|
المهمشون في الارض بقلم علي بلدو
|
01:54 PM October, 29 2019 سودانيز اون لاين علي بلدو-السودان مكتبتى رابط مختصر
خواطر طبيب
ان اركان العالم واضحة و محددة و جلية, لا شبهة فيها و لا غموض , فها ام بيضاء او سوداء و يتلاشى الرمادي بينهما , الا ما اراد الاخرون لنا ان نراه معمشا و رماديا و مهمشا. و التناقضات حدية , و الحل في سلامة الرؤية و البصر و البصيرة لتنجلي الحقائق و تتضح الرقائق:
ذهب الخوف و الرجا و انقضى المدح و الهجاء و انائي غسلته فبدا الصبح ابلجا وبدت نار كالتي كان موسى لها التجا فلا مجال هاهنا لاهتزاز او عدم يقين او شك’ و لا محل لمراوغة او مداهنة و نفاق و مراء’ و يصبح لزاما اتخاذ موقف حاسم و قوي ’ لا تردد فيه للانتماء للهامشي’ المهمش’ الممحوق و المقموع, و ليس هذا فحسب بل و ادانة الطرف الاخر الذي قام بذلك ’ و كلنا نعرف من هو ’ و لكننا نحب الدغمسة و التهميش و الهتاف و الرقيص:
قلت لكم مرارا ان الطوابير التي تمر في استعراضاتنا فتهتف النساء في النوافذ انبهارا قلت لكم مرارا لا تصنع انتصارا
و لا سبيل الي توحد العالم المنقسم , و لن يتحد المهمش مع من همشه, و لن يجعل الله لرجل من قلبين في جوفه ’ حتى و لو كان حدهما صناعيا او متوااليا او مردوفا ’ كيفما اتفق. فنحن نعيش في ازمة تاريخية حادة, و نكسة فكرية في غاية الخطورة, و مازومين حتى النخاع. , و اصبحنا منكسرين لكل شئ من الاسعار الي التيار و من الكبار الي الصغار’ فلا يقين الان الا بالعدالة سواء جاءت من السماء ام من الارض’ و بالمساواة سواء ساويناها بانفسنا ام سويت بنا الارض. قد حصلت الكثير من التجاوزات في هذه الارض, و صار البعض قابضيين على ذواتهم حتى لا تذوب و يتم محقها , و فشلنا في استيعاب لحظتنا و اصاب عقلنا العطب و الذي لم يعالج و لم يشخص’ و اصبحنا نبتلع الحقائق كابتلاعنا لاموال السحت و التحلل و السترة’ و لهذا اصبح التشاؤم بالمستقبل هو الغالب و الخوف و التوجس هما المسيطران.
لقد قامت فئة معينة باختزال التاريخ و تعميش الماضي لصالح مشروعها السياسي الفاشل و امتصت دماء ضحاياها حتى نضبت,و انتصرت فئة على اخرى بتغليب المصلحة الخاصة على حساب المجموع المطحون و المقموع’ المجموع الوهمي و الافتراضي و المعنوي و الذي خلف بيننا رموزا و انصاف رموز ’ غادرونا تهميشا و محقا و لا يزالون.
|
|
 
|
|
|
|