الانقلابات العسكرية تكشف الكثير والكثير من العيوب المخفية !!
هؤلاء الجماعات الذين ينتمون للأحزاب الإسلامية قد تكشفت عيوبهم تلك الفظيعة حين تمكنوا من ساحة الحكم عن طريق الانقلاب العسكري .. كانوا قبل ذلك يجدون المكانة والتقدير في نفوس الناس .. والذي يسمع لأقوالهم وبرامجهم كان يظن أنهم من الملائكة الكرام .. كانوا يوهمون الناس بأنهم في قمة الورع والتقوى .. كما كانوا يوهمون الناس بأنهم يمثلون القدوة الحسنة .. ويوحون للناس بأنهم لا يركضون خلف الدنيا .. ولا يبتغون غير رضا الله .. تلك كانت أحوالهم .. وتلك كانت صورتهم في الأذهان .. وبالتالي كان الكثير من الناس يتمنى أن يتواجد هؤلاء في السلطة في يوم من الأيام .. وذلك حتى يغيروا تلك الصورة الكئيبة لتلك الحكومات المتوالية التي مرت بالبلاد منذ الاستقلال .. وفعلاُ قد تمكن هؤلاء من السلطة في عام 89 بواسطة الانقلاب العسكري بقياد عمر حسن البشير .. ومنذ تلك اللحظة ولمدة ثلاثين عاماُ بدأت تتكشف عيوب وأسرار تلك الجماعة بوتيرة رهيبة لم تكن في الحسبان !.. وقد سقطوا عن الأعين بالإجماع بطريقة فاضحة وغبر مسبوقة .. حيث اتضح للشعب السوداني بأن هؤلاء زمرة من الشياطين الذين يختفون خلف ثياب الأنبياء !!.. وخلال تلك الثلاثين عاماُ قد جاءوا من الكبائر والفساد والإفساد بقدر يشيب الولدان !.. وقد بالغوا في مجالات النهب والسرقات والاحتكارات والمؤامرات وأكل حقوق الشعب السوداني بقدر حير إبليس نفسه !.. وهؤلاء يتفوقون على إبليس ألف مرة .. وإبليس لا يدعي بأنه سوف يدخل الجنية .. أما هؤلاء فيدعون ذلك رغم أنهم من كبار المجرمين والعصاة .
ومن قبل ذلك الحزب الشيوعي السوداني الذي ظهرت عيوبه بعد الانقلاب العسكري .. وكان ذلك الحزب يغري الشعب كثيراُ بأن النظرية الشيوعية والاشتراكية بمثابة ذلك الفردوس المفقود .. ثم تمكن ذلك الحزب من السلطة في سنة من السنوات عن طريق الانقلاب العسكري بقيادة جعفر النميري ., وبعد ذلك قام الحزب بتطبيق كل النظريات الاشتراكية في البلاد .. وتم تأميم المؤسسات والشركات الأجنبية والمحلية ,, كما تم مصادرة أصول ورؤوس أموال تلك المؤسسات والشركات .. وقد هربت من السودان تلك الشركات التي كانت تحرك الاقتصاد .. كما هربت رؤوس الأموال الأجنبية وأصبح السودان منفرداُ وحيداُ يكابد الويلات بفرية الاشتراكية العقيمة .. ولحقت بالبلاد نكبات القحط والجدب .. حتى أصبح السودان في مرحلة يماثل الميت سريراُ . وبالمختصر المفيد فقد تم تطبيق كل النظريات الاشتراكية في البلاد .. وعاش الشعب السوداني تجربة تلك الاشتراكية المزعومة بحذافيرها .. حيث سنوات الاتحاد الاشتراكي السوداني .. سنوات قحط وجدب لم يتقدم فيها السودان خطوة واحدة نحو الأمام .. بل كان ذلك التراجع للوراء بوتيرة غير محسوبة .. وقد تراجع الاقتصاد السوداني حين دخل في مواجهات مع النظام الرأسمالي العالمي .. ذلك النظام الذي كان يطالب الحكومة السودانية بإرجاع كافة حقوق تلك الشركات الأجنبية .. وبعد ذلك دخلت البلاد حالات الجفاف والجدب بطريقة غير مسبوقة .. وفي مرحلة من مراحل الاشتراكية ماثل السودان حالة برلين الشرقية في البؤس والفقر بالمقارنة ببرلين الغربية .. وذلك الأمر الفظيع في التراجع نحو الوراء قد أجبر المشير جعفر النميري لكي يتخلى كلياُ عن الاشتراكية والشيوعية .. حيث أخيرا اقتنع ذلك النميري بأن العيوب في النظرية الشيوعية والاشتراكية أكبر مما يعتقد عند الانقلاب .
ولكن كما يقال : فرب ضارة نافعة .. فتلك الانقلابات العسكرية تضع الأحزاب تحت المجهر بالقدر الذي يكشف أسرارها وعيوبها .. وحين تتكشف أمراضها فإن الشعب يتجنب تأيدها ويبتعد عنها مسافات ومسافات .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست