واحدة من كوارث الحكومة العنصرية البائدة ..المواكب أو ما يسمي بـ "السيرة"..وما أدراك ما السيرة ، هيلمانة من المواتر بالسرينات المزعجة وعربات الشرطة العسكرية والجيش والأمن ، تحيط بعربة سيادته لتعلن للمارة عن حضوره المهيب ولسوء حظه لا تجد أحدا في الشارع يلقي له بالا لأن الكل بات مشغولا في نفسه.
حمدنا الله أن هذا الغم قد إنزاح بزوال النظام السابق الذي يعشق منسوبيه نظرية " شوفوني" والويل والثبور لمن لا يقف تحية واحتراما لهم ولكن.. وللأسف!! يبدو أن هذا الغم لم ينزاح بالكلية ، فها نحن نري أعضاء مجلس السيادة وأعضاء حكومة د.حمدوك الجدد يسيرون علي نفس النهج ويستسلمون لما يسمي بالبروتوكول الشرفي ويجوبون القطر طولا وعرضا تتقدمهم السيرة .
قد يقول قائل : أنها من لزوم "الأبهة " فنرد عليه : أن زمن الأبهة قد إنتهي عندما خُسف بـ (قارون) وبداره الأرض ، أو يقول : إنها للتحوطات والدواعي الأمنية ، ونرد عليه : إذا كنت تخاف الموت أو الإغتيال فإن هذه "الهيلمانة" لن ترد القدر ، فإذا حل الأجل ، فمت شجاعا ، عفيف النفس ، طيب السريرة ولا تبالي.
أري أن الثورة لم تقم لهذا الغرض وكما يقولون لم " تُقلع" الثورة محمد أحمد لتأتي لنا بالحاج محمد أحمد. فقد كان من المؤمل أن تغير الحكومة الإنتقالية الحالية كل المفاهيم البالية القديمة التي كانت تستخدم لإرهاب وإذلال الناس وكالبلسم ، كنا نود أن نري بشرا مثلنا ، يمشون بيننا ويأكلون من طعامنا ويشعرون بما نعانيه من شظف العيش ويألمون كما نألم... ويبدو أن حمدان هو الوحيد الذي يعرف هذا السر ( والصياد يملا شبكته).
بالواضح ، لم تظهر حتي الأن أي مواقف ثورية حقيقية من الحكومة الجديدة وإنما نراها تدخل من حيث لا تدر في عباءة نظام قديم متهالك ، يجيد " الفهلوة" واللعب بها وأخشي ما أخشاه أن تنتهي الفترة الإنتقالية وقد أتي سدنة جدد بلباس الحرس القديم.
التواضع ، التواضع هو سمة من سمات ثوار الحق والعدل ضد الظلم والبغي وهي سمة مقدمة علي الكفاءة . ألم ينهانا ربنا عز وجل عن التمظهر والخيلاء بقوله " ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا* كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها" الإسراء-37-38.
ليعلم النظاميون بمجلس السيادة أنه لا يحق لهم إتخاذ أي مواقف أو قرارات أحادية دون الرجوع الي السيادة المدنية وليعلم مجلس الوزراء أن تكليفهم محدد المهام والمدة لتنفيذ مطلوبات الثورة وليعلم فريق الحرية والتغيير،الذي يحرك الدولة من وراء ستار ، أنهم تحت المجهر مع التحذير بالتلاعب بمصير الثورة ، كما أن أحزابهم لن تفوز في أي إنتخابات قادمة ما لم تتطابق برامجهم مع الأهداف المعلنة للثورة وليعلم الجميع أنه لم يحدث أي تغيير ملموس بعد ، خاصة فيما يتعلق بحياة ومعايش الناس وأن "كل شاة معلقة من عرقوبها" والثورة لا زالت حاضرة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد عبد المجيد أمين(عمر براق)
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست