مقدمة . نواصل مسلسل صدق او لا تصدق لإستعراض بعض الاحداث التي هي اقرب الى الخيال منها الى الواقع المُعاش . نلخص في النقاط ادناه بعض البعض مما استعرضناه في المقالة السابقة لربط السياقات بعضها ببعض : + في يوم الخميس 24 اكتوبر2019 ، خاطب الرئيس البرهان القمة الروسية – الافريقية في سوتشي ، وذكرهم بان وضع السودان في القائمة الأمريكية للإرهاب يهدد نجاح الفترة الانتقالية ويضع العراقيل أمامها . + في يوم الاثنين 28 اكتوبر2019، اكد القائم بالاعمال الامريكي في السودان بان الكونغرس الامريكي هو من يقرر في موضوع رفع اسم السودان من القائمة الامريكية للدول التي ترعى الارهاب ... اي إن القرار سياسي عند السياسيين في الكونغرس وليس قراراً بيروقراطياً عند موظفي وزارة الخارجية والخزانة الذين يلتقيهم المتنفذون السودانيون . + لم يجد خطاب الرئيس البرهان اي صدى في سوتشي ، بل وجد صدى في واشنطون ونيويورك ، كما سوف نستعرضه في هذه المقالة ، والتالية لها . + في يوم الجمعة 25 اكتوبر 2019 ، ارسل اربعة اعضاء في مجلس الشيوخ الامريكي رسالة الى ترامب يطلبون فيها تعيين سفير امريكي في الخرطوم ، في محل القائم بالاعمال الحالي ومنذ اغسطس 1998 . لم يكن المبررالذي دعم به السناتورات الاربعة مطلبهم مساعدة السفير في رفع اسم السودان من قائمة وزارة الخارجية الامريكية التي تحتوي على الدول الداعمة للارهاب ، وهو الهاجس الرئيسي لحكومة حمدوك . بل كان المبررهو تدخل السفير لتكون السلطة التنفيذية عند وزارة حمدوك ، ويكون دور المجلس السيادي الانتقالي دوراً تشريفيا كملكة انجلترة ، والاهم للمساعدة في تصفير دور ميليشيات حميتي للدعم السريع . قائد اسكواد السناتورات الاربعة هو السناتور كوري بوكر ( من مواليد ابريل 1969 ) ،السناتور عن ولاية نيو جيرسي ، وهو صديق للسودان والسودانيين ، ومن اصول افريقية . يدعم السناتور كوري بشدة حقوق المرأة والمساواة الجندرية ، وإعتصم في خيمة لمدة عشرة ايام مضرباً عن الطعام في مدينة Newark , New Jersey دعماً لحقوق المرأة والسود .
هل سمعت يا حبيب، بروزا بارك ( 2005 ) ام والسيدة الاولى في الحقوق المدنية الامريكية كما وسمها الكونغرس ؟ في يوم الخميس فاتحة ديسمبر 1955 ، في مدينة مونتغمري في ولاية الاباما الامريكية ، رفضت روزا بارك ان تخلي مقعدها في حافلة عامة لرجل ابيض كما يقضي قانون الولاية . تم القبض على روزا بارك ومحاكمتها وسجنها ، ولكنها استمرت في كفاحها ضد قانون التفرقة العنصرية في ولايتها الاباما . روزا بارك هي حبوبة السناتور كوري بوكر لامه ، فهذا الشبل من تلك الاسدة.
السناتور كوري معجب بمجاهدات الشابة السودانية ولاء البوشي ، وتذكره بحبوبته روزا بارك ... ربما لاعجاب شيخه مبارك حسين اوباما بها ،وبقوة شخصيتها ، وفصاحتها في لغة العجم ، وقوة حجتها ، وترتيبها للاولويات . يدعم السناتور كوري نبؤة شيخه اوباما حسب ما جاء في مذكرات سوزان رايس بان ولاء البوشي سوف تكون بنازير بوتو السودان ، رغم انف وربما بسبب جلائط المتشددين المتطرفين الذين يسعون في الارض فساداً ويحاربون المرأة ، وجزاء هؤلاء وهؤلاء من المنكفئين ، حسب السناتور كوري ، ان تتم تربستهم في غوانتنامو... ذلك لهم خزي في الدنيا ، ولهم في الآخرة عذاب عظيم . يتابع السناتور كوري الاحداث في السودان ، حسب التنويرالدوري له من وكالة الاستخبارات الامريكية السي آى اي ، CIA خصوصاً عدوان المتشددين المتطرفين في السودان على المرأة ، وعلى إتفاقية سيداو . في هذا السياق ، وفي حوار مع صديقكم الصحفي في صحيفة النيويورك تايمز ، نيك كريستوف ، ركز السناتور كوري على اختراقين من اختراقات الشابة ولاء البوشي ، كما يلي : + الاختراق الاول انها اقنعت اوباما برفع العقوبات الامريكية على السودان ، حسب مذكرات الدكتورة سوزان رايس .
في يناير 2017 ، وقبل مغادرته البيت الابيض باسبوع ، جمد اوباما العقوبات الاقتصادية ضد السودان ، حسب طلب الشابة ولاء البوشي . + الاختراق الثاني وحسب تنوير وكالة الاستخبارات الامريكية ، كانت الشابة ولاء البوشي من قادة وخطباء اعتصام القيادة المفوهين ، والاهم كانت الدينمو المحرك لمظاهرات الاحد 30 يونيو 2019 ، التي قلبت موازين السياسة في السودان راساً على عقب ، واقنعت المجلس العسكري الانتقالي بان الشعب السوداني سوف يعارض وبشدة خطة السيسي بان يستمر المجلس العسكري الانتقالي في السلطة المطلقة لمدة 9 شهور ، يتم اجراء انتخابات صورية سيسية بعدها ، لتنصيب حميتي رئيسا للسودان في استنساخ لنموذج سيسي مصر . حسب بصبصات وكالة الاستخبارات الامريكية ، الشعب السوداني مدين للشابة ولاء البوشي ، مع آخرين ، بالوضع الراهن الذي يقتسم فيه العسكر السلطة مع المدنيين . ومع ذلك ، تجد هذه الشابة الحديدية تذرف الدموع في ذكرى استشهاد شهيد من شهداء الثورة ، مما يؤكد ان الثورة تجري فيها جري الدماء في العروق ، او كما يدعي السناتور كوري بوكر . يا ريت لو سمح الرئيس حمدوك للوزيرة ولاء البوشي بمخاطبة المجتمع الدولي من على منصة الامم المتحدة في سبتمبر 2019 ، كونها شابة ثائرة من قادة الثورة ، لإحداث فرقعة اعلامية مهولة ، حسب نظرية كولن باول Shock and Awe إذن لتمكن الرئيس حمدوك من مقابلة والتحاور مع الساسة الامريكان في الكونغرس ، بدلاً من الموظفين في وزارتي الخارجية والخزانة ... الموظفين الذين لا يقررون في رفع اسم السودان من القائمة الامريكية الارهابية حسب توكيد القائم بالاعمال الامريكي في الخرطوم ؟ ولكن ربما الصيف ضيعنا اللبن ؟ سال صديقكم نيك كريستوف ، الصحفي في صحيفة النيويورك تايمز ، والحائز على اكبر جائزة امريكية ، جائزة بوليتزر ، لتحقيقاته عن دارفور السناتور كوري بوكر عن لماذا لم يطالبوا في رسالتهم لترامب برفع اسم السودان من قائمة وزارة الخارجية الامريكية التي تحتوي على الدول الراعية للارهاب كخطوة مهمة واساسية لدعم وتقوية حكومة حمدوك المدنية الانتقالية ؟
كانت اجابة السناتور كوري بوكر كاشفة لمتابعته اللصيقة والمستدامة للشأن السوداني ، وكأنه يعيش في الحاج يوسف ... وذلك بفضل القرية الكونية المعلوماتية ، ومتابعته لبصبصات وكالة الاستخبارات الامريكية السي آى اي لاعضاء الكونغرس ، ومدهم بالمعلومات السرية الاستخباراتية عن اي بلد يطلبون معلومات عن احواله . يمكن تلخيص ردود السناتور كوري بوكر على اسئلة صديقكم نيك كريستوف، كما ورد في نشرته الاخبارية الاسبوعية Newsletter and Brief التي يرسلها نيك كريستوف لقائمته ، في ان الوقت لم يحن بعد لرفع اسم السودان من القائمة الامريكية للارهاب ، للاسباب التالية : واحد : لا يزال حميتي والمكون العسكري في المجلس السيادي الانتقالي يسيطرون سيطرة شبه مطلقة على القرارات السياسية وكذلك على السلطة التنفيذية ، فالرئيس البرهان هو الذي يمثل السودان في القمم التنفيذية كقمة سوتشي وقمة باكو بدلاً من الرئيس حمدوك . هل رايت رئيس دولة اسرائيل يمثلها في القمم التنفيذية ام رئيس الوزراء نتنياهو ؟ كما ان حكام الولايات من العسكريين ، الذين يكسرون قرارات حكومة حمدوك كما حدث في حادثة مدير صحة ولاية الخرطوم ، وكان حكومة حمدوك خيال مآتة . ( ربما لم يطلع السناتور كوري على قرار الرئيس حمدوك الذي دعم فيه قرار وزيره للصحة ... لذا لزم التنويه) . إذن رفع اسم السودان من القائمة الارهابية سوف يقوي حميتي والمكون العسكري على حساب وخصماً من المكون المدني ومن حكومة حمدوك . اتنين : حسب السناتور كوري بوكر صار السودان حاضناً وليس فقط راعياً للارهاب ، بعد الناي بالنفس الذي اتخذته حكومة حمدوك ووزير الدين الاسلامي في حكومة حمدوك من عدوان رجل الدين الارهابي اسامة بن لادن 2 وابوبكر البغدادي 2 ضد وزيرة في حكومة حمدوك لدعمها لدوري كرة القدم للسيدات . كان اسامة بن لادن 2 السوداني يقود ويخطب في المظاهرات الشعبوية ضد الوزيرة السودانية ، وهكذا مظاهرات تحمل صور اسامة بن لادن الاصلي ، وتبغبغ بشعارات القاعدة وداعش . تلاتة : اختفت المساواة الدينية والتسامح الديني في سودان حكومة حمدوك ، رغم لا اكراه في الدين ، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، فصار اسامة بن لادن 2 السوداني يكفر ويهدر دم وزيرة في المساجد امام الرجرجة والغوغاء والشعبويين لدعم الوزيرة لدوري كرة القدم للسيدات ، واتهامه لها بالباطل بانها عضوة في حزب سياسي يعتبره اسامة بن لادن 2 حزباً مرتداً ، رغم نفي الوزيرة انها عضوة في هذا الحزب . ويتسآل السناتور كوري : وحتى لو كانت عضوة فماهي العلة ؟ وعندنا في ولاية نيوجرسي من يعبدون البقرة ، ومن يعبدون بوذا ، ومن يعبدون النار ... وعادي بالزبادي ... افأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين ؟ اربعة : حسب تنوير وكالة الاستخبارات الامريكية ، عمل الفريق ياسر العطا على ارسال اسامة بن لادن 2 للدوحة في استراحة محارب ليروق المنقة ، واكد له انهم سوف يعملون على تبرئته من التهم التي اتهمته بها الوزيرة ، فالنيابة العامة والقضاة في اياديهم ؟ وبعد كل هذا يا نيك ، تسالني لماذا لن يرفع الكونغرس اسم السودان من القائمة الامريكية الارهابية ؟ نواصل مع الكونغرسمان مايك دويل والشابة ولاء البوشي ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة