ماساة دارفور هزت العالم كله وسمع بها حتى من به صمم فقد حصد البشير ارواح اكثر من ٣٠٠ الف برىء بلا مبرر وكما قال البشير نفسه وبلسانه قتلنا ناس فى دارفور فى سبب لايقتل فيه خروف واحد وأحال دارفور لجحيم ودارفور قبل الانقاذ كانت تشع بالطمأنينة والأمان واتذكر اننا زرنا فى بداية الثمانينات منطقة قلول فى جبال مره فكان المواطن سيد البلد عندما يقابلك فى طرقات القريه الضيقه يفسح لك الطريق المعبد ويدخل هو الطريق الوعر وهم اهل كرم وجود ويعيشون فى هدوء وسلام لا يزعجون المركز اطلاقا فجاءت الانقاذ وأحالت ذلك السلام الجميل الى دماء وقتال بلا سبب ملموس غير ان رئيس النظام ذو الراس الخاوى كان يعتقد انهم من طبقه اجتماعيه متدنيه ينبغى قهرهم والتخلص منهم وان يحل محلهم آخرون ولو من الدول المجاوره ( هناك فديو اشار فيه لذلك ) ومأساة دارفور هزت الضمير العالمى فتعاطف معهم واذكر ذلك اليوم الذى أتت فيه ابنتى وهى فى المدرسه الابتدائيه بلا افطار وقالت ان مدرستها تبرعت بثمن الإفطار لأهل دارفور وكان ذلك فى مدينه صغيره قرينزبورو فى نورث كارولاينا وهكذا تعاطف الملايين مع ضحايا ماساة دارفور فى كل انحاء العالم وعمت المظاهرات العالم احتجاجا ........ لقد هزت ماساة دارفور الضمير العالمى ولازالت فى ذاكرتى وقائع فديو يصور احد مواطنى دارفور وقد حرقت قريتهم تماما بعد ان قذفت بالطيران الحربى فاحترقت تماما فحكى ان لديه خمسه اطفال وعندما وقعت الواقعه كان فى قدرتهم هو وزوجته ان يختاروا اربعه اطفال فقط ( كل واحد منهم يحمل اثنين ) ليهربوا من الحريق وهكذا كان علبهم ان يختاروا احد أطفالهم للتضحيه به وتركه ليحترق فى اصعب امتحان يمر على بشر ان يختار من بين أطفاله من يعيش ومن يموت
بعد الثوره كنت اظن ان السفاح سيواجه اول مايواجه جريمة دمار دارفور بل لا ابالغ ان قلت ان كل العالم كان يترقب ذلك ولكن للاسف العداله عندنا اختارت ان تلاحق البشير فى الاموال وتترك الارواح !! فقدمت البشير للمحاكمه فى جريمة غسيل اموال ببضعة ملايين من الدولارات ولا شك ان العالم اندهش لهذا الاختيار الغريب فهى تشبه ان يقتحم مجرم منزلك ويقتل أطفالك وزوجتك ويغتصب ابنتك ويسرق بعض المال فتقرر ان تقاضيه فى السرقه !!!!
ان مايجرى امامنا من محاكمه للبشير فى جريمة غسيل اموال واهمالنا لجريمة الاباده الجماعيه فى دارفور تنقص من قدرنا امام المجتمع الدولى وتشكك فى عدالة مؤسساتنا العدليه التى اختارت ان تلاحق المجرم البشير فى جريمة غسيل امواله وتهمل ملاحقته فى قتل اكثر من ٣٠٠ الف مواطن برىء بلا ذنب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد الحسن محمد عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست