالتالي الابداع و التجلي و اخيرا الثورة و الانقضاض على االواقع و تغيير المفاهيم و بناء المستقبل الجديد. و هنا تصبح عبارة (الوضع مستتب) و ( الاحوال هادئة) لا معنى لها’ و تصبح عبارة( لا جديد تحت الشمس ايضا غير ذات معنى ’ فالسؤال لا حدود له سواء كان تحت الشمس ’ ام داخلها ام فوقها!
و من الطريف ان الفيلسوف العجوز طاليس كان تواقا , لمعرفة مايجري في السماء و الكون و هو يمشي ناظرا بعينيه لاعلى, فلم يعد مهتما بالنظر لما يحدث تحت قدميه , فوقع في حفرة و سخر منه الناس, و لعلنا الان اصبحنا كذلك باهتمامنا بامور ليست ذات اولوية و ننسينا ابجديات في حياتنا اليومية. ان حياة الحقائق و استمرارية التطور العقلي و الروحي’ مقترنتان اشد الاقتران بالية النقد و المراجعة و المساءلة الدائمة. , و هو مثل الوقود الذي يدفع بعجلة التطور للامام, فاذا غاب النقد و توارت الروح النقدية عن اي مجتمع او اي فاعلية انسانية فسيكون مصيرها التحجر و التصلب, و لا غرو ان يتفتت و ينفصل و يتشتت من شدة الصلابة, اي للحركة و البقاء و التمدد و التلاحم.
من الذي باع لنا ماء نيلنا في زجاجات, ومن الذي عباء لنا هواء ارضنا في اسطوانات, و من ذا الذي نهب خيراتنا و اعطانا الفتات’ و هذه نماذج لاسئلة تبقى بلا اجابات ’ و ان اجاب عنها البعض’ فتبقى بلا كلمات’ و ان تكلموا فليس سوى همسات’ و ان همسوا فلا تبقى سوى العبرات. و اما عن تساؤلنا عن ما هو السؤال الذي لم يساله احد في هذه البلاد؟ و لماذا لم يسال؟ و ما هي اجابته؟ فتكون الاجابة: و لماذا نسال , ما دمنا نعرف’ اليس كذلك!
|
|
|
|
|
|